مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو


خيوط ميكا واستفزاز موميكا

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


11/07/2023 القراءات: 369  


خيوط ميكا واستفزاز موميكا
في أول أيام عيد الأضحى المبارك، استيقظ المسلمون على مقطع فيديو يظهر فيه شاب عراقي يدعى (سلوان موميكا) مقيم في السويد وهو يمزق نسخة من المصحف الشريف، ويضرم النار فيها عند مسجد استوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحاً بتنظيم الاحتجاج إثر قرار رسمي.
ذلك المقطع أثار غضباً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في جميع العالم، وهذه ليست المرة الأولى التي يُستهدف فيها المصحف بالحرق أو التمزيق في السويد وفي دول أوروبية أخرى.
ومن المؤكد أن غياب المواقف الرادعة من قبل الدول العربية والإسلامية ساهم في تكرار هذه الحوادث التي يُتوقع حدوثها بين الحين والآخر مع استمرار غياب الموقف السياسي والدبلوماسي الرادع.
بل نجد من الدول العربية والإسلامية وأذناب الغرب من يهرول إلى طمأنة الغرب بتمسكه بقيم التسامح والتعايش السلمي والتلاقي على المبادئ الإنسانية، ويصرّ الغرب وأمريكا على إظهار عنصريتهم العفنة، فلا بد من أن ترقى مواقف الأنظمة العربية والإسلامية لتطلعات الجماهير الغاضبة، لا تكتفي بالشجب والاستنكار على هذا الإجرام بالتكرار؟
إنه استخفاف ليس بالمصحف فحسب، بل بأتباعه، وإهانة لحضارتهم، فما يقارب من ملياري مسلم يعيشون على هذا الكوكب لا يعادلون شيئاً في نظر الحكومات التي تسمح باستهداف المصحف أو الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أو المقدسات بشكل عام.
أما التذرع بمقولة «احترام حرية التعبير» فهو غير واقعي وليس صادقاً، فهل كانت حكومة السويد أو غيرها ستسمح رسمياً أو عن طريق القضاء لمجموعة من الأشخاص بحرق عَلَم المثليين الشواذ؟ أو تمزيق نسخة من التوراة أو الإنجيل؟ أو حرق دستور بلادهم بهذه الطريقة المهينة؟
إننا نعلم يقيناً أنه من (تشارلي إبدو) في فرنسا، إلى رسومات الكاريكاتير في الدنمارك، إلى حرق نسخ المصحف في السويد، هناك خيط خطير وخبيث يربطها معًا، ويؤكد وجود جهات مشبوهة وحاقدة ومتوحشة وشيطاناً إنسياً خبيثاً مختبئاً يقف خلف هذه الخطة الماكرة، ولكن الله لهم بالمرصاد، ولتعلمن نبأه بعد حين.
ثم إن هناك خلط كبير وعدم تمييز بين المصحف والقرآن، وقعت فيه وسائل الإعلام وكتّاب عرب ومسلمون، فالمصحف هو اسمٌ للمكتوبِ من القرآن الكريم، والمجموع بين الدَّفَّتين، وقد اكتسبت تلك الصحف مكانتها وحرمتها بسبب وجود حروف القرآن فيها، فمنع جمهور الفقهاء من أن يمس المصحف محدث، بينما القرآن الكريم هو اللفظ المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم المتعبد بتلاوته، ويطلق عليه القرآن سواء كان مقروءاً أو مكتوباً، قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ. لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ. تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {الواقعة:77-80}
فالفاشيّون المجرمون الذين أحرقوا نسخة من المصحف الشّريف، لم يحرقوا القرآن، ولن يستطيعوا لا هم ولا غيرهم حَرْق القرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى، لأنّ الله تكفل بحفظه فقال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]، وهو محفوظ في صدور وعقول المؤمنين.
وأخيراً: نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرد أُمتنا إليه ردًّا جميلًا، وأن يرفع لواء الدين ويقمع به المعاندين، ويذل به أعداء الدين إنه سميع مجيب.
----------------------
خيوط ميكا: هي خيوط غزل نادرة بألوان ميكا للحصول على لمعان طبيعي.


خيوط ميكا، استفزاز موميكا، حرق المصحف، القرآن، العنصرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا على هذا الموضوع القيم