مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(17)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


30/03/2023 القراءات: 233  


فيما يستحب أن يقوله أو يفعله :
يستحب أن يتسحر للصوم لما ورد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تسحروا فإن في السحور بركة » .
وعن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر » .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين » .
وعن العرباض بن سارية قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال : « هلم إلى الغداء المبارك » .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نعم سحور المؤمن التمر » .
وينبغي أن يخفف عشاءه في ليالي رمضان ليهضم طعامه قبل السحور ولأن الامتلاء من الطعام ربما يكون سببا للتخم .
وعن المقداد بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لامحالة فثلث طعام ، وثلث شراب ، وثلث نفس » .
والشبع مذموم لأنه يوجب تكاسل البدن وكثرة النوم وبلادة الذهن وذلك يكثر البخار في الرأس حتى يغطي موضع الذكر والفكر والبطنة تذهب الفطنة وتجلب أمراضا عسرة ، ومقام العدل أن لا يأكل حتى تصدق شهوته وأن يرفع يده وهو يشتهي ونهاية مقام الحسن قوله تعالى : ﴿ كلوا واشربوا ولا تسرفوا ﴾ ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « ثلث طعام ، وثلث شراب ، وثلث نفس » .
والأكل على مقام العدل يصح البدن ويبعد المرض بإذن الله ويقلل النوم ويخفف المؤنة ويرقق القلب ويصفيه فتحسن فكرته وتسهل الحركات والتعبيرات ، والشبع يميت القلب ومنه يكون الفرح والمرح والضحك .
ويستحب تأخير السحور لما ورد عن أنس عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال : تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة . قال أنس قلت لزيد : كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية . متفق عليه . ولما ورد في البخاري عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : كنت أتسحر في أهلي ، ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور » .
وعن ابن عطية قال : دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد أحدهما : يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ، والآخر : يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة ، قالت : أيهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قلنا : عبد الله بن مسعود ، قالت : هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والآخر : أبو موسى .

ولأن السحور يراد به التقوي على الصوم . فكان التأخير أبلغ في ذلك وأولى ، ويسن تعجيل فطر إذا تحقق الغروب لما ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قال الله عز وجل إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا » .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله  : « لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر ، لأن اليهود والنصارى يؤخرون » . ولحديث سهل وحديث أبي عطية وقد تقدما قريبا .
اللهم اسلك بنا سبيل عبادك الأبرار واجعلنا من عبادك المصطفين الأخيار وامنن علينا بالعفو والعتق من النار واحفظنا من المعاصي فيما بقي من الأعمار ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(17)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع