مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (182)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


06/06/2024 القراءات: 5  


-ينصح ابنه من السجن:
قال الثعالبي في ترجمة الشاعر عبدالملك بن إدريس المعروف بالخريري [كذا، والصواب: الجزيري] في «يتيمة الدهر» (2/ 117-118): "له مِن قصيدة كتب بها إلى ابنه عبدالرحمن من محبسه، أولها:
ألوى بعزم تجلّدي وتصبّري ... نأيُ الأحبة واعتيادُ تذكري
شحط المزار فلا قرار ونافرت ... عيني الهجوع فلا خيالٌ يعتري
أزرى بصبري وهو مشدود القوى ... وألان عودي وهو صلب المكسرِ
وطوى سروري كلّه وتلذذي ... بالعيش طيّ صحيفة لم تنشرِ
هلَا بما ألقى الحبيب توهّمًا ... بضمير تذكاري وعين تفكّري
وإذا الفتى فقد الشبابَ سما له ... حبُّ البنين ولا كحب الأصغرِ
عجبًا لقلبي يوم راعتنا النوى ... ودنا وداعُك كيف لم يتفطر!
ما خلتني أبقى خلافك ساعةً ... لولا السكون إلى أخيك الأكبرِ
إنسانِ عيني إنْ نظرت وساعدي ... مهما بطشتُ وصاحبي المستوزرِ
فإذا شكوتُ إليه شكوى راحةٍ ... ذكّرته فشكا إليّ بأكثرِ
أربى عليّ فحظه ممّا بنا ... حظ المعلّى من قداح الميسرِ
ومنها:
واعلمْ بأنَّ العلم أرفع رتبة ... وأجل مكتسب وأسنى مفخرِ
وبضمر الأقلام يبلغ أهلُها ... ما ليس يُبلغ بالجياد الضّمّرِ
والعلمُ ليس بنافع أربابه ... ما لم يُفد عملًا وحسنَ تبصّرِ
فإذا دُفعتَ إلى قرين فابلهُ ... قبل التقارض والتشارك واخبرِ
لا يستفزك منظرٌ حسنٌ بدا ... حتى تقابله بحسن المخبرِ
كم مِنْ أخٍ يلقاك منه ظاهرٌ ... باد سلامته وباطنُه وري
واشرح بكل ملمةٍ صدرًا وخُذْ ... بالحزم في كلّ الأمور وشمّرِ
واستنصح البرَّ التَّقيَّ وشاور الـ ... فطن الذكي تكنْ ربيح المتجرِ
واخزنْ لسانك واحترسْ من نطقه ... واحذر بوادر غيّه ثم احذرِ
واصفح عن العوراء إنْ قيلتْ وعُد ... بالحلم منك على السفيه المعورِ
وكلِ المسيء إلى إساءته ولا ... تتعقب الباغي ببغيٍ تُنصرِ
فكفاك من شرٍّ سماعُك خبره ... وكفاك من خبرٍ قبولُ المخبرِ
وإذا سُئلت فجد وإنّ قلّ الجدى ... جهدُ المقل إزاء جهد المكثر
واشكرْ لمن أولاك برًّا إنّه ... حقٌّ عليك ولا تكن بالممتري
ليس الحريصُ بزائد في حرصه ... بأتم حيلته هشيمة إذخرِ
أو ما رأيتَ غبيَّ قومٍ موسرًا ... ولبيبَهم يشقى بحال المُعْسِرِ
قد أوعب التكوينُ كلَّ مكوّن ... مذ أحكم التقديرُ كلَّ مقدَّرِ
فلو ابتغيتَ بكل جهدٍ نيلَ ما ... سبق القضاءُ بمنعه لم تقدرِ"
قلت: وهذه قصيدة مروية، أرويها بالإسناد إلى ابن خير عن شيوخه كما في فهرسته (ص: 503).
وهي مشروحة أيضًا.
***
-مقدمة "الوصف الذميم في فعل اللئيم":
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.
وبعد: فلما أنْ قلَّ في هذا الزمان إخوانُ الصفاء، وكثر الجفاءُ، وعُدم الوفاءُ، وتقدمتْ فيه العُراةُ والحُفاةُ، فأحببتُ أنْ أجعل في معنى ذلك رسالةً لطيفةً تُنبئ عن بعض أفعالهم الوخيمة، وتفصحُ عن أخلاقهم الذميمة، وسمَّيتُها: بـ "الوصف الذميم في فعل اللئيم".
أعاذنا اللهُ مِن شرِّه، وأنقذنا مِن مكره، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير".
***
-مقدمة "المقالة الناظمة لفضائل السيّدة فاطمة":
هذا مشروع كتابٍ لعالم مجهول، ويظهر أنه هندي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي إنما أراد ليُذهب عن أهل بيت حبيبه الرجسَ ويطهّرهم تطهيرًا، وازداد فضلهم بقوله: (قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى) [الشورى: 42/ 23].
والصلاة والسلام على نبيّه وصفيّه رسول الثَّقَلَيْن القائل: «‌أَيُّها ‌النّاس، إنّي تاركٌ ‌فيكم ‌الثَّقَلَيْن»، الحديث المشهور في المشرقين والمغربين، وعلى آله ثاني الثَّقَلين، عددَ علوم أوّل الثقلين، وأصحابِه وأحبابه، وعلى إخوانه ومبتغي رضوانه بالمَلَويْن.
وبعد: فهذه «المقالة الناظمة لفضائل السيّدة فاطمة».
وقد أسميتُها: «الفاتحة الخاتمة لمناقب السيّدة فاطمة».
وتارةً أترجمها بـ: «الكلمات الحاتمة لاعتقاد كرامات السيّدة فاطمة».
ومرّةً وَسَمتها: «الدلائل القاصمة لمنكرة فضائل السيّدة فاطمة».
وربما رسمْتها: «السلاطين الحاطمة لأساطين ناصبة السيّدة فاطمة»، على أبيها وأمّها وبعلها وعليها وعلى ولديها الصلاة الكاملة الدائمة.
ولنقدِّم ذكر ولادتها وما يتعلق بها، ثم نتمّم بذكر سيادتها وفضائلها عامّةً وخاصّةً، ثمّ نردفه بما روى أئمّة السنّة في نكاحها ومعيشتها، ثمّ نوردُ ما بلغنا من روايتها وعلمها ودرايتها، ثمّ نختم المقالة بذكر وفاتها وما يتعلقّ بها، عليها وعلى أبويها وزوجها وولديها صلواتُ ربِّها".
***
-يصعد سبعين درجة:
قال السخاوي في ترجمة البدر البشتكي في "الضوء اللامع": "وعلت سنُّه وهو مقيم بخلوة علو "المنصورية" يرتقي إليها بسبعين درجة، فعرض عليه شيخنا [الحافظ ابن حجر] أن يعطيه خلوته السُّفلية قصدَ التخفيف؛ للمشقة عليه، فما أجاب، بل صرَّح بما لا يُناسب".
والجواب المتوقع معروف، ولكنه كما قال السخاوي لا يناسب التصريح به.
***
- في عناوين الكتب:
وقال السخاوي في ترجمة البدر البشتكي في "الضوء اللامع" أيضًا: "ويُحكى عنه [أنه] قال للكمال الدميري حين شرَحَ ابن ماجه سمِّهِ: بعثرة الدجاجة!
وكان حين سمَّى البلقيني: "الفوائد المنتهضة على الرافعي والروضة" يقول: والرَّوَضة -بفتح الواو- ليكون موازيًا للمنتهضة. ولذا غيَّرَ البلقيني التسميةَ إلى "المحضة".".
***
-نسبة إعجاز القرآن إلى الباقلاني:
كتب الأستاذُ عبدالعزيز الساوري: "كشف جديد: باحث وعالم ومحقق سعودي من أصدقائي العلماء، سيصدر مجلدة قريبًا، ينفي فيها نسبة كتاب الإعجاز للباقلاني بقرائن عديدة".
***
-الإيمان والذكاء:
قال الذهبي في ترجمة ابن الرواندي في «سير أعلام النبلاء» (14/ 62):
«‌لعن ‌الله ‌الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى».
قلتُ: هذا على سبيل التنزُّل، وإلا فالإيمان والتقوى نهاية العقل، وقمة الذكاء، وخلاصة العلم.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع