مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
سلسلة أمهات المؤمنين جويرية بنت الحارث (رضي الله عنها)(1)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
24/04/2023 القراءات: 332
إسلام الحارث
ولم يغادر الحارث المدينة إلا وقد أسلم… وسبب ذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل عن عدد الإبل التي جاء بها ليقدمها فدية لابنته، فذكر العدد، فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن البعيرين الذين أخفاهما في الضاحية؛ عندئذ تيقظ وجدان الحارث، وأدرك أنه أمام نبي يوحى إليه؛ فاستسلم وأقسم أنه لم يعلم أحداً من خلق الله بأمر هذين البعيرين، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك يا محمد رسول الله.
وبإسلام الحارث سيد قومه تظهر بركة هذا الزواج وقيمته في الدعوة الإسلامية.
من برة إلى جويرية
روى سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال: كانت جويرية بنت الحارث تدعى برة، فحول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اسمها فسماها جويرية لأنه كان يكره أن يقال خرج من عند برة. وتلك لطائف من أخلاق المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمو سجاياه.
الصوامة القوامة في بيت النبوة
يروى عن تقواها (رضي الله عنها) كثير من الوقائع التي تدل على تغلغل الإيمان والإسلام في أعماق قلبها وفي صميم وجدانها؛ فقد صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات ليل الفجر، ثم خرج من عندها، فجلس حتى ارتفع الضحى، ثم جاءها في بيتها وهي لا تزال في مصلاها، حيث أدت فريضة الفجر خلفه، فقالت: مازلت بعدك يا رسول الله دائبة، فقال عليه الصلاة والسلام: ولقد قلت بعدك كلمات لو وزنَّ لرجحْنَ بما قلت: سبحان الله عدد خلقه، وسبحان الله رضى نفسه، وسبحان الله زنة عرشه، وسبحان الله مداد كلماته.
ويروي أيضاً عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل على جويرية بنت الحارث يوم جمعة وهي صائمة فقال لها: أصمت أمس؟ فقالت: لا… قال: أفتريدين الصوم غداً؟ قالت: لا… قال: فأفطري إذاً.
بينها وبين زوجاته (صلى الله عليه وآله وسلم)
المرأة هي المرأة في كل زمان ومكان، قد ركب الله سبحانه وتعالى فيها غرائز معينة محددة، فهي تتسلل في الإنسانية والبشرية منذ حواء إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ولقد سبق لنا أن تحدثنا في أكثر من مناسبة عن عاطفة الغيرة التي كانت تثور وتتفاعل في نفوس زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إحداهن تغير من الأخرى… ومن الجديدة دائماً على وجه الدقة.
ونحب أن نقول بأن تلك الغيرة قد تهذبت كثيراً، وخفت حدتها بفضل توجيهات الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم). ولقد جاءت جويرية (رضي الله عنها) ذات يوم ولم يكن قد مضى على زواجها إلا أيام قلائل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيماء الحزن والأسى بادية على عينيها الدامعتين، ثم قالت: يا رسول الله، إن نساءك يفخرن علي، يقلن لم يتزوجك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فهدهد عليه الصلاة والسلام من ثورة نفسها، وطمأن من حدة غضبها وحزنها، وقال لها: ألم أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين من قومك؟ فسكتت جويرية (رضي الله عنها) سكوت الرضى.
ولقد أصبحت (رضي الله عنها) بإكرام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها درة ثمينة في عقد زوجاته الفاضلات. وضرب عليها الحجاب مثلهن، وفرض عليها ما فرض عليهن من الواجبات، ولها ما لهن من الحقوق. وكان يقرع لها مثلهن في الخروج معه (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغزوات، والحج والعمرة، وكذلك كان يسهم لها فيما يحصل عليه المسلمون من غنائم.
وقد ذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أطعم جويرية يوم خيبر ثمانين وسقاً تمراً، وعشرين وسقاً قمحاً.
بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
اشتدت العلة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستأذن من نسائه ومن بينهن جويرية أن يمرض في بيت عائشة (رضي الله عنها) فأذن له.
سلسلة أمهات المؤمنين جويرية بنت الحارث (رضي الله عنها)(1)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع