مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
سلسلة السيرة النبوية 🔻 إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه(1)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
08/02/2023 القراءات: 508
فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت، فقال: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا.
فأخذ عمر رضى الله عنه سيفه، فتوشحه، ثم انطلق حتى أتى الدار، فضرب الباب، فقام رجل ينظر من خلل الباب، فرآه متوشحًا السيف، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستجمع القوم، فقال لهم حمزة:
ما لكم ؟ قالوا: عمر؟ فقال: وعمر؟ افتحوا له الباب، فإن كان جاء يريد خيرًا بذلناه له، وإن كان جاء يريد شرًا قتلناه بسيفه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه، فخرج إلى عمر حتى لقيه في الحجرة، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، ثم جبذه جبذة شديدة فقال:
"أما أنت منتهيًا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزى والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة؟ اللهم، هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب"
فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . وأسلم، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد .ابن إسحاق كان عمر رضي الله عنه ذا شكيمة لا يرام، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين، وشعورا لهم بالذلة والهوان، وكسا المسلمين عزة وشرفًا وسرورًا ، وعندما أسلم أعلن إسلامه في قريش ، ولم يجرؤ أحد غيره وغير حمزة على إعلان إسلامه مباشرة ، لما كانا يتمتعان به من قوة الجسد وضخامة القامة، وقوة العزيمة والإرادة
روى ابن إسحاق عن عمررضي الله عنه قال:
" لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة
قال: قلت: أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إلىّ، وقال: أهلًا وسهلًا، ما جاء بك؟
قال: جئت لأخبرك إني قد آمنت بالله وبرسوله محمد، وصدقت بما جاء به
قال: فضرب الباب في وجهي، وقال: قبحك الله ، وقبح ما جئت به. "
وذكر ابن الجوزي أن عمر رضي الله عنه قال: كان الرجل إذا أسلم تعلق به الرجال، فيضربونه ويضربهم، فجئت ،أي حين أسلمت، إلى خالى وهو العاصى بن هاشم فأعلمته فدخل البيت
وفي رواية لابن إسحاق، عن ابن عمررضي الله عنهما قال:
" لما أسلم عمر بن الخطاب لم تعلم قريش بإسلامه، فقال: أي أهل مكة أنشأ للحديث؟(أي أنقل للحديث)
فقالوا: جميل بن معمر الجمحى. فخرج إليه وأنا معه، أعقل ما أرى وأسمع، فأتاه
فقال: ياجميل، إني قد أسلمت
قال: فو الله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدًا إلى المسجد فنادى [بأعلى صوته] أن:
يا قريش، إن ابن الخطاب قد صبأ.
فقال عمر وهو خلفه: كذب، ولكنى قد أسلمت [وآمنت بالله وصدقت رسوله]، فثاروا إليه فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم، وطَلَح ـ أي أعيا ـ عمر، فقعد، وقاموا على رأسه، وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا.
وبعد ذلك زحف المشركون إلى بيته يريدون قتله ، روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال:
"بينما هو، أي عمر ، في الدار خائفًا إذ جاءه العاص بن وائل السهمى أبو عمرو،وعليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير ـ وهو من بني سهم، وهم حلفاؤنا في الجاهلية ـ فقال له: ما لك؟
قال: زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت
قال: لا سبيل إليك ـ بعد أن قالها أمنت ـ فخرج العاص، فلقى الناس قد سال بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟
فقالوا: نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ، قال: لا سبيل إليه، فَكَرَّ الناس."
وفي رواية ابن إسحاق: والله ، لكأنما كانوا ثوبًا كُشِطَ عنه
هذا بالنسبة إلى المشركين، أما بالنسبة إلى المسلمين فروى مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
سألت عمر بن الخطاب: لأي شيء سميت الفاروق؟
قال: أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام ـ ثم قص عليه قصة إسلامه
وقال في آخره: قلت ـ أي حين أسلمت: يا رسول الله ، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟
قال: "بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم"
قال: قلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد
قال: فنظرت إلىّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم (الفاروق) يومئذ.
ابن الجوزى
وعن صهيب بن سنان الرومى رضي الله عنه قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام، ودعى إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتى به.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:" ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. " البخاري
سلسلة السيرة النبوية 🔻 إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه(1)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة