مدونة دكتور/ معتز احمد رفاعي زارع


الفرق بين الإنكار والرد من خلال تحرير المصطلحات

دكتور/ معتز احمد رفاعي زارع (المنهاجي) | Moataz Ahmed Rfaye Zarea


01/11/2022 القراءات: 1543  


#فاسمع_إذًا
✍️ ثمة إشكاليات في تحرير الاصطلاحات المُتباينة في الخطاب العلمي، فإن الخلط بين مضامين تلك المصطلحات يؤدي إلى نتائج خاطئة وجائرة أحيانًا؛ ولنُعط مثالاً:-
------- (الفرق بين الإنكار والرد) ---------
✍️ رجل جاء وقال : "أنا أنكر السنة"؛ فهذا متفق عليه ولا خلاف فيه أنه منكر للسنة.
✍️ وآخر قال: "أنا أرد الحديث (كذا)؛ لأجل قرائن، منها:-
(١) أنه آحاد: وقد ورد هذا الحديث في باب العقيدة ومذهبي لا يقبل الآحاد في العقيدة ولي في ذلك سلف.
(٢) أنه يخالف صريح القرآن: والقرآن مُقدمٌ على السنة قطعًا.
(٣) أنه يخالف العقل: وعندي شواهد وقرائن عديدة أستأسد بها من قرآن ربي وتفاسير أئمة مفسريه ولي في ذلك سلف.
(٤) أنه يخالف عقلي: لأن محصولي من علم الحديث وآليته لا يؤهلني أن أفهمه.
✍️ إن كل ما مضى من أمثلة -أنا كباحث- لا أستطيع أن أقول عنه: إنه رجل منكر للسنة؛ بل أقول هو يرد بعض أحاديث السنة، وفي بعض ردوده اختلافات معتبرة ومستساغة، سجّلها تاريخ العلم.
✍️ من هنا، أقول: لابد من التدقيق في إطلاق الاصطلاحات ومعرفة مضامينها معرفة دقيقة.
✍️ وأخيرًا أقول: إن التكوين المعرفي للعقلية البحثية أو العلمية له تأثير جلي على ضبط هذه الاصطلاحات.
✍️ فالحق أقول: عبر تاربخ العلم وجدت -حد علمي وفهمي واطلاعي- أن غالب من اشتغل بالحديث -عدا من اعتنى بالعلل والمشكل والمختلف- غلب على تكوينه المعرفي (الحدة) و(الأخذ بالظاهر) و(البعد عن مُعايشة المضامين والدوائر المحيطة بالاصطلاحات)؛ مما أدى في نهاية الأمر الى اتساع رقعة الإنكار لديه على كل من يخالفه؛ لذا دائما وابدًا أقول:
✍️ إن هذه المدرسة العريقة -أعني المدرسة الحديثية- لا يظهر نجمها على وجه الحقيقة إلا في دائرة علومها فقط، أما عندما نستدعيها (بشكلٍ كُلي) أُكرر (بشكلٍ كُلي) لتسعف أي علم آخر فهي تُضيّق أكثر، والتضييق في العلم شأن المُحجِّمة، والمُحجِّمة في العلم هم الذين لم يجدوا أرضًا خصبة ليستقوا منها معايير الفكر والفهم المُتسعة لجُل المعطيات والبراهين العلمية المختلفة والمتنوعة والمتعددة.
#دمعتز_السيري_الشافعي


الفرق بين الإنكار والرد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع