مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (207)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


20/07/2024 القراءات: 16  


-عشقٌ وغرام:
أنشدني الأستاذ الشاعر البارع الدكتور عماد ملكاوي:
تُراوِدُني في هَواهُ اثْنَتان ... كَـأَنَهُما بَعضُ حُورِ الجِـنـانْ
لِكُلٍّ مِنَ الْحُسْنِ شَطْرُ الْجَمالِ ... تَــشـابَــهَـتــا فَهُما تَـوْأمـانْ
تَقُولانِ أَرسَلَنا سَيِّدٌ ... رَآكَ تُحِبُّ لِقاءَ الحِسانْ
فَإنْ شِئْتَ نِلْتَ الَّذي تَشْتَهي ... وَتَـنْـعَـمُ فـي قُـربِـهِ بـِـالأَمـانْ
تَعالَ إِلى الْأُنْـسِ فِـي مَوْعِدٍ ... بِأَيِّ زَمانٍ وَأيِّ مَكانْ
****
تأَمَّلْتُ في كُلِّ ذَاكَ الْجَمال ... وَشاهَدتُ مِنْهُ شُهُودَ الْعيانْ
وَقُلْتُ لَقَد فَاتَني ما مَضىٰ ... وَقَد جَاءَتا وَهُما تَسْعَيانْ
أَتُوقُ إِلى الْعَيْشِ في جَنَّةٍ ... وَهاتانِ في مَا أَرى جَنّتانْ
بِنَظْرَةِ عَيْني وَدَقّاتِ قَلْبي ... سَأَمْضي إِلىٰ حَـيْثمـا تَـمْـضِيـانْ
أَكُـونُ وَإيـاهُمـا عـاشِــقَـيْنِ ... علىٰ بَرزَخِ الْحُبِّ لا يَبْغِيانْ
فَعاهَدتُ مَولاهُما راضِياً ... وَقَلْبي وَعَقْلي لَهُ شاهِدانْ
****
مَدَدتُ يَدَيَّ لِأولاهُما ... وَقُمْتُ لِسَيِّدِها بِامْتِنانْ
وَأَبْدَيْتُ شُكْرِي لَهُ جاثِياً ... رُكوعَ الْمُصَلِّي خُضوعَ المُدانْ
وَقَبَّلتُ ما تَحْتَ أَقْدامِها ... وَأُقْــسـِمُ أَنَّـهُـمـا قُـبْلَـتــانْ
وَقُمْتُ لِــمَـنْ بَــعْدَهــا خــاضِعاً ... أَقُولُ وَأَفْعَلُ ما تـَطْلـبانْ
أَعُودُ إِذا حانَ وَقْتُ اللقاءِ ... وَفي كُلِّ حِينٍ إذا تَأْتِيانْ
****
تَعَجَّبَ مِنْ حَالَتي صاحِبي ... كَأَنّي عَليلٌ وَبي مَسُّ جانْ
يَلُومُ وَقَدْ ساءَ بي ظَنُّهُ ... يَقُولُ بِعَيْنيْهِ لا بِاللسانْ
يَقُولُ اتَّقِ اللهَ فِيكَ وعُدْ ... لِرُشْدِكَ قَبْلَ فَواتِ الأوان
فَمَنْ هُوَ هٰذا؟ وَهاتانِ مَنْ؟ ... عَسىٰ لَكَ عُذرٌ بِهٰذا الْبَيانْ
فَقُلتُ هُوَ اللهُ لا غَيْرُهُ ... وَأَمّا هُما فَهُما رَكْعَتانْ
***
-في كَـنَـف الرحيـم:
قال الشيخ الأديب الشاعر البحاثة المدقق أبو عبدالرحيم يحيى بن محمد الحكمي الفيفي يرثي الشيخ وهبي غاوجي الألباني:
خـبر أثـار مـواجعَ الأشـجانِ ... ورمى النفـوس بلوعـة الأحـزانِ
والعين منـه قد توكّـف دمـعُها ... وهـمـى على الخدّين في سـيـلانِ
قـال المعزِّي: قد قـضى أستـاذنا ... الشيخ وهـبي غـاوجي الألـبـاني
قـد ودّع الدنيـا وسـار إلى العلا ... ليعيش في الأخـرى بـعـمر ثـاني
نفض الكرى عن مقلتيه فأبـصرتْ ... عين اليقـين فطـار في هـيـمـانِ
يحـدوه شـوقٌ للإلـه فلا يـرى ... إلا النعـيـم وجـنـّة الرضـوانِ
إيـهًا أيـا وهبي علام بـكـاؤنا ... قـد بتّ في فـضل وفـيض أمـانِ
ها أنت في كنف الرحيـم مـنعّمًا ... فالـروح قد نـفـذت من السجّانِ
لكنّمـا حـزن الفـراق لجسمكم ... أمـر قـضـاه الله في الإنـسـانِ
تبكيك أقـلام زبـرتَ بها هـدىً ... مـثُلت فـضـائله بكل مـكـانِ
وأنـار ديـجـور الضلال بضوئه ... كالـشـهـب تقذف مارد الشيطانِ
وأزال عن عين الجهـول غشـاوة ... في مـنطـق سـام وحسن بـيـانِ
يـا شيخ وهبي والعـلوم مـواهب ... ومكـاسـب قد نلتها بـتـفـانِ
ورقيت في عزم المُريد مـدارج الـ ... إسـلام والإيـمـان والإحـسـانِ
زيّنتَ علمك بالصـلاح وبالتـقى ... والـعلم حليتُه خشـوع جَـنَـانِ
ونشـأت في بيتٍ عـظيمٍ قـدرُه ... في الفضل والإيـمـان والـقـرآنِ
فـارقتَ أرضـك في صباك مهاجرًا ... في الله بعد تـعـاظـم الكـفـرانِ
ثمّ اصـطفـاك الله بعد تـحـرّرٍ ... لتـعـود أسـتـاذًا إلى الأوطـانِ
فـغـدوتَ للألبان قلبًا نـابضـًا ... فـحيـوا به كالـروح في الأبـدانِ
أيقظتهم بعد الـهـجـوع بهمّـة ... وطردت في عـزمٍ كرى الأجـفـانِ
فأتـوا زرافـات يحثـون الخـطى ... لمنـاهلٍ تروي صـدى الظـمـآنِ
لله كـم أحييتَ قـلـبـًا ميـّتـًا ... وغـذوتـَه بالعـلـم والإيـمـانِ
طهّرتـَه مِن نـبـع عـلمك زاكيًا ... كـالـمـاء يُـذهب سيئ الأدرانِ
نَمْ في حمى علمٍ خدمت فنـونـه ... تـرجـو به قـربـًا مـن الديـّانِ
لا تبتـغي منه كـثـير تـجـارة ... أو شـهـرة تسـمو على الأقـرانِ
فاهنأ أيـا "وهـبي" بقبرك ثـاويـًا ... مستأنسـًا في صحبة الـرحـمـنِ
قد غـيـض ينبوع المعارف شيخنا ... وسـماؤه كفّت عن الـتـهـتـانِ
لـكـنّ آثــارًا لـه ومـآثـرًا ... جلـّى سـتبقى في مـدى الأزمـانِ
ما مات مَنْ شـاد العلوم صحائفًا ... فـثـمـارُهـا للـقـاطفين دواني
ولسوف تـشـهـد بعده آثـارُه ... بـرًّا يـردّد صـادق الـعـرفـانِ
ويخـلّد اللهُ الكريـمُ عـلـومـه ... دنيا وفي الأخـرى خلـود جـنـانِ
ونمـدُّ للرحـمن كـفّ ضراعـة ... تـدعـو له بسحـائب الغـفـرانِ
فأثبـه يـا ربي على أفـضـالـه ... أضعـافَ ما أسـدى بلا نـقـصانِ
الرياض: يوم الأربعاء: 10 / 4/ 1434هـ الموافق: 20 / 2/ 2013م.
***
-سطر في الكتاب:
جاء في «زهر الآداب وثمر الألباب» (3/ 778):
«قال عبيدالله بن شبيب: كتب إليَّ بعض إخواني من أهل البصرة كتابًا ملح فيه وأوجز، وهو: أطال الله بقاءك، كما أطال خباءك، وجعلني فداك إن كان فيَّ فداؤك.
كتبتُ ولو قدرتُ هوى وشوقُا … إليك لكنتُ ‌سطرًا ‌في ‌كتابي».
والبيت لأبي تمام انظر ديوانه بشرح الأعلم الشنتمري (2/ 179) ط وزارة الأوقاف المغربية. وفيه: في الكتاب.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع