مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (76)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


29/10/2023 القراءات: 446  


رؤيا غريبة:
رأيتُ ليلة الخامس من شهر رمضان سنة (1442) في بيتٍ سكناه حديثًا ثلاثة شياطين بصورة تشبه القرود، ولكنهم يمشون منتصبين، وكان أحدُهم أقرب إلي من الآخرين وكأنه يقول: لا تقرآ القرآن ولا تتعوذ. فبدأت أقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وكررتها، فكان يبتعد ويضعف ويصغر. واستيقظتُ.
***
المُداوي المُدوي:
جاء في "تاريخ مدينة السلام" (5: 265):
"... أنشدنا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب [المتوفى سنة 279] لنفسه:
قالوا اهتجارك مَنْ تهواه تسلاهُ ... فقد هجرتُ فما لي لستُ أسلاهُ؟
مَنْ كان لم ير مِنْ هذا الهوى أثرًا ... فليلقني ليرى آثارَ بلواهُ
مَنْ يلقني يلق مرهونًا بصبوته ... متيمًا لا يُفك الدهرَ قيداهُ
‌متيمٌ ‌شفَّه ‌بالحب مالكُه ... ولو يشاء الذي أدواه داواهُ".
***
الشيخة عطية الأنصارية:
ممن أجاز لي من الشيوخ: الشيخة الدكتورة عطية الأنصارية (من باكستان)، وقد توفيتْ في الإمارات ليلة الاثنين (24) من ربيع الأول سنة (1437) الموافق ليلة (4) من يناير سنة (2016). نقلَ هذا الشيخُ عمر بن محمد سراج حبيب الله عن ابنها عمران.
***
أدب الشباب مع الشيوخ:
جاء في «الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام» (ص: 294):
«قال سفيان الثوري: إذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ، -وإن كان قد بلغ من العلم مبلغًا-، فآيسْ ‌من ‌خيره، فإنه قليلُ الحياء. المدخل للبيهقي ص (388).
وعن عقبة بن علقمة قال: سمعتُ إبراهيم بن أدهم يقول: كنّا إذا رأينا ‌الحدَث يتكلم مع الكبار أيسنا مِن خلاقه، ومِن كل خيرٍ عنده. حلية الأولياء (8: 29).
وذكر يحيى أن الإمام مالكًا كان إذا رأى ازدحامَهم في مجلسه قال: توقَّروا، فإنه عونٌ لكم، وليعرف صغيركم حقَّ كبيركم. ترتيب المدارك (1: 154).
***
الإنشاء والإنشاد:
كتبت مرة في الوتس اب:
"قال أحدُ الشعراء الأندلسيين:
لا تنمْ واغتنمْ مسرّةَ يوم ... إنَّ تحت التراب نومًا طويلا
فذيلتُهُ بقولي (في رمضان سنة ١٤١٨، وألقيتها في أثناء محاضرة في جامع الإخوة الصالحين ببغداد):
وغدًا تدخلُ الجِنانَ فتلقى ... تعبَ الدهرِ في هواها قليلا
قلتُ ما قلتُ غيرَ أني عليلٌ ... ليت شِعري فهل أداوي عليلا!".
فجرتْ بيني وبين الشيخ محمد محمود المصطفى الموريتاني المفتي في دائرة الشؤون الإسلامية بدبي هذه المراسلة:
-محمد المصطفى: وغير بعيد مِن بعض معناه وفي بحره يقول بعض شيوخ التصوف في موريتانيا:
يا كثير المنام والغفلاتِ ... كثرة النوم تورث الحسراتِ
إنّ في القبر إنْ نزلتَ إليه... لرقادًا يطول بعد المماتِ
هكذا سمعتُه على ما أظنُّ.
-عبدالحكيم: رأيتهما في "إحياء" الغزالي مع بيتين آخرين (1/ 357):
"يا طويل الرقاد والغفلاتِ ... ‌كثرةُ ‌النوم ‌تورث الحسراتِ
إنّ في القبر إنْ نزلتَ إليه ... لرقادًا يطول بعد المماتِ
ومهادًا ممهدًا لك فيه ... بذنوب عملت أو حسناتِ
أأمنت البياتَ مِن ملك المو ... ت وكم نال آمنًا ببياتِ".
-المصطفى: سبحان الله نفس النص والحروف! أنا سمعتُهما من أحد تلامذته، فلعل الشيخ كان يتمثل بهما إنشادًا فظن التلميذُ أنهما له إنشاء.
وقد رأيتُ مرة طالبًا ذكر في بحث تخرُّجه ترجمةً لعلَمٍ معروفٍ فعزا له أبياتًا هي مذكورة في "أمالي" القالى معزوة لابن الرومي، وقد أريتُه إياها في الكتاب المذكور فعرفَ الوهمَ في عزوها لصاحبه.
-عبدالحكيم: كثيرًا ما يؤدّي التمثل إلى هذا الظن.
***
أسمار الأخيار:
نشرتُ مرة:
"قالوا:
عندي أحاديث في نفسي مخبأةٌ ... حتى أراكَ وأسمارٌ وأخبارُ
فقد قلَّ المُذاكر، ونعس المُسامر، وسكتَ الشاعر، وملّ الناثر...".
فقال الشيخ محمد محمود المصطفى:
أصغى بقلبٍ لها والأذنُ واعيةٌ ... قد طالما سامرَ الأخيارَ أخيارُ
***
وصف كلمات:
هذه كلمات كافية شافية.
ولو رآها الاسترابادي لاكتفى بها عن شرح "الشافية".
ولو أبصرها الجامي لقال: هذه شرح "الكافية".
***
الحب يأتي فجأة:
من علماء حيدر آباد الأجلاء الشيخ أبو بكر الهاشمي شيخ حيدر آباد وعالمها وكبير المحققين في دائرة المعارف العثمانية ولد سنة (1358)، وتوفي سنة (1429).
حدثنا الدكتور عز الدين بن زغيبة قال: "كانت علاقة الشيخ أبي بكر بالشيخ عبدالفتاح أبو غدة قوية جدَّا، حتى إنَّ الشيخ عبدالفتاح كان يزور حيدر آباد من أجله، ومما حدثنا به الشيخ أبو بكر الهاشمي في هذا الباب أن الشيخ عبدالفتاح جاء لحضور مؤتمر علمي في دلهي عاصمة الهند وهي تبعد عن حيدر آباد بـ (1600) كلم، وبعد انتهاء أعمال المؤتمر سافر إلى حيدر آباد بالقطار ليزور الشيخ أبا بكر. قال الشيخ أبو بكر: طُرق بابُ بيتي في الساعة السادسة صباحًا، فخرجتُ فإذا الشيخ عبدالفتاح، فسألتُه: لماذا لم تخبرنا بقدومك؟ فأجاب: إنَّ الحب يأتي فجأة".
***
مؤلف جزائري متفنن:
للشيخ أبي راس محمد بن أحمد الراشدي المعسكري الجزائري (1238) مؤلفات في عدد من العلوم، ذكرها في ثبته: "شمس معارف التكاليف في أسماء ما أنعم الله به علينا من التآليف"، ومنها:
• الأقوال الحليمة في نظم شروط الوليمة. ذكره لنفسه في "ثبته" (ص: 197).
• رفيع الأثمان في لغة الولائم الثمان. المصدر السابق (ص: 199).
• فتح الوهاب في الفرق بين مقدمة العلم ومقدمة الكتاب. السابق (ص: 198).
• الخبر المعلوم مِن كل مَن اخترع نوعًا من أنواع العلوم. السابق (ص: 200).
وقد نشر هذا الثبت في "مجلة آفاق الثقافة والتراث" العدد (89).
***
تخلص عجيب:
جاء في «التدوين في أخبار قزوين» (4/ 173-174):
«قال أبو حامد الإسفرائني: ‌تزوج ‌أبو ‌حنيفة رضي الله عنه امرأة على امرأته فغارت القديمة وكانت توحشه وتؤذيه فقال للجديدة: تعالي إلى بيتي مستفتيةً وقولي: إن زوجي قد تزوّج عليَّ. فجاءت إليه وذكرتْ له ذلك فقال: ربما لم يتزوجْ وكذبَ مَنْ أخبرك. وأشار أبو حنيفة إلى المرأة القديمة وقال: هذه أيضًا تتهمني وتقول: قد تزوجتَ، ولكنْ كلُّ امرأةٍ لأبي حنيفة خارجَ هذه الدار فهي طالقٌ. فصدَّقته وزالت الوحشةُ بينهما».
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع