مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (125)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


12/01/2024 القراءات: 511  


ابن التعاويذي:
جاء في كتاب "المكنون في مناقب ذي النون" للسيوطي، تحقيق: عبدالرحمن حسن محمود، مكتبة الآداب، القاهرة، ط١ (١٤١٢-١٩٩٢) (ص: ٦٥): "ابن النقاوندي".
والصواب: ابن التعاويذي. وهو شاعر معروف.
***
المُدبج:
مِن كتب الإمام الدارقطني: المدبج، وهو معروف. وقد يتحرف إلى المديح.
جاء في كتاب "البدور السافرة في أمور الآخرة" للسيوطي، تحقيق: مصطفى عاشور، مكتبة القرآن (1990)، (ص: 425): " أخرج الإمام أحمد في "الزهد"، والدارقطني في كتاب "المديح" عن المعتمر بن سليمان قال: إن في الجنة نهرًا يُنبت الجواري الحسان ...".
والصواب: "في كتاب المُدَبَّج".
قال العراقي في «شرح التبصرة والتذكرة» (2/ 174): «ثم إنَّ رواية الأقران تنقسم إلى قسمين:
أحدهما: ما يسمونه ‌المُدَبَّج - بضم الميم، وفتح الدال المهملة، وتشديد الباء الموحدة، وآخره جيم - وذلك: أنْ يروي كلُّ واحد من القرينين عن الآخر، وبذلك سمّاه الدارقطني، وجمعَ فيه كتابًا حافلًا في مجلد». وهو الآن مفقود.
***
أستاذ الأحنف في الحِلم:
ذُكِرَ في كثير من المصادر أن الأحنف بن قيس سُئل: ممن تعلمتَ الحلم؟ فقال: من قيس بن عاصم.
وجاء في «الحور العين» لنشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت: ٥٧٣) (ص: 116):
«قيل للأحنف: ‌ممن ‌تعلمت ‌الحلم؟ فقال: مِنْ عمي قيس بن عاصم...».
ولم أر هذا -أي أنه عمه- في مصدر متقدم، إلا في هذا المصدر.
وجاء في كتاب متأخر وهو «دراسات وتوجيهات إسلامية» للشيخ أحمد سحنون -من كبار علماء الجزائر- (ت: ١٤٢٤) (ص: 136): «سئل الأحنف: ‌ممن ‌تعلمت ‌الحلم؟ قال: من خالي قيس بن عاصم...». ولم أر هذا عند غيره أيضًا.
وعلق أحد ناشري كتاب "روضة العقلاء" لابن حبان ط دمشق أن قيس بن عاصم أبو الأحنف، أي أنه تعلم الحلم من أبيه.
‌وليس كذلك؛ فإنه الأحنف ‌بن ‌قيس بن معاوية بن حصين المري السعدي المنقري التميمي.
‌وذاك قيس ‌بن ‌عاصم بن سنان المنقري السعدي التميمي.
فما هو عمه ولا خاله ولا أبوه.
***
مجلس الشيخ هاشم جميل:
حدثني الأخ الكريم الشيخ الدكتور عمر شاكر الكبيسي مكاتبةً قال: زرتُ شيخي د. هاشم جميل -حفظه الله تعالى- فصلينا المغرب والراتبة، وصلى هو ركعتين -لوجود ضيف-، ولما جلسنا قال: كان شيخي أحمد الراوي -رحمه الله- أبًا وحنونًا، وكان يصلي الأوابين بعد المغرب، وكنتُ وقتها في السادسة عشرة من عمري، فقرأتُ بأن الأوابين هي صلاة الضحى لأنها تمكِّن الإنسان من الرجوع لربه بسبب الوقت الطويل بين الفجر والظهر، فلماذا يصليها الشيخ بين المغرب والعشاء؟ حتى عثرتُ على رأي للإمام أحمد باستحباب صلاة الأوابين أربع ركعات بعد المغرب، فما تركتُها أبدًا.
وحدثني -حفظه الله تعالى- عن علاقته بالفقهاء فقال: كل الفقهاء أئمة، وحبُّهم لازم، غير أنَّ أحبهم إلى قلبي أبو حنيفة والإمام أحمد، فأبو حنيفة ظٌلِم من غير جريرة، وكيف لا أحبُّ إمامًا تلقى العلم عن ابن مسعود رضي الله عنه الذي كان لا يفارقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلًا ولا نهارًا؟ وأمّا الإمام أحمد فلو لم يكن كريمًا عند ربه لما جعله وعاء لسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقد تناولتُ مع الشيخ رغبة بعض دور النشر بإعادة طبع كتابه "مسائل في الفقه المقارن" الذي تمَّتْ طباعتُه قبل أعوام في مؤسسة الريان، وقد أبدى انزعاجه من أمرين:
الأول: أن بعض الدور تستلُّ من الكتاب مقدمة أسباب اختلاف الفقهاء وينشرونها مستقلة عن الكتاب، وهذا لا يحق لهم؛ لأن هذه المقدمة وُضعتْ للكتاب، ونزعها مخل، فتصنيف البحث في أسباب الخلاف بشكل مستقل يختلف عن الكتابة فيه باعتباره مقدمة.
والثاني: بأن الطبعة الأخيرة لا تكاد تخلو صفحة من هفوات مطبعية تقتضي المراجعة.
فأخبرتُه بأن أحد الفضلاء من أهل العلم قد راجعَ الكتاب وتداركَ كل تلك الهفوات، وقامَ بتخريج الأحاديث بطريقة الكتاب والباب والرقم.
غير أنه أخبرني أنه أعدَّ أكثر من خمسين مسألة جديدة تمَّ بحثُها بنفس طريقة الكتاب.
والله ولي التوفيق.
***
شيء يشبه التعارض:
ذكر ابن الجوزي في كتابه "صفة الصفوة" (4/ 429) عابدةً لقيها ذو النون في معرض الثناء، تحت عنوان: "ذكر المصطفيات من عابدات لُقين في طريق السياحة"، وهذا نصُّه:
"عابدة أخرى:
ذو النون قال: رأيتُ امرأة بنحو أرض البجّة قال: فناديتُها فقالتْ: وما للرجال أن يكلموا النساء! لولا ضعفُ عقلك لرميتُك بشيء. فقلتُ لها: بالله كيف تعرفين الزيادة؟ قالت: بتفقُّد الأحوال. انصرفْ. قال: فما ناطقتُها بعد ذلك".
بينما قال في كتابه "تلبيس إبليس" في ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في دخول الفلاة بغير زاد (ص: 719):
"يُروى عن ذي النون المصري وغيره أنه قال: لقيتُ امرأة في البرية فقلتُ لها وقالتْ لي، وهذا لا يحلُّ له، وقد أنكرتْ عليه امرأة متيقظة، فأخبرنا عبدالملك بن عبدالله الكروخي قال: أنبأنا محمد بن علي بن عمر قال: أنا أبو الفضل محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن يوسف قال: حدثني شكر قال: حدثني محمد بن يعقوب الفرَجي قال: سمعتُ ذا النون يقول: رأيتُ امرأة بنحو أرض البجّة فناديتُها، فقالت: وما للرجال أنْ يكلموا النساء! لولا نقصُ عقلك لرميتُك بشيء". ولم يذكرْ تتمة الخبر.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع