مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي
العدوان على غزة في منظور القانون الدولي - عقيدة انتهاك القانون الدولي
د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi
12/11/2023 القراءات: 1321 الملف المرفق
عقيدة مخالفة قواعد القانون الدولي لدى الاحتلال الإسرائيلي
إن الفلسفة الحقيقية التي تؤمن بها دولة الكيان الإسرائيلي قائمة على أساس أنها لا تعترف بغيرها من الدول والمنظمات الدولية وهي لطالما شكلت نموذج للدولة المارقة على أحكام القانون الدولي العام ولسنوات طويلة معبرة عن تحديها لإرادة المجتمع الدولي برفضها وإصرارها على عدم الالتزام بالاتفاقيات والأعراف الدولية وبالقواعد القانونية الدولية المختلفة، ولعلي اجد تفسير ذلك في أنها بالفعل لا ترقى لمستوى أن تكون فيه احد أشخاص هذا القانون، لان هذا القانون وضع ليحكم الدول والأمم والشعوب المتمدنة، أما دويلة الكيان الإسرائيلي فهي نتاج مسخ من تجربة استعمارية بامتياز قائمة على أساس فرض الواقع والتأسيس لنظرية أساس قيام الدولة بالقوة العسكرية المسلحة وبما لا يتفق مع المسار القانوني لنشوء الدول، وبالتالي تشكل هذه الدويلة ، رغم حصولها على اعتراف دولي بانها دولة وان لها علاقات دبلوماسية مع غيرها من الدول، نموذج لكيان مضطرب مشوه غير مستقر لا في وجوده ولا في حدوده ولا في سياساته.
والملاحظ أن عقيدة مخالفة قواعد القانون الدولي العام تجسد احد الثوابت في السياسة الإسرائيلية وهي منطلق حقيقي للتعامل الذي يتم من قبل الأطراف الحكومية وعلى اعلى المستويات والتي لا تتوانى عن إظهار عدم احترامها للقانون الدولي، بل نجدها لا تهتم كثيراً لأي موقف دولي يحاول أن يثبت تقصيرها أو مسؤوليتها أو يقوم بتحميلها اللوم أو يتحدث عن عدم امتثالها للقواعد القانونية الدولية، وبالتالي هناك من يستخدم مصطلح الدول المارقة على القانون الدولي وهو يشير إلى دول لا تلتزم بأحكام ذلك القانون ولها سجل حافل في انتهاكه، واذا اردنا أن نقدم مثال لذلك فلا يوجد مثال أدق واصدق من الكيان الإسرائيلي المحتل الذي يصنفه الكتاب الغربيين المنصفين بانه دولة مارقة قبل غيرهم من الباحثين والمختصين العرب.
وفي منظور القانون الدولي العام مارست دولة الاحتلال الإسرائيلي وعبر سنوات طويلة ومنذ لحظة إعلانها كدولة مختلف الانتهاكات الجسيمة لأحكام القانون الدولي العام وميثاق الأمم المتحدة من خلال الحروب العدائية المتكررة التي قامت بها ضد الشعب الفلسطيني وضد دول الجوار وضد المنطقة باسرها، بحيث شكلت مصدر تهديد دائم للأمن والسلم الدوليين واعتمدت نهج استخدام القوة المسلحة أو التهديد باستخدامها بحق الدول الأطراف في ميثاق الأمم المتحدة فكانت حرب عام 1948 وحرب عام 1956 وعام 1967 وعام 1973 وحرب عام 1982 حيث كان هناك اكثر من 17 صراع مسلح مع اطراف عربية مختلفة (مصر – سوريا- لبنان - الأردن) وكانت تلك ابرز محطات لقيام ذلك الكيان بأعمال العدوان والقتل والتخريب والتدمير والاحتلال لأراضي تعود لدول أخرى مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، ويضاف إلى جرائمها قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، وقيامها بأعمال التنكيل والقتل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في انتفاضته الأولى عام 1987 وانتفاضة القدس ومارست جرائمها بحق قمع حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحقه في العودة، وانتهكت القرارات الدولية الخاصة بالوضع الخاص في القدس وقرارات تدويل القدس وانتهكت الاتفاقيات الدولية الخاصة مع الدول العربية المجاورة في قضايا الحدود والأنهار الدولية ورفضت تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية ولم تمتثل لقرارات الجمعية العامة ومجلس الآمن ومحكمة العدل الدولية مما يصح معها الوصف بانها النموذج الوحيد على المستوى الدولي لانتهاك أحكام القانون الدولي بمختلف قواعده وأحكامه ونصوصه.
ومنذ تأسيس هذه الدويلة كان نهجها قائم على العدوان وعدم الالتزام بالقانون الدولي، فقد صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 57 صدر هذا القرار بتاريخ 18 سبتمبر 1948 أعرب فيه مجلس الأمن عن الصدمة العنيفة لاغتيال وسيط الأمم المتحدة في فلسطين الكونت فولك برنادوت ونتيجة عمل جبان اقترفته جماعة مجرمة من الإرهابيين الصهاينة في القدس. كان مصير الوسيط الدولي للأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت القتل على يد عصابات الهاغاناه وأرغون بسبب اقتراحه وضع حد للهجرة اليهودية ووضع القدس بأكملها تحت السيادة الفلسطينية، وهذه الأعمال تنم عن وحشية هذا الكيان الغاصب وعدم التزامه باي قواعد أو قرارات دولية.
العدوان على غزة- الجرائم الصهيونية - القانون الدولي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة