مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
سلسلة السيرة النبوية 🔻 غزوة بدر الكبرى
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
25/02/2023 القراءات: 680
سلسلة السيرة النبوية
🔻 غزوة بدر الكبرى
فى رمضان سنة اثنين من الهجرة كانت غزوة بدر الكبرى, و كان من خبر هذه الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع بأبى سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير عظيمة لقريش فيها أموالهم وتجارتهم وفيها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش
وهذه العير هي العير التي أفلتت من النبي صلى الله عليه وسلم في ذهابها من مكة إلى الشام ،فلما قرب رجوعها من الشام إلى مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد ليقوما باكتشاف خبرها ،فوصلا إلى الحوراء ومكثا حتى مر بهما أبو سفيان بالعير .فأسرعا إلى المدينة وأخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر
وكانت العير تحمل ثروات طائلة لكبار أهل مكة ورؤسائها :ألف بعير محملة بأموال لا تقل عن خمسين ألف دينار ذهبي ،ولم يكن معها من الحرس إلا نحو أربعين رجلا
وكانت الحرب قائمة بين المسلمين وبين مشركي قريش ، ولو أن أهل مكة فقدوا هذه الثروة الطائلة لكانت ضربة اقتصادية قاصمة ، كما أن فيها عوض لما لحق بالمسلمين من خسائر في أثناء هجرتهم الأخيرة ، كما أنها فرصة للنيل من هيبة قريش
لذلك لما سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا وكان من أشد الناس عداوة للإسلام ، ندب رسول الله صلي الله عليه وسلم الناس للخروج إليها وتعجل بمن كان مستعدا دون أن ينتظر البقية لئلا تفوتهم القافلة وقال:
"هذه عير قريش فيها أموالهم فأخرجوا لعل الله ينفلكموها( أي يجعلها غنيمة لكم)"
ولم يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد بالخروج ، بل ترك الأمر للرغبة المطلقة ،لانه لم يكن يتوقع عند هذا الانتداب أنه سيصطدم بجيش قريش بدل العير ، ولذلك تخلف كثير من الصحابة في المدينة ،وهم يحسبون ان الأمر لن يعدو ما ألفوه في السرايا والغزوات الماضية ، و لم ينكر على أحد تخلفه في هذه الغزوة
فخرجوا لا يريدون إلا أبا سفيان والركب معه لا يرونها إلا غنيمة لهم ولا يظنون أن يكون كبير قتال إذا لقوهم وهذا ما عبر عنه القرآن في قوله تعالى:{وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}سورة الأنفال، من آية 7
ولم يدر بخلد واحد منهم انه مقبل علي يوم من اخطر أيام الإسلام ولو علموا لاتخذوا أهبتهم كاملة ولما سمح لمسلم أن يبقي في المدينة
خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم مسرعاً في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ،منهم مائة من المهاجرين وبقيتهم من الأنصار، ولم يكن برفقتهم سوى فرسين : فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد بن الأسود ، وكان معهم سبعون بعيراً يتعاقبون ركوبها كل رجلان او ثلاثة على بعير واحد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو لبابة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما يتعاقبون على بعير واحد (يتبادلون ركوبها ) فأرادا أن يؤثراه بالركوب ،فكان إذا كانت عقبة النبي صلى الله عليه وسلم قالا إركب حتى نمشي عنك فيقول :
"ما أنتما بأقوى مني ،ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما "
مسند أحمد
وكان الخروج من المدينة يوم الاثنين لثمان او لتسع أو لإثني عشر خلون من رمضان ودفع الرسول صلي الله عليه وسلم اللواء إلي مصعب بن عمير وراية المهاجرين إلي علي بن أبي طالب وراية الأنصار إلي سعد بن معاذ
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة عند خروجه عبد الله بن أم مكتوم للصلاة بالناس ،ثم أعاد أبا لبابة من الروحاء ،وهي على بعد أربعبن ميلا من المدينة ،وعينه أميرا على المدينة ،وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الصفراء ومن هناك بعث بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء إلى بدر يتجسسان له أخبار العير
وبلغ أبو سفيان خروج رسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمون لأخذ القافلة ،فأرسل الي مكة ضمضم بن عمرو الغفاري مستصرخا لقريش لاستنفارهم ليمنعوه من المسلمين وبلغ الصريخ أهل مكة فجد جدهم ونهضوا مسرعين فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلاً لأن معظمهم كان له في القافلة نصيب
وكان وقع الخبر على قربش كالصاعقة ، فإن التعرض لقوافلها السابقة كان ينتهي بمناوشات خفيفة قصد منها المسلمون إقلاق قريش ، أما هذه المرة فقد قصدوا أخذ القافلة فعلا ، فخرجوا من ديارهم كما وصفهم الله تعالي:{بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ}سورة الأنفال، من آية 47
ولما سمع أبو سفيان بخروج المسلمين غير طريقة المعتاد ولحق بساحل البحر فنجا وسلمت العير وأرسل إلى قريش أن ارجعوا فإنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وقد نجاها الله فارجعوا ، وهموا بالرجوع فأبي أبو جهل إلا القتال وقال : والله لا نرجع حتي نرد بدراً فنقيم عليها ثلاثا تنحر الجزور ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها فامضوا ورغم قول أبى جهل فقد رجع بنو زهرة ، وبنو عدي بن كعب، ولولا سلاطة لسان أبى جهل ورمية المترددين بالجبن والضعف لانسحب عدد كبير ووقف عتبة بن ربيعة حين وقف في معسكر المشركين يدعوهم إلى الرجوع إلا أن صوت عتبة وغيره من عقلاء قريش ضاع بين صرخات الحرب وشهوة الانتقام من جانب أبى جهل ومن انضم إليه
ومضت قريش في مسيرها وكانت عدتهم ما بين التسعمائة والألف معهم مائة فرس وسبعمائة بعير ونزلوا بالعدوة القصوى من وادي بدر
سلسلة السيرة النبوية 🔻 غزوة بدر الكبرى
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة