مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد (3)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


15/12/2022 القراءات: 285  


يضاف إلى هذه الأدلة ما ذكر الله في كتابه أيضا مثل قصة إحياء قتيل بني إسرائيل لسؤاله عن القاتل وهذه القصة أخبرنا الله بها في أوائل سورة البقرة وملخصها فيما ذكر أنه كان في بني إسرائيل شيخ موسر له ابن واحد قتله ابن عمه طمعا في ميراثه .
ثم جاء يطالب بدمه قوما آخرين فأنكر المتهمون قتله وترافعوا إلى موسى عليه السلام كل منهم يدفع التهمة عن نفسه فقال لهم موسى : ﴿ إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ﴾ وذلك ليتبين لهم القاتل الحقيقي فقالوا : أتهزأ بنا قال موسى : ﴿ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ﴾ فسألوه عن ما تتميز به من الأوصاف وشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ثم عثروا عليها وذبحوها فأحيا الله القتيل وأخبر بالقاتل .
ومن ذلك قصة أصحاب الكهف وكيف ضرب الله على آذانهم ثلاثة قرون وتزيد تسع سنين وحفظ أجسامهم من البلى على طول الزمان وثيابهم من العفن والبلى وأعثر عليهم الفريق الآخر الذين كانوا في شك من قدرة الله على إحياء الموتى وفي مرية من إنشاء أجسام خلقه كهيئتهم يوم قبضهم بعد

البلى ليعلموا أن وعد الله حق ويقنوا أن الساعة آتية لا ريب فيها ففي ذلك عبرة ودليل على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة .
ومن ذلك الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ثم بعد هذه الإماتة أحياهم ففيها أيضا عبرة ودليل قاطع على وقوع المعاد الجسماني وأنه لا مرية فيه ومن ذلك قصة الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال مستبعدا لعودة عمارتها وإحياء أهلها ﴿ أنى يحيـي هـذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه ﴾ قيل إن الله تعالى أماته في أول النهار وأحياه بعد المائة أخر النهار .
وقيل والله أعلم أول شيء أحياه الله فيه عينيه لينظر بهما إلى قدرة الله وصنعه كيف يحيي بدنه فلما استقل سويا ﴿ قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم ﴾ قال جل وعلا وتقدس : ﴿ بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك وشرابك ﴾ قيل كان معه عنب وتين وعصير فوجده لم يتغير وانظر إلى حمارك كيف يحييه الله عز وجل ﴿ ولنجعلك آية للناس ﴾ أي دليلا على المعاد حيث أحياه الله بعد إماتته وأحيا حماره ولم يتغير طعامه وشرابه .
ومن ذلك إحياء الطيور الأربعة لما طلب أبينا إبراهيم عليه السلام من الله أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه فأمره أن يأخذ أربعة من الطير فيقطعهن أجزاء ثم يفرقها على عدة جبال حوله ثم يدعوها ففعل ودعاها بأسمائهن فاقبلن إليه سريعات تطير والطير أشد الحيوان نفورا من الإنسان غالبا فهذا أكبر برهان على كمال عزة الله وحكمته وقدرته على البعث والمعاد والجزاء . فتبارك الله أحسن الخالقين .

ومن الأدلة الدالة علي البعث ما في قصة موسى وهرون مع فرعون ففي قلب عصى موسى حية تسعي تلقف ما يأفكون أكبر برهان على البعث وذلك أنها صارت تنينا عظيما هائلا ذا قوائم وعنق ورأس وأضراس فجعلت تبتلع تلك الحبال والعصي حتى لم يبق منها شيء إلا ابتلعته والسحرة والناس ينظرون إلي ذلك عيانا جهرة نهارا ضحوة .

ثم أمره الله جل وعلا بأن يأخذها قال له ﴿ خذها ولا تخف ﴾ فلما أمره بأخذها لف طرف المدرعة على يده فقال له ملك أرأيت يا موسى لو أذن الله بما تحاذر أكانت المدرعة تغني عنك شيئا قال لا ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت فكشف عن يده ثم وضعها في فم الحية حتى سمع حس الأضراس والأنياب ثم قبض فإذا هي عصاه التي عهدها وإذا يده في موضعها إذا يتوكأ عليها بين الشعبتين ففيها دليل واضح علي بعث الأجساد لمن بصره الله ونور عقله
ومن الأدلة الدالة علي البعث ما أيد الله به عيسي بن مريم علي إحياء الموتى قال الله تعالى ﴿ ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ﴾ فكان يصور من الطين شكل طير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا عيانا بإذن الله .

فهذا من أكبر البراهين علي بعث الأجساد وكذلك إحياء الموتى بإذن الله قال تعالى ﴿ وأحيـي الموتى بإذن الله ﴾ فهذا برهان واضح علي بعث الأجساد لا ريب فيه لذي عقل سليم .
اللهم يا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغفلة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا وذنوبنا ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا واكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب

التي تعلمها منا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد (3)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع