المصلحون خلفاء الأنبياء وأمان الأوطان
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
19/03/2023 القراءات: 461
وجد الإنسان على الأرض لأمرين: إعمارها وإصلاحها، وكلاهما يكمل الآخر ويؤدي إليه، ويعتمد تقدم الإنسان نحو هاتين الغايتين على إدراك حقائق الوجود وسنن الكون الذى يعيش فيه سواء كان وجود طبيعي ( البيئة التي يعيش فيها ) أو وجود معنوي ( اعتقاده الذي يحدد أهدافه، وقيمه التي تحكم تصرفاته).
وإذا أخطأ الإنسان في إدراك أيا من السابق؛ اختل معه نظام الحياة التي اؤتمن عليها، وأفسد في الأرض، وكلما اتسعت دائرة هذا الخطأ الإدراكي كلما اتسعت دائرة الفساد، ولا يستطيع أن يوقف طوفان الفساد إلا طائفة من البشر خلعوا أنانيتهم وغضوا الطرف عن ذواتهم واستعذبوا ما قد يحل بهم من ألم بدني أو وجع نفسي؛ إنهم المصلحون! صمام أمان المجتمع! خلفاء الأنبياء! لا يكترثون بتحقيق رغائبهم ولا نكاية مناصبهم.
إن المصلحون يعملون على ضبط معادلة "إذا كثر الخبث"، بإذا "كثر الخير"، فيردون الناس الناس إلى حياض الفضيلة ونطاق الفطرة، بلا مطمح ولا مطمع، بالحكمة والموعظة، وفي ظل القانون وفي إطار التعاليم السماوية الصافية، البعيدة عن التطرف والغلو.
قال تعالى: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } (هود : 117 ) هذه الآية تؤكد على ما صدر به الكلام، بأن:
- إصلاح الناس فيما بينهم مانع من إهلاكهم ولو كانوا كفار.
- وأن الإيمان بالله من غير إصلاح الأعمال لا يمنع من الإهلاك.
أولئك الناس اصطفاهم الله بلا وحي لاستمرار الحياة وانتظام الكون، وبحجم معاناتهم في ذلك بحجم نعيمهم بعد أن يشيع في الناس خيرهم ويبقى بينهم أثرهم، ولو بليت تحت التراب أجسادهم.
إصلاح، نهضة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع