مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


ينبغي للمستفيد أن يصبر ويحتمل ولا يغضب

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


21/06/2023 القراءات: 182  


ويكره عيب المخطئ لحصول المصلحة بدونه مع ما فيه من كثرة الأذى. وهذه المسألة تشبه مدح الأمين والشهود للمصيب في السبق وعيب المخطئ وهو مكروه وقال ابن عقيل لا يجوز.
وروى مسلم عن أبي عتيق واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: تحدثت أنا والقاسم وهو ابن محمد بن أبي بكر الصديق عند عائشة حديثا وكان القاسم رجلا لحانا وروي لحانة
بفتح اللام وتشديد الحاء أي كثير اللحن في كلامه، وروي لحنة بضم اللام وإسكان الحاء، وروي بفتح الحاء أيضا وهو بمعنى التسكين وقيل بل هو الذي يخطئ الناس قال ابن أبي عتيق: وكان القاسم لأم ولد، فقالت له عائشة ما لك لا تحدث كما يتحدث ابن أخي هذا؟ أما إني قد علمت من أين أتيت؟ هذا أدبته أمه، وأنت أدبتك أمك قال فغضب القاسم وأضب عليه. وهو بفتح الهمزة وفتح الضاد المعجمة وتشديد الباء أي حقد فلما رأى مائدة عائشة قد أتي بها قام، قالت أين؟ قال: أصلي. قالت: اجلس قال: إني أصلي، قالت: اجلس غدر إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافع الأخبثين» غدر بضم الغين المعجمة وفتح الدال. أي يا غادر وهو ترك الوفاء، ويقال لمن غدر غادر وغدر وأكثر ما يستعمل في النداء بالشتم قال في شرح مسلم: وإنما قالت له غدر لأنه مأمور باحترامها لأنها أم المؤمنين وعمته وأكبر منه وناصحة له ومؤدبة فكان حقه أن يحتملها ولا يغضب عليها انتهى كلامه وعلى هذا ينبغي للمستفيد أن يصبر ويحتمل ولا يغضب لئلا يفوته العلم ولا يكثر مخالفته.
قال الزهري: كان أبو سلمة بن عبد الرحمن بحرا وكان كثيرا ما يخالف ابن عباس فحرم لذلك من ابن عباس علما كثيرا، وسأل ابن سيرين ابن عمر عن إطالة القراءة في سنة الفجر، فقال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة» قلت: لست عن هذا أسألك.
فقال: إنك لضخم ألا تدعني أستقرئ لك الحديث؟ ثم ذكره فيه تأديب السائل والتلميذ.
وقوله به به بموحدة مفتوحة، وهاء ساكنة مكرر، قيل معناه: مه مه زجر وكف.
قال ابن السكيت: هي لتفخيم الأمر معناه بخ بخ، وقوله إنك لضخم إشارة إلى الغباوة وقلة الأدب لأن هذا الوصف يكون غالبا وإنما قال ذلك لأنه قطع كلامه وعاجله، وقوله أستقرئ
بالهمزة من القراءة ومعناه أذكره على وجهه بكماله «وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم قلت: الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255] . فضرب في صدري وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر» رواه مسلم.


ينبغي للمستفيد أن يصبر ويحتمل ولا يغضب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع