مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (32)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


16/03/2024 القراءات: 144  


سؤال الله الجنة
كم هي الأحاديث النبوية الشريفة، التي رغب فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته، وحثهم فيها على طلب الجنة والسعي إليها، وأن صيام رمضان من أسباب دخولها، ومن أعظم الطرق الموصلة إليها، فمنها قوله عليه الصلاة والسلام: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب"، رواه الترمذي وابن خزيمة، وحين حدد عليه الصلاة والسلام الخصال التي خص الله تعالى بها هذه الأمة، وأعطاها إياها في شهر رمضان، قال صلى الله عليه وسلم: "ويزين الله كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك". رواه أحمد.
فالله تعالى قد أعد الجنة وزينها لعباده الصائمين، وخصص لهم بابا يدخلون منه، هو باب الريان، لا يدخل منه أحد سواهم.
وكلنا همَّه رضا الله، ودخول جنته، لكنها لن، تنال بالأماني، والغفلة والتسويف، وإنما بالعمل الصالح، والقرب من مجالس الخير، وأعمال البر.
وحين يسمع المؤمن ويعرف أوصاف الجنة، ويقرؤها في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يشتأق إليها، ويسعى لدخولها، وما أعظمها وأعظم صفاتها: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة البقرة آية (25) ] ويقول تعالى عنها: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً} [سورة الإنسان، الآيات (14- 20) ] .
ويزيد عليه الصلاة والسلام ويوضح وصفها، ويقول: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، نادى مناد، يا أهل الجنة، إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تَحْيَوْا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدا، فذلك قوله تعالى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} " [سورة الأعراف، آية (43) ] . رواه مسلم.
وحين تسمع النداء إلى الجنة وأوصافها وما أعدّه الله تعالى فيها من النعيم المقيم، والأنس والسرور، لا يسعك إلا أن تجد في طلبها، وتسعى للوصول إليها، لاسيما وأنت في شهر الخيرات، شهر مضاعفة الحسنات، ومحو السيئات، ورفعة الدرجاب، فالبدار البدار قبل الذهاب والفوات.


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (32)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع