مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


أسْباب الْحِلْمِ الْباعِثةِ على ضبْطِ النفْسِ

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


04/12/2022 القراءات: 299  


أسْباب الْحِلْمِ الْباعِثةِ على ضبْطِ النفْسِ عشرة أحدها الرحْمة لِلْجهالِ وذلِك مِنْ خيْر يوافِق رِقة وقدْ قِيل فِي منْثورِ الْحكمِ مِنْ أوْكدِ أسْبابِ الْحِلْمِ رحْمة الْجهالِ فيأْمن ويأْمنون مِنْ اسْتِحْداثِ الْبغْضِ والْقطِيعةِ الْمؤديين إلى ترْكِ النصْرةِ والْغِيبةِ .
شِعْرا : وما قتل السفاهة مِثْل حِلْم يعود بِهِ على الْجهْلِ الْحلِيم

فلا تسْفهْ وإِنْ مليت غيْظا على أحد فإِن الْفحْش لؤم

ولا تقْطعْ أخا لك عِنْد ذنْب فإِن الذنْب يعْفوه الْكرِيم

آخر: إِذا سبنِي نذْل تزايدْت رِفْعة وما الْعار إِلا أنْ أكون أجاوِبهْ

ولوْ أن ما نفْسِي علي عزِيزة لقربْتها مِنْ كل نذْلِ تخاطِبهْ

الثانِي : مِنْ أسْبابِ الْحِلْمِ الْقدْرة على الانْتِقامِ والانْتِصافِ وذلِك الْحِلْم مِنْ سِعةِ الصدْرِ وحسْنِ الثقةِ بِاللهِ وبِقدْرتِهِ وقال بعْض الْبلغاءِ : أحْسن الْمكارِمِ عفْو الْمقْتدِرِ وجود الْمفْتقِرْ .
شِعْرا: خيْر الْخلِيليْنِ منْ أغْضى لِصاحِبِهِ ولوْ أراد انْتِصارا مِنْه لا انْتصرا

والثالِثْ : مِنْ أسْبابِ الْحِلْمِ الترفع عنْ السبابِ وعذلِك مِنْ شرفِ النفْسِ وعلو الْهِمةِ وقالتْ الْحكماء شرف النفْسِ أنْ تحمل الْمكارِه وقال الشاعِر :
لا يبْلغ الْمجْد أقْوام وإِنْ كرموا حتى يذِلوا وإِنْ عزوا لأقْوامِ

ويشْتموا فترى الألْوان مسْفِرة لا صفْح ذل ولكِنْ صفْح أحْلامِ

والرابِع : مِنْ أسْبابِ الْحِلْمِ الاسْتِهانة بِالْمسِيءِ قال الشاعِر :
قوْم إِذا ما جنا جانِيهموا أمِنوا لِلؤْمِ أحْسابِهِمْ أنْ يقْتلوا قودا

وقال آخر :
فدع الْوعِيد فما وعِيدك ضائِرِي أطنِين أجْنِحةِ الذبابِ يظِير

آخر: وكمْ مِنْ لئِيم ود أني شتمْته وإِنْ كان شتْمِي فِيهِ صارِب وعلْقم

ولِلْكف عنْ شتْمِ اللئِيم تكرما أضر له مِنْ شتْمِهِ حِين يشتم

والْخامِسْ : مِنْ أسْبابِ الْحِلْمِ الاسْتِحْياءِ مِنْ جزاءِ الْجوابِ وهذا يكون مِنْ النفْسِ وكمالِ الْمروءةِ كما قال بعْضهمْ :
إِني لأعْرِض عنْ أشْياء أسْمعها حتى يظن رِجال أن بِي حمْقا

أخْشى جواب سفِيه لا حياء له فسل يظن رِجال أنه صدقا

آخر: فما الأنْس بِالأنْسِ الذِين عهدْتهمْ بِأنْس ولكِنْ فقدْ أنْسِهِمْ أنْس

إِذا سلِمتْ نفْسِي ودِينِي مِنْهموا فحسْبِي أنْ الْعرْض مِني لهمْ ترْس

السادِس : مِنْ أسْبابِ الْحلْمِ التفضل على الساب وهذا يكون مِنْ الْكرمِ وحب التآلفِ قال الشاعِر :
إِذا كان دونِي منْ بلِيت بِجهْلِهِ أبيْت لِنفْسِي أنْ أقابِل بِالْجهْلِ

وإِنْ كان مِثْلِي فِي محل مِنْ الْعلا هويْت إِذا حِلْما وصفْحا عنْ الْجهْلِ

وإِنْ كنْت أدْنى مِنْه فِي الْفضْلِ والْحِجا رأيْت له حق الْعِلاوةِ والْفضْلِ

السابِع : مِنْ أسْبابِ الْحلْمِ اسْتِكْفاف الساب وقطْعِ السبابِ وهذا يكون مِنْ الْحزْمِ وجوْدةِ الْعقْلِ وبِما ينْسب لِلإمامِ الشافِعِي رحِمه الله :
قالوا سكت وقدْ خوصِمْت قلْت لهمْ إِن الْجواب لِباب الشر مِفْتاح فالصمْت عنْ جاهِل أوْ أحْمق شرف أيْضا وفِيهِ لِصوْنِ الْعِرْضِ إِصْلاح

أما ترى الأسْد تخْشى وهِي صامِتة والْكلْب يخْش لعمْرِي وهو نباح يتبع إن شاء الله


أسْباب الْحِلْمِ الْباعِثةِ على ضبْطِ النفْسِ


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع