مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


هل من سنن الوضوء ترك تنشيف الأعضاء ؟

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


13/08/2023 القراءات: 467  


هل من سنن الوضوء ترك تنشيف الأعضاء ؟
يجوز للإنسان إذا توضأ أن ينشف أعضاءه وكذلك إذ اغتسل لأن الأصل الحل حتى يقوم دليل على التحريم ، وأما حديث ميمونة رضي الله عنها أنها جاءت بالمنديل إلى رسول الله بعدما اغتسل فردها وجعل ينفض الماء بيده ، فإنَّ ردهُ للمنديل لا يدل على كراهته لذلك ، بل إن إحضار ميمونة المنديل لرسول الله دليل على أن ذلك كان أمرا جائزا عندهم وأمرا مشهورا ولولا أنه من عادة الرسول أنه يستعملها ما جاءت به ميمونة ، وإنما ردها احتمالا أن يكون المنديل فيه شيء من الوسخ أو خاف أن يشق على أمته باستعمال المنديل أو ما شابه ذلك ، ولعل ذلك كان في زمن الصيف – وهو في الحجاز شديد – فكان في حاجة إلى بقاء رطوبة جسمه .
ولهذا حكى ابن المنذر إباحته عن عدد من الصحابة والتابعين وجمهور الأئمة والفقهاء واختار أنه مباح في الوضوء والغسل
ومنهم من يقول إن إتيان ميمونة رضي الله عنها بالمنديل اجتهاد منها فرده النبي وبناء على ذلك فيكون الأفضل ألا ينشف ولهذا ذهب فقهاء الحنابلة رحمهم الله إلى أن التنشيف مباح لا يؤمر به ولا يقال أن الأفضل أن يترك ،
وقال النووي في المجموع :الصحيح في مذهبنا أنه يستحب تركه ولا يقال مكروه

(15) صلاة ركعتين بعده: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: (يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة. قال: ما عملت عملا أرجى عندي من اني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي) .متفق عليه

(الدف) بالضم: صوت النعل حال المشي.

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة) رواه مسلم

وعن حمران مولى عثمان: أنه رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فأفرغ عى يمينه من إنائه فغسلها ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا) ، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

(16)السواك: ويطلق على العود الذي يستاك به وعلى الاستياك نفسه، وهو دلك الأسنان بذلك العود أو نحوه من كل خشن تنظف به الأسنان، وخير ما يستاك به عود الأراك الذي يؤتي به من الحجاز، لأن من خواصه أن يشد اللثة، ويحول دون مرض الأسنان، ويقوي على الهضم، ويدر البول، وإن كانت السنة تحصل بكل ما يزيل صفرة الأسنان وينظف الفم كالفرشاة ونحوها.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء،) رواه مالك والشافعي والبيهقي والحاكم.
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب) رواه أحمد والنسائي والترمذي.

وهو مستحب في جميع الأوقات ولكن في خمسة أوقات أشد استحبابا

(1) عند الوضوء.

(2) وعند الصلاة.

(3) وعند قراءة القرآن

(4) وعند الاستيقاظ من النوم

(5) وعند تغير الفم.

والصائم والمفطر في استعماله أول النهار وآخره سواء، لحديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي، يتسوك وهو صائم) رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وحسنه الحافظ ابن حجر في مشكاة المصابيح

وإذا استعمل السواك، فالسنة غسله بعد الاستعمال تنظيفا له، لحديث عائشة

رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك، لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه) رواه أبو داود والبيهقي.

هل يستاك باليد اليُمنى أو اليُسرى ؟
اختلف العلماء فقال بعضهم : باليمنى؛ لأن السِّواك سُنَّةٌ، والسُّنَّةُ طاعةٌ وقُربةٌ لله تعالى، فلا يكونُ باليُسرى؛ لأنَّ اليسرى تُقدَّم للأذى، بناءً على قاعدةٍ: أن اليسرى تقدَّم للأذى، واليُمنى لما عداه.
وإذا كان عبادة فالأفضل أن يكون باليمين .

وقال آخرون: باليسار أفضل، وهو المشهور عند الحنابلة؛ لأنَّه لإِزالة الأذى، وإِزالة الأذى تكون باليُسرى كالاستنجاء، والاستجمار.

وقال بعض المالكية : بالتَّفصيل، وهو إِنْ تسوَّك لتطهير الفَمِ كما لو استيقظ من نومه، أو لإزالة أثر الأكل والشُّرب فيكون باليسار؛ لأنه لإزالة الأذى.
وإِنْ تسوَّك لتحصيل السُّنَّة فباليمين؛ لأنه مجرد قُربة، كما لو توضَّأ واستاك عند الوُضُوء، ثم حضر إِلى الصَّلاة قريباً فإِنَّه يستاك لتحصيل السُّنَّة.
والأمر في هذا واسع لعدم ثبوت نصٍّ واضحٍ .


هل من سنن الوضوء ترك تنشيف الأعضاء ؟


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع