مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
الحث على الزواج والنهي عن العزبة
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
05/12/2022 القراءات: 428
اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه أن الزواج هو أهم مقومات الحياة والمتمم للوظائف الحيوية والحافظ للجامعة البشرية من الانقراض والزوال بإذن الله وأساس لتقدير المرء في الهيئة الاجتماعية .
وقوامه وجود الألفة والتحابب والاحترام والتوقير بين الزوجين وبه يحصل التعاون والتعاضد والتآلف والتآزر بين الأسر المتناسبة بسبب ما تم بينها من المصاهرة المقربة للبعيد والمحببة للقريب والمدنية للأجنبي .
وقد ندب الله إلى الزواج فقال عز من قائل : ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ﴾ وقال سبحانه وتعالى ﴿ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ﴾ وقال ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾ وقال ﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ﴾ .
ولهذا خاطب النبي الشباب يدعوهم إلي الزواج والمبادرة إليه متى كان قادرا على مؤن الزواج ونفقاته وكان به توقان إلى النساء حتى لا تزل به القدم في مهوات المعاصي فتقوده نفسه ويغريه شيطانه فيقع فيما لا يحل من الموبقات والذنوب المهلكات فإن للشباب فتوة ونزوة تدفع الشباب إلى طاعة شهوته وتقهره على إرضائها بدون أن يبالي بسوء مغبة أو حسنها .
وكم من شاب أغرته شهوته واستعبدته لذته فأتى نفسها من الذنوب والمعاصي حظها وأروى من الموبقات غلتها .
فكان عاقبة ذلك ضياع الثروة والافتقار بعد اليسر والمال العريض والذلة بعد الجاه والعزة ، والضعف بعد القوة والصحة الشاملة وانتابته بعد نضارة شبابه العلل والأسقام وصار حليف الهم والغم والسهاد ينام على مثل شوك القتاد قد أقض مضجعه وذبلت نضرته وتنكرت له الحياة بعد إقبالها وكشرت له الأيام بعد ابتسامها أنيابها وذلك بما قدمت يداه .
وكان أصحابه ينفرون عنه بعد ما كان قرة أعينهم وموضع الغبطة والسرور ولقد بين الرسول حكمة المبادرة إلى الزواج بعد القدرة والاستطاعة بأنها تحصن الفرج عن الوقوع في المحرمات وملابسة ما يغضب فاطر الأرض والسماوات ويزري بالشرف والكرامات .
وإن المبادرة تدعو إلى العفة وغض البصر عن المحرمات أضف إلى ذلك أن المبادرة في الزواج تملكن المرء بإذن الله إذا رزقه الله أولادا من تربيتهم والقيام بشؤونهم وإعدادهم لمستقبل حياتهم وجعلهم رجالا صالحين مصلحين ينفعون أنفسهم وأمتهم ويجعل منهم عمادا لها وقوة يرهب بهم جنابها وتقوى شوكتها وتحفظ هيبتها وكرامتها ويدفع من يريد إذلالها واستعبادها .
تأمل في حياة المتزوج عندما يفاجئه مرض أو تنتابه نائبة وعنده زوجة صالحة كيف يكون محاطا بعطفها وقيامها بخدمته نائما على فراش الراحة وتسليه وتؤنسه وتقوم بخدمته وتضمر الخير له .
وارجع بنظرك إلى العزب في حالة مرض في حالة يأس وقنوط وندم على ما فرط منه لعدم اقترابه بزوجة صالحة وقرينة ناصحة تكون له خير معينة وأفضل مساعدة علي نوائب الدهر وأنكاده فقد فقد العزب العطف والرأفة به والراحة والقيام بتمريضه وحوائجه الكثيرة في أشد الأوقات وأحرجها وأضيق
الساعات وكان في حالته المحزنة كالغريب النائي عن وطنه وأقربائه وأصدقائه يتمنى ويتلهف علي أحد يتصدق عليه بشربة ماء أو نحوها .
وأما الإبطاء عن الزواج حتى يتقدم في العمر صاحبه على خطر فقد لا يستطيع تربية أولاده لضعف قوته وعجزه عن تحصيل ما به حياتهم وتوفير أسباب السعادة لهم .
وربما اخترمته المنية فيتركهم كزغب القطا مهيضي الجناح أيتام لا يقدرون على التخلص من الأكدار والأنكاد زد على ذلك أن الإبطاء في الزواج يزيد كثرة الفتيات العانسات ويفوت عليهن زمن نضرتهن وجني ثمارهن وليس لهن قوة علي دفع الشهوة كالرجال فربما تطغى عليهن ويسلكن طريق الغواية والفساد .
وهناك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى من اختلاط الأنساب وانتهاك حرمة الأعراض وتمزيق ثوب الحياء والاستهتار بما يزيل الكرامة ويذل الشرف والعزة ويقضي على الإباء والمروءة والنخوة .
وإن مما يؤسف له أشد الأسف من انصراف الشباب وإعراضهم عن الزواج إعراضا تاما ظنا منهم أن حياة العزوبة ألذ وأهنأ وأهون حملا وأخف كلفة من الزواج مع أنهم مخطئون في عملهم شاذون في رأيهم ضالون عن طريق الحق تائهون عن جادة الصواب .
لأن التزوج سنة المرسلين والنبي يقول : (( فمن رغب عن سنتي فليس مني )) . وكان يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا وروي : « لا صرورة في الإسلام » . والصرورة الذي لم يتزوج .
وقال أحمد : ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء . وقال : من دعاك إلى غير التزوج فقد دعاك إلى غير الإسلام .
وقال ابن عباس لرجل تزوج : فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء ولو لم
يكن في الحث على الزواج والنهي عن العزبة إلا قوله تعالى ﴿ ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ﴾ لكفى وشفى . يتبع غدا إن شاء الله.
الحث على الزواج والنهي عن العزبة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
حكمة المبادرة إلى الزواج بعد القدرة والاستطاعة بأنها تحصن الفرج عن الوقوع في المحرمات وملابسة ما يغضب فاطر الأرض والسماوات ويزري بالشرف والكرامات .
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة