مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (52)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


17/09/2023 القراءات: 571  


الاستعانة بالله واليقين:
جاء في «تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك» (4/ 10):
"ولما رأى سعد [بن أبي وقاص] عاصمًا على الفراض قد منعها، أذن للناس في الاقتحام، وقال: قولوا: ‌نستعين ‌بالله، ‌ونتوكل ‌عليه، حسبنا اللَّه ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وتلاحق عظم الجند، فركبوا اللجة، وإن دجلة لترمي بالزبد، وإنها لمسودة، وإن الناس ليتحدثون في عومهم وقد اقتربوا ما يكترثون، كما يتحدثون في مسيرهم على الأرض، ففجئوا أهل فارس بأمر لم يكن في حسابهم، فأجهضوهم وأعجلوهم عن جمهور أموالهم، ودخلها المسلمون في صفر سنة ست عشرة".
***
العبودية:
من جميل ما قيل في شرف العبودية لله عزَّ وجلَّ:
حسبُ نفسي عزًّا بأنيَ عبدٌ ... يحتفي بي بلا مواعيدَ ربُّ
هو في قدسهِ الأعزِّ ولكنْ ... أنا ألقى متى وأين أحِبُّ
نقلهما الأخُ الكريمُ الشيخ عدنان خانجي عن دروس الشيخ محمد متولي الشعراوي.
***
«الشِّعْرُ: متعةُ الأديبِ، وذوقُ البلاغيّ، وحُجَّةُ المُفَسِّرِ، وسندُ الأصوليّ، ودليلُ الفقيهِ، وشاهِدُ النّحويّ، وميزانُ العَروضيِّ، ووثيقةُ المُؤرخِ، وخارطةُ الجُغرافِيّ. ثُمَّ هو مِنْ قبلُ ومِنْ بعدُ: بوحُ العاشقِ، ونفثَةُ المصدورِ، وحنينُ الغريبِ، وأنينُ الفاقدِ، وبهجةُ الواجدِ، ومَرْثيَّةُ العزيزِ، وآهةُ المُلتاعِ، وتجربةُ الحكيمِ». د. محمود الطَّناحي.
نشرَ هذا الأخ الكريم الشيخ سلمان أبو غدة.
***
كن ظلًّا:
نشرت قبل مدة هذه الكلمة تعليقًا على صورةٍ فيها ظلٌّ وارفٌ...
• فقال الشيخ الأديب الفاضل النابه أمين السعدي (من الجزائر):
نبيُّ الله قد جلّى... لنا مثَلًا غدا أصْلا
عليه سلامُ مولانا... وزاد عليه أنْ صلّى
فذو الإيمان والتقوى... بوصفٍ أشبَه النخْلا
فليس يَحُتُّ من ورقٍ... ويُؤتي دائمًا أُكْلا
فعِشْ كالنخل في نفعٍ... وللإخوان كُن ظِلّا
• وقال الأخ الكريم الفاضل الشيخ منير عبدالله (من اليمن):
كن يا فتى ظلًّا يفيء ظلاله ... مِن هاهنا أو هاهنا أو هاهنا
ظلًّا ظليلًا يستمد ظلالَه ... مِن ظل عرش الرب بدئًا مِن هنا
***
أسرع بخياركم:
جاء في «المجالسة وجواهر العلم» (3/ 21):
"تكلم الحسن [البصري] يومًا كلامًا، فقال: قد مات الأمم قبلكم وأنتم آخر الأمم؛ فماذا تنتظرون؛ فقد ‌أسرع ‌بخياركم، فماذا تنتظرون؛ آلمعاينة؟ فكأن قد. هيهات هيهات! ذهبت الدنيا وبقيت الأعمال أطواقًا في أعناق بني آدم؛ فيا لها من موعظة لو وافقتْ من القلوب حياة!".
***
نسبة مزورة:
تداول الناس مع إهلال شهر ربيع الأول هذه الرسالة:
(قال ابنُ القيم: "والاستماع إلى صوت حسن في احتفالات المولد النّبويّ أو أيّة مناسبة دينية أخرى في تاريخنا لهو ممّا يُدخل الطّمأنينة إلى القلوب ويعطي السّامع نورًا من النّبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه ويسقيه مزيدًا من العين المحمدية". مدارج السالكين، ص498).
ونسبة هذا القول إلى ابن القيم غير صحيحة، ومن المؤسف عزو القول إلى كتابٍ وصفحةٍ!
***
من عبير التطشير:
نشرت في الحلقة (50) من سلسلة "رؤوس أقلام" أبياتي:
لا تقلْ في الأمر إنْ كان نزلْ ... لو ولو ما مسّني هذا الخللْ
ذاك للشيطان بابٌ وعملْ ... وبه يُخطئُ مَنْ كان غفَلْ
يهتفُ المؤمنُ في كلِّ زللْ: ... (قدَّر اللهُ وما شاء فعلْ)
• وقد شطرها الأخ الأديب الأريب الشيخ أمين السعدي فقال:
(لا تقلْ في الأمر إنْ كان نزلْ) ... وبه ما لستَ ترضى في جُملْ
ليته يا ليته ما كان حل ... (لو ولو ما مسّني هذا الخللْ)
(ذاك للشيطان بابٌ وعملْ) ... وعلى الأمر اعتراض قد حصلْ
يورث القائل إثمًا مع خطلْ ... (وبه يُخطئُ مَنْ كان غفَلْ)
(يهتفُ المؤمنُ في كلِّ زللْ) ... صابرًا محتسبًا أجرًا أجل
شأنه التسليمُ مَنْ كان عقلْ ... (قدَّر اللهُ وما شاء فعلْ)
***
في فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
"لو صلى العبدُ عليه - صلى الله عليه وسلم- بعدد أنفاسه، لم يكن موفيًّا لحقه، ولا مؤديًّا لنعمته".
"جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام" (ص: ٣٨٨ من طبعة الكويت).
***
🌴 درس الطيور:
كنتُ كتبت هذه الكلمة: "رأيتُ الطيور حين أمسى المساء قد اتخذتْ من الحيطان العالية والشرفات الشاهقة، والأغصان المرتفعة مكانًا تنام فيه آمنةً مطمئنةً من اعتداء المعتدين، ومفاجأة الجائعين...
خطر لي أن الارتفاع عن الأرض والسمو عليها طريقٌ فالحٌ إلى الأمان والاطمئنان، وسلامة الأبدان والأديان، والتنعم بالإيمان، والفوز بالإحسان...
اسمُ على الأرض تأمنْ من الأَرْضِيين".
• وقد نظمها الدكتور الأديب البارع عماد ملكاوي فقال:
تسمو وتعلو في المقام وترتقي ... ترنو إلى الأفق البعيد المشرقِ
لا تطلب الأدنى وفيك هديةٌ ... من روحه أو نوره المتألقِ
في الأرض أمنٌ للجماد وليس للـ ... أحياءِ فيها غيرُ خوفٍ مقلقِ
وانظر إلى الطير ارتقى بجناحه ... يأوي قرير العينِ غيرَ محدِّقِ
فاجعلْ من الإحسان ريشًا سابغًا ... يكسو جناحك باليقين وحَلِّقِ
• فكتبتُ إليه:
أحسنتَ فيما قلتَه ونظمتَه ... هذا مقالُ الشاعرِ المتألقِ
وفيّتَ بالمعنى وزدتَّ جماله ... وكسوتَه ثوب الجلالِ المشرقِ
يا مَن يريد إلى النجوم طريقةً ... هذي طريقتُنا، تعالَ وحلِّقِ
دعْ عنك هذي الأرض واسمُ إلى العلا ... وبشرعة الهادي الرؤوفِ تحقّقِ
***
🌴 كلمة إلى الأعمام والعمّات والأخوال والخالات:
الجيلُ الثاني أمانةٌ في رقابكم، علموهم الصلاة، وحجّبوا البنات، واربطوهم بدينهم، وجنِّبوهم الأقران الفاسدين، فهم أضرُّ عليهم من كل ضرر.
***
العلم في الشدائد:
كان الشعراني يقرأ للقاضي زكريا الأنصاري حين أضرَّ، فربما عرض له مرض فيقول له القاضي: انو الاستشفاء بالعلم.
وهو مثالٌ في الاشتغال بالعلم وقت الأمراض والعوارض والبلاء، وعلى هذا درج أهلُ العلم، ولهم في ذلك أخبار مدهشة.
ولنا بهم أسوة.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


دمتم لنا ملهماً ومعلماً.


حفظكم الله ورعاكم وسددكم ووفقكم وتقبل منكم