مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
أعز الأشياء في الدنيا الإخلاص
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
29/01/2023 القراءات: 567
أعز الأشياء في الدنيا الإخلاص . قيل : لما صار أعز . قال : لأنه ليس للنفس فيه نصيب . وقال آخر : أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم اجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت فيه على لون آخر .
فالإخلاص في غاية الصعوبة فلذلك نجد كثيرا من الناس يشرح أعماله للناس يذكر صدقاته وصيامه وصيام التطوع وكم حج من سنة وكم عمرة اعتمر وهو ما سئل وأنه يحيي الليل بالصلاة والتلاوة .
ويذكر الذين يساعدهم بجاهه وماله يريد بذلك المنزلة في قلوب العباد وأنه من المحسنين وهذا غلط وضرر عليك فما دمت تعمل لله فما الداعي إلى ذكره لمن لا يملكون لا نفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ، فالرياء تعب ونصب ولغوب وخسران وذل في الدنيا وخزي وفضيحة وعذاب وندامة في الآخرة .
فالعاقل يعمل العمل خالصا لله لا لأجل الخلق ولا لأجل النفس وإلا دخل عليه مطالبه العوض أو تشوق إلى حظ من حظوظ الدنيا .
والمهم أن يحرص على إخفاء أعماله لأن الجزاء عند من يعلم السر وأخفى لا إله إلا هو ، إلا إن ترجحت مصلحة الإظهار على الإخفاء كان يقتدي به في الصدقة أو الزكاة لإزالة التهمة عنه بعدم إخراجها . قال الله جل وعلا وتقدس : ﴿ إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ﴾ .
عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله قال : « من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض » . رواه ابن ماجه والحاكم وقال : صحيح على شرط البخاري ومسلم .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال حين بعث إلى اليمن : يا رسول الله أوصني قال : « أخلص دينك يكفيك العمل القليل » . رواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد .
وعن ثوبان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول : « طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء » .
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول : « نضر الله امرئ سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو افقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ، ثلاث لا يغل عليهم قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأتيه من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة » . رواه ابن حبان ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
وعن الضحاك بن قيس قال : قال رسول الله : « إن الله تبارك وتعالى يقول : أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي ، يا أيها الناس
أخلصوا أعمالكم فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من العمل إلا ما خلص له » . أخرجه البزار بإسناد لا باس به .
وورد عنه أنه قال : « إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه » . رواه أبو داود والنسائي .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي قال : « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغى به وجهه » . أخرجه الطبراني بإسناد لا بأس به .
سئل الفضيل بن عياض ما أخلص العمل وما أصوبه ، قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة .
أعز الأشياء في الدنيا الإخلاص
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع