مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو


الرِّهابُ اجتماعي (1)، أ.د. محمد محمود كالو

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


06/06/2023 القراءات: 450  


الرِّهابُ اجتماعي

الرهاب (Phobia) كلمة مشتقة من الكلمـة الإغريقيـة (Phobos) وتعنـي الفزع والرعب والفرار، ويعرِّفه "آيزنك Eysenck" بأنه: خوف غير عادي، وهو إمـا خـوف من شيء أو من موقف لا يعتبر في العادة مخيفاً مثـل المـصاعد، أو خوف شديد بشكل غير عادي مـن شـيء أو مـن موقف يثير عادة شيئًاً من الخوف عند معظم الناس كالجراحة، وطب الأسنان.
أما مـصطلح الرهـاب الاجتمـاعي (Social phobia) فهو تعبير علمي ومصطلح في الطب النفسي، ويقابله عـدد مـن التسميات مثل الخوف الاجتماعي، القلق الاجتماعي.
ويمكن تعريف الرهـاب الاجتماعي بأنه: اضطراب نفسي يعاني منه الفرد، يظهر فـي تجنبـه للمواقـف الاجتماعية قدر الإمكان، حيث إنه يشعر بالارتباك والانزعاج ونقص في حضور الآخرين، كما أنه يخشى من التقييم السلبي من طرفهم.
وتعرِّف منظمة الصحة العالميـة (OMS) الرهاب الاجتماعي بأنه: اضطراب يبدأ غالبًا فـي مرحلة المراهقة، ويتمركز حول الخوف من نظرة الآخرين ويؤدي إلـى تجنب المواقف الاجتماعية، ويبدو الرهاب الاجتماعي في أعراض نفسية أو سلوكية أو فسيولوجية، وتظهر في مواقف اجتماعية معينـة.
نبذة تاريخية عن الرهاب الاجتماعي:
لقد ظهـر أول وصف لمفهوم الرهاب الاجتماعي في نهاية القرن التاسع عشر، بعـدما كانـت هناك مصطلحات أخرى متداولة منها الخجل المرضي، والخوف من الاحمـرار أمام الناس.
ويعتبر "جانيه "JANETمن أوائل الأطباء الذين اقترحوا تقـسيم الرهاب ولايزال تقسيمه يستعمل إلى الآن، ففي عام (1903) ذكـر فـي أحـد مؤلفاته والذي عنوانه "الوسواس والطب العقلي"، حيث عرض فيه تصنيفًا منظمًا للرهاب وهو: رهاب الأشياء، رهاب الوضعيات، رهاب الأفكار، الرهاب الجسدي، وبعد هذا التصنيف ظهر مفهوم الرهاب الاجتمـاعي مقترنًا بمصطلح رهاب الوضعيات وهذا لأول مرة حسب جانيه.
وفي سنة (1957) تم إعادة مفهوم الرهاب الاجتماعي من طـرف الإنجليزي "ديكسون "Dixon حيث نشر اختبـارًا يـستطيع تقدير الرهاب الاجتماعي.
ثم ظهر هذا المفهوم بوضوح في الـستينات فـي الولايـات المتحدة الأمريكية.
وظل المجتمع العلمي لا يعترف بالرهاب الاجتماعي كاضطراب مـستقل حتى عام (1980) عندما أقرت الجمعية الأمريكية للأطباء النفـسيين أن اضطراب الرهاب الاجتماعي هو تشخيص منفرد عـن بقيـة أنواع الرهاب الأخرى.
وتشير الدراسات إلى أن الرهاب الاجتمـاعي يبـدأ عادة في نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة، وفي معظم الدراسات التي أجريت في أغلب دول العالم كان متوسط بداية الاضطراب ما بين الثالثة عشر والرابعة والعشرين، ويندر أن يصاب الـشخص بالرهاب الاجتماعي بعد سن الخامسة والعشرين، كما أكدت دراسة قامت بها مجموعة من الأطباء من (جامعة براون) بأنه كلما بدأ المرض مبكرًا، كلما كان مآله أسوأ.
أما أعراض الرهاب الاجتماعي، فأشهر المواقف التي تظهر فيها هذه الأعراض، عند إلقاء كلمة أمام جمهور من الناس، أو التحدث أمام مجموعة ممن لا يعرفهم، وفي المقابلـة الشخـصية، والامتحانات الشفوية، والمناسبات الاجتماعية كالأفراح والحفلات، وزيارة الأرحام والمرضى.
وتقسم أعراض الرهاب الاجتماعي إلـى قسمين:
الأعراض الفسيولوجية: وأبـرز أعراضها: احمرار الوجه، رعشة في اليدين، الغثيـان، التعـرق الشديد، تلعثم الكلام، وجفاف الريق، مغص البطن، تسارع نبضات القلـب واضطراب التنفس، ارتجاف الأطراف وشد العضلات، الحاجة المفاجئة في النهاية للحمَّام.
وأبرز الأعراض النفسية: الحساسية المفرطـة، الخوف من التقويم السلبي وخشية الآخرين، تجنب المواقف المفضية للقلق، الكرب أو الضيق الانفعالي، مصاعب واضحة فـي الاتـصال أو التخاطب، تجنب أي موقف اجتماعي، الارتباك الزائد أثناء المقابلات.


الرِّهابُ اجتماعي، الرهاب الجسدي، الخجل المرضي، احمرار الخوف


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع