مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (20)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


02/10/2022 القراءات: 1329  


-منظومة (قتلى القرآن) للأديب الشاعر الشيخ عبداللّٰه علي أبو بكر الحداد:
"هذه أبياتٌ في نظم الرجال المذكورين في كتاب "قتلى القرآن" للإمام الثعلبي رحمه الله ورحمهم أجمعين، وجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته في خير ولطف وعافية:
الحمدُ للهِ عظيمِ الشانِ ... ثم صلاتُهُ على العدناني
خيرِ الورى مع السلامِ النامي ... وآلهِ وصحبهِ الأعلامِ
وبعدُ: هذا النظمُ كالإتحافِ ... لسائلٍ وصاحبٍ مُصافي
سألني في نظمِ أسماءِ الرجالْ ... قتلى كتابِ اللهِ لا قتلى النِّزالْ
من ذُكِروا عند الإمامِ الثعلبي ... رحمهم ربي فهاكَ صاحبي
أوَّلُهُمْ نجلُ الفُضيلِ بنِ عِياضْ ... وَهْوَ عليٌّ صاحبُ العلمِ المُفاضْ
ثانيْهمُ شيخٌ بأرضِ الكوفةِ ... وبعدَهُ أربعةٌ من جِنَّةِ
سابعُهمْ نجَّادُ وَهْوَ الفقعسي ... ثامنُهمْ زُرارةُ ابنُ الحَرَشي
وتاسعُ القومِ من العُرْبِ الطُهُرْ ... ثم أخٌ لابنِ الهُدَيرِ المُنكدِرْ
ثم فتى الكوفةِ ذاك العابدْ ... وبعدَهُ الحِيْرِيُّ وَهْوَ الزاهدْ
ثم فتىً من الرجالِ العارفينْ ... ماتَ على الطريقِ وضَّاحَ الجَبينْ
ثم فتىً من أهلِ نيسابورا ... ماتَ لدى الجنِّ وأضحى نورا
وبعدَهُ مِسْوَرُ جارُ ابنِ أَبانْ ... وبعدَهُ الحكيمُ وَهْوَ لقمانْ
ثم المُهلبيُّ شيخُ البصرةِ ... وأَمَةٌ لديهِ بعدُ ماتَتِ
ثم أبو جَهيرٍ الشيخُ الضريرْ ... وبعدَهُ العارفُ باللهِ الكبيرْ
ثم فتى الكوفةِ نجلُ صَلهبِ ... خِتامُهمْ صاحبُ صاحبِ النبي
صلى عليهِ اللهُ ثم سلَّما ... وآلهِ وصحبهِ ومن سما
وقد أضافَ شيخُنا الأَنِيسُ ... عبدُالحكيمِ سبعةً فقيسوا
أَوَّلُهُمْ داودٌ الطائيُّ ... وهو الإمامُ العَلَمُ الكوفيُّ
وبعدَهُ رِياحٌ القَيسيُّ ... والحافظُ القَطَّانُ يا أُخَيُّ
ورجلٌ قد عاصَرَ ابنَ السَمَّاكْ ... طُوبى لهم قد ارتقَوا كالأملاكْ
وامرأةٌ عاصَرَتِ الخرَّازا ... ثم فتىً مِن فارسٍ قد فازا
سابِعُهُمْ دِينارٌ العَيَّارُ ... يُسَرُّ لو رآهُمُ المختارُ
الأحد ٢١/ ٤ /١٤٤٢
***
-الأخلاق والسير:
إذا أحببتَ أن تقرأ ‏أجمل التغريدات، وأعظم الحِكم، وأنضج التجارب، وأرفع الألفاظ، وأبلغ التعابير، وألطف الصياغات من أعماق النفس، فاقرأ "الأخلاق والسير" لابن حزم، ستجد قلب ابن حزم وعقله وروحه، تتخطى القرون، وتتجاوز المسافات، وتحاول أن تطلع من المشرق الذي كان يهفو إليه...
***
-‏دعوة مِن شاب أعجبتْ عمر رضي الله عنه.
عن عمرو بن ميمون قال: سمع عمرُ بن الخطاب -رضي الله عنه- غلامًا يدعو ويقول:
"اللهم إنك تحولُ بين المرء وقلبه، فحلْ بيني وبين خطايايَ فلا أعمل بشيءٍ منها".
فسُرَّ عمر بقوله، ودعا له بخير.
***
-إشارات القدر:
قال بعضُهم: كان عندنا هرٌّ وُلد عندنا وسماه الأولاد: "عسل" لشقاره...وكان لا يترك البيت، وقد يخرج يتجول ولكنه يعود وينام هنا... ومنذ أسبوعين فقدناه...
غادر البيت وكأنه استشعر أننا نغادره...
وقبل أيام جاء علي (عمره سنتان) إلى خزانة فيها الأحذية والمداسات فنقلها كلها إلى ساحة باب البيت ...كأنه يقول: هيا...
وأشياء أخرى...
من اللطيف الانتباه إلى إشارات الأقدار...
***
-لا تنم:
قال أحدُ الشعراء الأندلسيين:
لا تنمْ واغتنمْ مسرّةَ يوم ... إنَّ تحت التراب نومًا طويلا
فذيلتُهُ بقولي (في رمضان سنة ١٤١٨، وألقيتُ هذا في أثناء محاضرة في جامع الإخوة الصالحين ببغداد):
وغدًا تدخلُ الجِنانَ فتلقى ... تعبَ الدهرِ في هواها قليلا
قلتُ ما قلتُ غيرَ أني عليلٌ ... ليت شِعري فهل أداوي عليلا!
***
-من لطائف رؤى العلماء:
قال الإمام الشيخ عبدالعزيز الديريني (ت: ٦٩٤) في كتابه "الأنوار الواضحة في تفسير الفاتحة" (ص: 99): "ومما رأيته في المنام أن سائلًا سألني عن قول الله عز وجل تعليمًا لنا: (إياك نعبد وإياك نستعين) فألهمتُ في المنام جوابًا لطيفًا فقلت:
(إياك نعبد) نوحدك ونعبدك، ونعتقد أن لا معبود يستحق العبادة في السموات والأرض سواك.
(وإياك نستعين) على تحصيل ما نرجو ودفع ما نكره في الدنيا والآخرة، فلا مقصود سواك".
والشيخ عبدالعزيز الدِّيريني من علماء مصر وأوليائها الكبار في القرن السابع، وتقع ديرين في محافظة الدقهلية.
***
-التربية وحب الترؤس:
قال الشيخ عبدالعزيز الدِّيريني في كتابه "أنوار المعارف وأسرار العوارف" (ص: 51)، وهو يتكلم على أنواع الشيوخ الذين يتصدون لتربية المريدين: "وعلى الجملة كلُّ مَن قصد الرئاسة وأُعجبَ برأيه لا يُقتدى به، ومَن سلم منها وكان مستقيمًا في دينه فهو قدوةٌ فيما عرَفه من الخير".
***
-شرط الوصول:
حدثنا الشيخ عبدالكريم المدرس يوم الثلاثاء (28) من ربيع الآخر سنة (1401) في غرفة تدريسه في جامع الشيخ عبدالقادر الكيلاني ببغداد عن شيخه الشيخ علاء الدين النقشبندي رحمه الله أنه كان مرة خارج الخانقاه التي في "بيارة"، وجاع أحدُ المريدين المقيمين هناك حتى كاد يموت من الجوع، فتناول كسرة خبز من غرفة جاره، ولما جاء الشيخ قال له: تأكل كسرة جارك ثم تبغي الوصول إلى الله! فقال: شيخي إنما فعلته عن اضطرار. ثم جمع الشيخ المريدين وقال: كلُّ ما يأتي إلى الخانقاه فهو وقفٌ على الجميع، لا يختصُّ به أحد دون آخر، وبذلك رفع الحرجَ عنهم.
***
‏-أوقات الانتظار مضيعة للوقت والجهد والإنتاج.
وهذه الأوقات متنوعة، أشدها البحث عن فرصة عمل جديد، وأخفها الانتظار في عيادة طبيب.
والحازم مَن لا يستسلم لهذه الضغوط، ويرتب أموره على الخروج من تلك الأوقات بأقل الخسائر.
لا شك أن للإيمان أثرًا كبيرًا في ذلك، ولكن الإيمان لا ينفك عن العمل.
***
-العلوم والفهوم:
قال الإمام أبو حيان الأندلسي (ت: ٧٤٥) في كتابه "التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل" (214/16):
"العلوم كنوز تحت مفاتيح الفهوم".
***
-الدأب في العلم:
قال الإمام السُّهيلي (ت: ٥٨١) في "الروض الأنف" (١٩٢/١) مِن طبعة جائزة دبي:
"مَن سافرتْ في العلم همتُه فلا يلقي عصا التسيار".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع