مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


العزاء عبادة وليس عادة

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


30/04/2023 القراءات: 131  


العزاء عبادة وليس عادة
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ، إنَّ من السُنَّة تعزية من أصابته مصيبة الموت ، فقد رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “ ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة “. رواه ابن ماجه، وحسَّنه الألباني.
لكن لا بدَّ من اتباع السنة في كل عبادة بعد الاخلاص فيها حتى تقبل منا .
قال تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)[الملك:2]
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله– : ” أحسن العمل: أخلصه وأصوبه .
قال: والخالص إذا كان لله عز وجل، والصواب إذا كان على السنة ،
وإن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصاً صوابا. ” اه
وقد دل على هذا قول الله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) [الكهف:110] فلا بد أن يسلم العمل من الرياء المنافي للإخلاص، ومن البدعة المضادة للسنة.
فالتعزية ليس فيها تجمع ولا مراسيم ولا تكلف، فكل ذلك من المحدثات التي يجب الابتعاد عنها فلم يكن السلف الصالح ـرضي الله عنهم ـ يتكلفون فيه، بل بعضهم يعزي بعضا عند اللقاء في أي مكان في المقبرة أو المسجد أو البيت أو الطريق.
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – :” التعزية سنة ، التعزية من العبادة ، فإذا صيغت العبادة على هذا الوجه الذي لم يكن معروفا في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، صارت بدعة ولهذا جاء الثواب في فضل من عزى المصاب،والثواب لا يكون إلا عن العبادات “


ومن الناس من يقول : إنَّ اجتماع الناس للعزاء وما يتبع ذلك من تحديد لوقت العزاء وتهيئة الأماكن لاستقبال المعزين هو من قبيل العادات وليس لها علاقة بالعبادة وأن العزاء يتحقق من خلال الاجتماع!!
سبحان الله ! ومن أين جاءتنا البدع والمخالفات إلا من العادات التي تمكَّنت في النفوس فأصبحت كأنها شريعة ربانية يجب اتباعها!!..


إنَّ تجمعات الناس أمام البيوت في القرى أو في قاعات مخصصة لذلك أو نصب الخيام وعقود كهرباء ومشروبات وتُمُور وخدم وكراسي ومدفئات غازية وإغلاق للشوارع في المدن… كلها تنطع ما أنزل الله به من سلطان…

بل أصبح المقصود من المجيء الى بيت العزاء هو تسجيل حضور فقط – إلا مارحم ربي – ولهذا لو عزَّاه في المقبرة أو في المسجد فلم يؤدي الواجب بزعمهم حتى يأتي مجلس العزاء ، بالإضافة إلى إرهاق ذوي المتوفى وزيادة الأعباء عليهم فوق مصابهم..


وهذه فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 9/137-138 : ” التعزية مشروعة، وفيها تعاون على الصبر والمصيبة، ولكن الجلوس للتعزية على الصفة المذكورة، واتخاذ ذلك عادة لم يكن من عمل النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن من عمل أصحابه، فما اعتاده الناس من الجلوس للتعزيةحتى ظنوه دينا، وانفقوا فيه الأموال الطائلة، وقد تكون التركة ليتامى، وعطلوا فيه مصالحهم، ولاموا من لم يشاركهم ويفد إليهم، كمن ترك شعيرة إسلامية، هذا من البدع المحدثة ، التي ذمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عموم قوله: ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” متفق عليه، وفي الحديث ” عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ” رواه أبو داود والترمذي .


العزاء عبادة وليس عادة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع