مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (72)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


25/10/2023 القراءات: 706  


كن عبد الرب المتعالي:
قال الشيخ عبدالحي الحسني في كتابه «نزهة الخواطر» في ترجمة الشيخ أبي المعالي اللاهوري (961 - 1024)، (5: 475-476):
"الشيخ العالم الصالح أبو المعالي بن رحمة الله بن فتح الله الكرماني الشيخ خير الدين الحسيني اللاهوري، أحد المشايخ المشهورين في عصره ... اشتغل بالعلم وتربى في مهد عمه الشيخ داود بن فتح الله الكرماني، وأخذ عنه الطريقة، ولازمه مدة طويلة، حتى نال حظًّا وافرًا من العلم والمعرفة ...
وكان شيخًا مهابًا رفيع القدر، موصوفًا بالفضل والتدين، كثير الفوائد، جيد المشاركة في العلوم، شاعرًا ...
ومِنْ أقواله: يا أبا المعالي: كن عبد الربِّ المُتعالي، ولا تكنْ عبدَ الدراهم واللآلي".
***
"الجامع المعين في طبقات الشيوخ المتقنين والمجيزين المسندين":
عرف به مؤلفه الدكتور محمد أكرم الندوي فقال:
"صدر لي أخيرًا كتاب (الجامع المعين في طبقات الشيوخ المتقنين والمجيزين المسندين (ألف ترجمة أو أكثر في سبعة مجلدات) بطباعة دار الكتب العلمية ببيروت سنة (2023م)، فسألني بعض إخواني أن أكتب وصفًا له يعرض محتواه ويلخص مضمونه، فقلت استجابة له:
هذا كتاب وضعته في تراجم شيوخي، وأسانيدهم، مع بيان مسموعاتهم ومقروءاتهم وإجازاتهم، ولاسيما الشيوخ الهنود الذين أغفلتهم مصادرُ اللغة العربية، وذلك حرصًا مني على حفظ التاريخ الإسنادي لعصرنا، فيكون ضبطًا علميًّا موثقًا لمحدثي الهند ورواتها وغيرهم ممن عرف بالتدريس والإفادة والإقراء والإجازة.
افتتحته بـأربعة مداخل:
1- مدخل حول تاريخ الحديث النبوي الشريف في شبه القارة الهندية إلى الشاه ولي الله الدهلوي.
2- ومدخل يتضمن تراجم المسندين الهنود وغيرهم بعد الشاه ولي الله الدهلوي إلى طبقة أصحاب نذير حسين المحدث الدهلوي وأقرانهم الذين عليهم مدار أسانيد شيوخنا في الغالب.
3- ومدخل في عناية دار العلوم لندوة العلماء بالأسانيد والإجازة.
4- ومدخل في الإجازة وأنواعها.
ثم بدأت أصل الكتاب، والذي ترجمت فيه لشيوخي الذين سمعت عليهم، وحضرت بعض دروسهم، وسائر الذين استجزتهم، أو صحبتهم صحبة طويلة أو قصيرة، أو شملتني إجازتهم، موثقًا المعلومات بإسناد وإجازات ورسائل وخطوط ما استطعت إليها سبيلًا، مرتبًا لهم على سبع طبقات:
الطبقة الأولى: وهم الذين رووا لي عن أبي النصر الخطيب المتوفى رابع ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاث مئة وألف بإجازته الخاصة، ويضاف إليهم الذين أدركتهم إجازته العامة.
والطبقة الثانية: وهم الذين أدركتهم إجازة الشيخ المسند أحمد بن حسن العطاس المتوفى سادس رجب سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة وألف.
والطبقة الثالثة: وهم الذين أدركتهم حياة العلامة المحدث محمد بن جعفر الكتاني المتوفى في العاشر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاث مئة وألف.
والطبقة الرابعة: وهم الذين أدركتهم إجازة المحدث الأكبر العلامة بدر الدين الحسني المتوفى في السابع والعشرين ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وألف.
والطبقة الخامسة: وهم الذين أدركتهم إجازة العلامة المسند محمد عبد الباقي الأيوبي الأنصاري المتوفى بالمدينة المنورة يوم الأحد الخامس والعشرين من ربيع الثاني سنة أربع وستين وثلاث مئة وألف.
والطبقة السادسة: وهم الذين أدركتهم إجازة الحافظ عبد الحي الكتاني المتوفى ثاني عشر رجب سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة وألف.
والطبقة السابعة: وهم أقراني، وفيهم من هو دون سني، وبعضهم من تلاميذي.
اعتمدت في تراجم شيوخي مؤلفاتي، منها كتاب (مَنْ علمني)، و(تاريخ ندوة العلماء)، وغيرهما، وترجمت أيضًا لمن استجزتهم مباشرة، وبعضهم مذكور في كتبي عن الرحلات، وجمعت إجازاتهم ورسائلهم التي بعثوا بها إلي، وأثبتها في هذا المعجم في مواضعها.
وترجمت أيضًا لمن أجازني في الاستدعاءات، وبعضها بخط يدي، ومنها استدعاءات الشيخ محمد بن عبد الله آل الرشيد، والشيخ أحمد عاشور (الاستدعاء الجامع)، والشيخ محمد زياد التكلة، والشيخ عمر النشوقاتي، والشيخ خالد السباعي، والشيخ محمد بن أبي بكر با ذيب، والشيخ محمد ححود التمسماني (الاستدعاء المشرق)، والشيخ تركي الفضلي (الاستدعاء المكي)، والشيخ عمر حبيب الله (الإجازات الهندية)، والشيخ محمد سعيد منقارة، والشيخ حمزة الكتاني، والشيخ ظهور أحمد الحسيني، وآخرين، ولم يمكنني استقصاء المجيزين كلهم، ولعلي ألحقهم في الطبعات القادمة.
ولم أثبت سائر الاستدعاءات لطولها، ولعلي أشتغل بها في وقت آخر، وقد طبع كثير منها في بعض الأثبات والإجازات.
وأثبت في آخر المجلد السابع قائمة بأجل المصادر التي استفدت منها في هذا المعجم.
اتبعت منهج كتب التراجم، مسميًا الشيخ وناسبًا إياه، وذاكرًا لمولده ونشأته، وتحصيلاته، واشتغالاته العلمية، وشيوخه، وانتفاعي به وإجازته لي، مع ذكر نبذة من مآثره وفضائله، ونماذج ما حصلتُ عليه من إجازاته من قبل شيوخه، وإجازاته لتلاميذه.
وإني حينما كتبتُ عن شيوخي سعيتُ أن أقيد تفاصيل وجزئيات تنفع القراء، واعتمادي على ذاكرة تعد ولا تفي، وتستودع ولا تؤدي، وكبر السن يؤثر في الإنسان تأثيرًا:
أترجو أن تكون وأنت شيخ ... كما قد كنت أيام الشبابِ
لقد كذبتك نفسك، ليس ثوب ... خليق كالجديد من الثيابِ
وألحقتُ بالتراجم فوائد حديثية أو فقهية أو دينية دعت إليها الحاجة، وقد خرجتُ لبعضهم أحاديث حتى تحصل بركاتها.
ولقد سعيت أن لا أذكر أحدًا بسوء إلا ما يحتاج إليه لمبرر شرعي، وما أقل ذلك في هذا الكتاب، متخذًا قول النبي صلى الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" لي أسوة.
هذا، وأسأل الله تعالى أن يكتب له القبول وينفع به، ويغفر لي زلاتي، ويعفو عن سيئاتي، ويزكي نفسي، ويطهر قلبي تطهيرًا. آمين".
***
كتب تُقرأ في الشدائد:
منها: "الشفا" للقاضي عياض. جاء في "المنح البادية في الأسانيد العالية" (1: 215):"وقد جُرب قراءته في الشدائد والنوازل".
***
خدمة النسخة الوحيدة:
قال أ. د. محمد رضوان الداية: النسخة الوحيدة تتيح للمحقق أن يُظهر علمه ومعرفته.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع