مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻بدء الوحي (1)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


04/02/2023 القراءات: 557  


ولقد كان نزول هذه الآيات من سورة العلق وهي أول ما أنزل من القرآن الكريم، في يوم الإثنين وللنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ أربعين سنة ،فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال:
"ذلك يوم ولدت فيه ويوم أنزل علي فيه" مسلم

وكان ذلك في شهر رمضان،فعن واثلة بن اﻷسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أنزلت صحف إبراهيم فى أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان "راوه أحمد
وقال بعض العلماء أن القرآن أنزل لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان

ولقد فتر الوحي بعد نزول هذه اﻵيات فترة ،حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا لذلك ، ثم رأى جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية ، وهو يمشي ذات يوم

فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي ، فقال فى حديثه :
"فبينما أنا أمشى إذ سمعت صوتا من السماء ، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءنى فى حراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه ، فرجعت فقلت :"زملونى ، زملونى "
فأنزل الله ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ ) [المدثر :1-2]
فحمى الوحي وتتابع "رواه البخاري

فأول ما أنزل من القرآن ابتداء (إقرأ باسم ربك الذي خلق ) وبه حصلت النبوة ، وأول ما أنزل من القرآن بعد فترة الوحى وعودة جبريل للنزول على النبي صلى الله عليه وسلم (ياأيها المدثر قم فأنذر ) وبها حصل الإرسال للناس

ولقد استغرق نزول الوحي ثلاثا وعشرين عاما ،منها ثلاثة عشر بمكة وعشر سنين بالمدينة، وكان الوحي يأت الرسول صلى الله عليه وسلم فى اليقظة ، وكان شديدا عليه فكان يتفصد عرقا فى اليوم الشديد البرد وكان جسمه يثقل ،فعن زيد بن ثابت رضى الله قال :
"أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت على حتى خفت أن ترض فخذي " رواه البخاري

وعن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يارسول الله كيف يأتيك الوحي ؟
فأجاب : " أحيانا يأتينى مثل صلصلة الجرس وهو أشده على ،فيفصم عنى وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لى الملك رجلا فيكلمنى فأعى مايقول "
قالت عائشه رضى الله عنها : "ولقد رأيته ينزل عليه فى اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا" . رواه البخاري ومسلم

وكان عليه الصلاة والسلام ، فى إبتداء الأمر ومن شدة حرصه على أخذ القرآن من جبريل يسابقه فى التلاوة ، فأمره الله تعالى أن ينصت له حتى يفرغ من الوحي وتكلف له أن يجمعه فى صدره وأن ييسر عليه تلاوته
فقد قال سبحانه وتعالى (ولاتعجل بالقران من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل ربى زدنى علما) طه114

وفى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة ، فكان يحرك شفتيه
فأنزل الله ( لاتحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ) سورة القيامه16
قال :جمعه فى صدرك ثم تقرأه
(فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) فاستمع له وأنصت
(ثم إن علينا بيانه) قال :فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل


سلسلة السيرة النبوية 🔻بدء الوحي (1)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع