مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (214)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


29/09/2024 القراءات: 590  


-كفى بالله نصيرًا:
وقع في خاطري وأنا متوجهٌ إلى صلاة الظهر يوم السبت (21) مِن المحرم (1446) = (27/ 7 / 2024م):
يُهيئ اللهُ أنصارًا وأعوانا ... ويفتحُ الله أبوابًا وإحسانا
قد يدهمُ الكربُ لكنّا نقولُ له: ... يا كربُ أقصرْ فإنَّ الله مولانا
يُعوّضُ اللهُ عما فات منتصِرًا ... ويشرحُ الصدرَ مهما ضاق أحزانا
***
-سلطان الكتب:
أفادني الأخ الكريم الشيخ علي الريس أن للشيخ عبدالرحمن بن يوسف سلطان العلماء كتابًا في الاعتقاد سمّاه: "سلطان الكتب". ومما قال فيه: لا يُسأل عن الله بـ: متى وكيف وكم وأين.
***
-أشرف المجالس:
قال الجنيد: أشرفُ المجالس وأعلاها: الجلوسُ مع الفكرة ‌في ‌ميدان ‌التوحيد، والتنسُّمُ بنسيم المعرفة، والشربُ بكأس المحبة من بحر الوداد، والنظرُ بحسن الظن لله عز وجل.
ثم قال: يا لها مِنْ مجالس ما أجلها، ومِنْ شراب ما ألذَّه! طوبى لمن رُزِقه.
«إحياء علوم الدين» (4/ 425)، و«فيض القدير» (2/ 314).
[وتحرَّف "التنسُّم" في كتاب "فيض الأرحم وفتح الأكرم على الحزب الأعظم والورد الأفخم" للساقزي (ص: 192) إلى: التنسيم].
***
-الورقات:
قال المراغي في كتابه "الفتح المبين في طبقات الأصوليين" (1/ 230): "ومن الكتب التي ظهرتْ في هذا القرن [يريد الخامس] كتاب الورقات في أصول الفقه".
قلت: في قوله: ظهر في القرن الخامس نظرٌ.
***
-علم الفرح والأحزان!
في «أعلام الزركلي» (1/ 109-110):
«‌‌الفَشني (000 - بعد 978 هـ = 000 - بعد 1570 م)
أحمد بن حجازي بن بدير، شهاب الدين الفشني: فقيه شافعي، من المشتغلين بالحديث. نسبتُه إلى (الفشن) بمصر، قال الزبيدي: نُسب اليها جماعة من المتأخرين. له كتب، منها:
(المجالس السنية - ط) في الكلام على الأربعين النووية، أنجزه تأليفًا في المحرم سنة 978.
و(تحفة الحبيب بشرح نظام غاية التقريب - ط) فقه.
و(مواهب الصمد في حل ألفاظ الزُّبد - ط).
و(تحفة الإخوان - ط) أوراد.
و(تحفة الإخوان في علم الفرح والأحزان - خ) في أول المجموعة 1062ك، بالرباط.
و(القلادة الجوهرية - خ) شرح لنظم الأجرومية للعمريطي، في الأزهرية".
قلت: وعنوان الكتاب الخامس مشوق، يسر الله الوقوف عليه. وترى أهو نفس الرابع؟
***
-يكفيك الله:
من الأعلام: محمد بن عبدالله بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن ميكال، أبو جعفر؛ أديب شاعر لغوي. وقد تفقّهَ عند قاضي الحرمين أبي الحسن، وسمع أحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن سليمان الفقيه، وعبدالله بن إسحاق الخراساني، وأقرانهم ببغداد. وحدّثَ، وعُقِدَ له الإملاءُ سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة.
قال الحاكمُ في "تاريخ نيسابور": أنشدني أبو جعفر الميكالي:
اشرحْ لمكروهٍ بدا صدرًا فقدْ … يكفيكَ ربٌّ قد كفى ما قد مضى
واعلمْ بأنّكَ لو أتيتَ بكلِّ مَنْ … وطئَ الحصى لم يدفعوا ما قد قضى
وإذا تحقَّقتَ الذي قد قلتُهُ … فاستبدلِ الحُزنَ المُبرِّحَ بالرضا
إنباه الرواة على أنباه النحاة (3/ 164).
قلتُ: ولو قال:
وإذا تحقَّقتَ الذي قد قلتُهُ … فاجنحْ عن الحُزنِ المُبرِّحِ للرضا
لتخلصَ من دخول الباء على المتروك.
***
-مناجاة:
"إلهي تبتُ عمّا كان مني ... فكفِّرْ سيئاتي وارض عني
وعاملني بلطفك يا إلهي ... ولا تقطعْ لأجل الذنب مني
وكن يوم القيامة لي معينًا ... وأحسنْ بي كما أحسنتُ ظني
+++
أتوب إلى الذي أمسي وأضحي ... وقلبي يبتغيه ويرتجيه
تشاغلَ كلُّ مخلوق بخلقٍ .... وشُغلي في محبته وفيه
+++
ارجعْ إلى الله وتب توبة ... في وقت إطلاقٍ وإرفاه
تعشْ حميدًا وتمتْ فائزًا ... مخلدًا في رحمة الله
المصدر: مخطوط من مكتبة عاطف أفندي ٢٨١٢".
أفادها الشيخ أمين السعدي.
***
-الاحترام المتبادل:
كتب إلي الأخ الكريم محمد رشيد محمد عياش قال: "أخبرني الشيخ محمد آل رشيد عمن كان حاضرًا قال: زار الشيخ حسن حبنكة والشيخ عبدالحليم محمود والشيخ عبدالفتاح أبو غدة الهند لاحتفالٍ في ندوة العلماء، فعندما أرادوا الدخول توقف الشيخ حسن ليسبقه الشيخ عبدالحليم محمود، فأبى الشيخ عبدالحليم، فقال الشيخ حسن: تقدَّم يا مولانا أنت شيخُ الأزهر وشيخُ الإسلام، فقال الشيخ عبدالحليم: أنا شيخُهم على الورق وأنت شيخ الإسلام على الحقيقة.
***
-دعوة سفيان:
قال ابن الجوزي في كتابه "مناقب سفيان الثوري":
"قال يحيى بن يمان: قال سفيان: لما هممتُ بطلب الحديث ورأيتُ العلم يدرس خلوتُ، وقلتُ: أي رب إنه لا بد لي من معيشةٍ، وهذا العلم يدرسُ، اللهم فاكفني أمر رزقي وفرّغني لطلبه. فتشاغلتُ بطلبه، فلم أرَ إلا خيرًا إلى يومي هذا".
وأنا أدعو بدعوة سفيان رحمه الله.
***
-دعوات جامعات:
«قال سعيد بن المسيب: كنتُ بين القبر والمنبر مفكّرًا، فسمعتُ قائلًا ولم أره: اللهم إني أسألك عملًا بارًّا، ورزقًا دارًّا، وعيشًا قارًّا.
قال سعيد: فلزمتهنَّ ‌فلم ‌أر ‌إلا ‌خيرًا».
«الكامل في اللغة والأدب» (1/ 276).
***
-صححْ نسختك:
جاء في كتاب "بيان فضل علم السلف على علم الخلف" للإمام ابن رجب الحنبلي (ص: 56) ط الرياض: "قال مهدي بن ميمون: سمعتُ محمد بن سيرين وما رآه رجل ففطن له، فقالَ: إني أعلم ما يريد، إني لو أردت أن أماريك كنت عالمًا بأبواب المراء. وفي رواية قال: أنا أعلم بالمراء منك ولكني لا أماريك".
ولفظ: (وما رآه رجل) صوابه: وماراه رجلٌ.
ولفظ: (ما يريد) صوابه: ما تريد.
وجاء (ص: 82): "‌وقال ‌عمرو: مَن قال إنه عالم فهو جاهل، ومَن قال إنّه مؤمن فهو كافر، ومَن قال هو في الجنة فهو في النار".
ولفظ: (وقال عمرو) صوابه: وقال عمر. والمقصود عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ولتخريج القول موضعٌ آخر.
***
-جملة موزونة:
كتب إلي أحد الإخوة الفضلاء: "رافقتكم عناية الرحمن وحفظه ورعايته".
فكتبتُ إليه: (رافقتكم عناية الرحمنِ). هذا شطرٌ من بحر الخفيف يتم بقولنا: (ووصلتم براحةٍ وأمانِ).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع