مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة أمهات المؤمنين عائشة بنت أبي بكر (رضي الله عنهما)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


20/04/2023 القراءات: 188  


سلسلة أمهات المؤمنين
عائشة بنت أبي بكر (رضي الله عنهما)

هي الصدّيقة بنت الصدّيق عائشة بنت أبي بكر بن قُحافة، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية، ولدت في الإسلام، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات. وعندما هاجر والدها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة، بعث إليها بعبد الله بن أريقط الليثي ومعه بعيران أو ثلاثة للحاق به، فانطلقت مهاجرة مع أختها أسماء ووالدتها وأخيها.
الرؤيا
مضت فترة على زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من سودة (رضي الله عنها)، ثم استيقظ يوماً مسترجعاً في مخيلته ذكرى حلم رآه، فقد جاءه جبريل عليه السلام بقطعة قماش حريري عليها صورة عائشة بنت أبي بكر وقال له: إنها زوجتك في الدنيا والآخرة. ولما تكررت الرؤيا ليومين على التوالي، أدرك (صلى الله عليه وآله وسلم) أنها أمر من الله سبحانه وتعالى، ولابد من تنفيذ أمر الله.
الخِطبة
عن خولة بنت حكيم قالت: دخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان، فقلت لها: ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قالت: وما ذاك؟ فقالت: أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأخطب له عائشة. قالت: وَدِدْتُ، انتظري أبا بكرٍ فإنه آتٍ. وجاء أبو بكر، فقلت له: يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة؟ أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأخطب له عائشة. قال الصديق (رضي الله عنه): وهل تصلح له؟ إنما هي بنت أخيه. فرجعت إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقلت له ما قال أبو بكر، فقال: «ارْجِعِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ: أَنَا أَخُوكَ وَأَنْتَ أَخِي فِي الإِسْلامِ وَابْنَتُكَ تَصْلُحُ لِي» فَرَجَعَتْ فأتيت أبا بكرٍ فذكرت له ذلك، قال: انتظريني حتى أرجع. قالت أم رومان توضِّح الموقف لخولة: إن المطعم بن عدي كان قد ذكر عائشة على ابنه زبير، ولا والله ما وعد أبو بكرٍ شيئاً قط فأخلف. دخل أبو بكر على مطعم وعنده امرأته أم زبير، وكانت مشركةً، فقالت العجوز: يا ابن أبي قحافة لعلنا إن زوَّجنا ابننا من ابنتك أن تصبئه وتدخله في دينك الذي أنت عليه. فالتفت إلى زوجها المُطعم فقال: ما تقول هذه؟ فقال: إنها تقول كذلك. فخرج أبو بكرٍ (رضي الله عنه) وقد شعر بارتياحٍ لما أحلَّه الله من وعده، وعاد إلى بيته، فقال لخولة: ادعي لي رسول الله. فمضت خولة إلى الرسول الكريم فدعته، فجاء بيت صديقه أبي بكر، فأنكحه عائشة وهي يومئذٍ بنت ست سنين أو سبع.
الزواج
إن العقد على عائشة سبق الدخول بسنوات، ولما استقر عليه الصلاة والسلام بالمدينة، أرسل زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة ليأتيا بمن خلَّف من أهله، وأرسل معهما عبد الله بن أريقط يدلهما على الطريق. والنبي عليه الصلاة والسلام يهيِّئ الدور لزوجته سودة ولزوجته عائشة ليستقبل فيها أهله، غرفةٌ صغيرةٌ جداً ملحقةٌ بالمسجد هذه الغرفة بيت عائشة، وكانت هذه الغرفة الصغيرة التي لا تتسع لصلاته ونوم زوجته معاً، إما أن يصلي فتنزاح جانباً، وإما أن يناما معاً، أما أن يصلي هو وتنام هي فالغرفة لا تتسع لهما.
وصلت هذه السيدة الجليلة إلى المدينة مع أمها أم رومان، وأختها أسماء، وأخيها عبد الله، واستقروا في دار الوالد الصديق (رضي الله عنه)، ولم تمضِ أشهر معدودات حتى تكلَّم الصديق (رضي الله عنه) إلى النبي عليه الصلاة والسلام في إتمام الزواج الذي عقده بمكة. فلما كلَّم الصديق رسول الله في شأن إتمام الزواج، سارع النبي عليه الصلاة والسلام، وسارعت نساء الأنصار إلى منزل الصديق لتهيئة هذه العروس الشابَّة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وحينما دخلت أم السيدة عائشة (رضي الله عنها) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعها ابنتها العروس السيدة عائشة بعد أن هُيئت له، دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في دار أبي بكر وقالت: «يا رسول الله هؤلاء أهلك، بارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك».
أول حب في الإسلام
كانت عائشة (رضي الله عنها) أول حب في الإسلام. فعن أنس (رضي الله عنه) قال: «أول حبٍ كان في الإسلام حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعائشة (رضي الله عنها)» وكانت تسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف حبك لي، فيقول: مثل العقدة، ثم تعود فتسأل بعد فترة: كيف حال العقدة، فيجيبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): على حالها.
الزوجة الغيور وفي ذات ليلة خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى البقيع حيث مدافن المسلمين وكثيراً ما كان يخرج إليها ليلاً، بعد صلاة الفجر، يزور أهل البقيع ويسلم عليهم ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ويتذكر الموت والآخرة. فاستفاقت عائشة فلم تجده بجوارها، فقلقت وتحيرت في أمرها وظلت على حالها تلك حتى عاد رسول الله ورأى ما هي عليه من الهم والأرق، فأنكر ذلك منها، وقد ظنت أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد خرج إلى إحدى نسائه غيرها، فقال لها: إذاً فقد غلبك شيطانك يا عائشة؟ فسألته: أي شيطان يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل إنسان شيطان. فأردفت: وحتى أنت يا رسول الله. فأجابها (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم، ولكن الله تعالى أعانني عليه فأسلم.
وأرسلت أم سلمة مرةً بصحفة من ثريد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو عند عائشة وعنده ضيوف، فضربت عائشة (رضي الله عنها) الصحفة فانفلقت، فجعل رسول الله يجمع الثريد ويقول لأصحابه: كلوا، غارت أمكم، غارت أمكم. وأرسل صحفة سليمة إلى أم سلمة وترك المكسورة لعائشة.


سلسلة أمهات المؤمنين عائشة بنت أبي بكر (رضي الله عنهما)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع