مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


خمس لو سافر الرجل فيهن إلى اليمن لكن عوضا من سفره

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


19/06/2023 القراءات: 217  


وعن علي أيضا خمس لو سافر الرجل فيهن إلى اليمن لكن عوضا من سفره: لا يخشى عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحي من تعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم، والصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد وإذا قطع الرأس توى الجسد.
وقال الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون وقال مالك عن يحيى بن سعيد عن ابن عباس مثله.
قال الزهري عن خالد بن أسلم أخي زيد بن أسلم قال: كنا مع ابن عمر فسأله أعرابي أترث العمة، فقال لا أدري. قال أنت لا تدري قال نعم. اذهب إلى العلماء فاسألهم. فلما أدبر الرجل قبل ابن عمر يده. فقال: نعما قال أبو عبد الرحمن: سئل عن ما لا يدري، فقال لا أدري وقال سفيان بن عيينة والثوري: عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه إياه، ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه الفتوى، هذا لفظ رواية الثوري ولفظ ابن عيينة إذا سئل أحدهم عن المسألة ردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول وقال أبو حصين عثمان بن عاصم التابعي الجليل إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر وقال القاسم وابن سيرين لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم وقال مالك عن القاسم بن محمد إن من إكرام المرء لنفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه وقال سعيد بن جبير ويل لمن يقول لما لا يعلم إني أعلم وقال مالك: من فقه العالم أن يقول: لا أعلم فإنه عسى أن يهيأ له الخير.
وقال أحمد بن حنبل سمعت الشافعي - رضي الله عنهما - سمعت مالكا سمعت محمد بن عجلان يقول: إذا ترك العالم " لا أدري " أصيبت مقاتله
ورواه إسحاق بن راهويه عن ابن عيينة عن داود عن أبي زبير الزبيري عن مالك بن عجلان قال قال ابن عباس: فذكره وقد سبق وقال عبد الرزاق: عن معمر قال: سأل رجل عمرو بن دينار عن مسألة فلم يجبه فقال الرجل: إن في نفسي منها شيئا فأجبني فقال إن يكن في نفسك منها مثل أبي قبيس أحب إلي أن يكون في نفسي منها مثل الشعرة.
وقال ابن مهدي سأل رجل مالك بن أنس عن مسألة فطال ترداده إليه فيها وألح عليه فقال ما شاء الله يا هذا إني لم أتكلم إلا فيما أحتسب فيه الخير ولست أحسن مسألتك هذه وقال ابن وهب سمعت مالكا يقول العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق وكان يقال التأني من الله والعجلة من الشيطان.
كذا وجدت هذه الكلمة (الخرق) فإن كانت كذلك فقال الجوهري الخرق بالتحريك الدهش من الخوف أو الحياء وقد خرق بالكسر فهو خرق وأخرقته أنا أي أدهشته، والخرق أيضا مصدر الأخرق وهو ضد الرفيق وقد خرق بالكسر يخرق خرقا والاسم الخرق، وإن كانت هذه الكلمة التخرق فالتخرق لغة في التخلق من الكذب والله أعلم.
ثم روى البيهقي من حديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان وهو ضعيف عندهم وحسن له الترمذي عن أنس مرفوعا «التأني من الله والعجلة من الشيطان» .
وقال محمد بن المنكدر " العالم بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل بينهم " وقال يحيى بن سعيد: كان سعيد بن المسيب لا يكاد يفتي فتيا ولا يقول شيئا إلا قال اللهم سلمني وسلم مني، ذكره البيهقي وغيره
ولا سيما إن كان من يفتي يعلم من نفسه أنه ليس أهلا للفتوى لفوات شرط أو وجود مانع ولا يعلم الناس ذلك منه فإنه يحرم عليه إفتاء الناس في هذه الحال بلا إشكال فهو يسارع إلى ما يحرم لا سيما إن كان الحامل على ذلك غرض الدنيا وأما السلف فكانوا يتركون ذلك خوفا ولعل غيره يكفيه وقد يكون أدنى لوجود من هو أولى منه.
قال ابن معين الذي يحدث بالبلدة وبها من هو أولى منه بالحديث فهو أحمق وقال أيضا إذا رأيتني أحدث في بلدة فيها مثل علي بن مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق وأمر يده على
عارضيه ويأتي بنحو كراسين هذا المعنى قبل فصل قاله أبو جعفر بن درستويه.
وقال مالك: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك وقال ابن عيينة وسحنون أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما قال سحنون أشقى الناس من باع آخرته بدنيا غيره وقال فتنة الجواب بالصواب أشد من فتنة المال وقال سفيان: أدركت الفقهاء وهم يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا حتى لا يجدوا بدا من أن يفتوا وقال أعلم الناس بالفتيا أسكتهم عنها وأجهلهم بها أنطقهم فيها. وبكى ربيعة فقيل ما يبكيك؟ فقال: استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم وقال ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو مرفوعا «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» وفيهما أيضا عن ابن مسعود مرفوعا «إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويترك فيها العلم، يكثر فيها الهرج» والهرج القتل.


خمس لو سافر الرجل فيهن إلى اليمن لكن عوضا من سفره


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع