مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻بناء الكعبة

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


03/02/2023 القراءات: 348  


سلسلة السيرة النبوية

🔻بناء الكعبة

لما بلغ عليه الصلاة والسلام خمسة وثلاثين سنة جاء سيل عارم فصدع جدران الكعبة وأوهن أساسها ، فأرادت قريش هدمها وإعادة بنائها من جديد ، وقسمت العمل بين جميع قبائلها ، فكان شق الباب لبنى مناف وزهرة ،وظهر الكعبة لبنى جمح وبنى سهم ، وشق الحجر لبنى عبد الدار وبنى أسد وبنى عدي، وما بين الركن الأسود واليمانى لبنى مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم

وترددت قريش فى هدم الكعبة وتهيبت من ذلك لأنها خشيت أن يصيبهم أذي من اللَّه ، فأقدم الوليد ابن المغيرة وهدم بعضًا منها، و أنتظر القوم حتى الصباح لينظروا ما اللَّه فاعل بالوليد فلما أصبح علىٰ خير ، قدموا يهدمون الكعبة وقامت القبائل بنقل الحجارة من جبال مكة.

وقد شارك الرسول صلى الله عليه وسلم أعمامه فى البناء ونقل الحجارة فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال :
"لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة ، فقال العباس للنبي :إجعل إزارك علىٰ رقبتك يقك الحجارة ففعل فخر إلى الأرض مغشيًا عليه وطمحت عيناه إلىٰ السماء ثم أفاق فقال :"إزاري ، إزاري "فشد عليه إزاره ، فما رؤي بعد ذلك عريانا"

وإتفقوا فيما بينهم أن لا يدخلوا فى بناء الكعبة من كسبها إلا طيبًا ، وضاقت النفقة الطيبة بقريش عن إتمام البيت على قواعد إبراهيم ، فإضطروا إلىٰ أن يقتطعوا منه قطعة من جهته الشمالية وبنوا علىٰ هذا الجزء جدارًا قصيرًا للإعلام أنه من البيت وهو ما يعرف بالحجر.

وجعلوا للكعبة بابًا واحدًا من ناحية المشرق وجعلوه مرتفعًا لئلا يدخل إليها كل أحد ، فيدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا

وعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها:
"ألم تري أن قومك قصرت بهم النفقة؟ ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابّا شرقيًا وبابًا غربيًا وأدخلت فيها الحجر " بدأت كل جماعة فى بناء ما أسند إليها ، فلما إرتفع البناء وبلغ البنيان موضع الحجر الأسود وجاء وقت وضع الحجر الأسود فى مكانه تنازعت القبائل جميعها شرف وضعه ، وأشتد الخلاف بينهم

وتحالفت بنى الدار وبنى عدي أن يحولوا بين أي قبيلة وهذا الشرف العظيم، وجاءوا بحفنة مملوءة دمًا ووضعوا أيديهم فيها توكيدًا لأيمانهم ، ومن ثم سموا بلعقة الدم ، وتوقف البناء خمسة أيام.

ولما رأي أبو أميه بن المغيرة المخزومى، وكان من سادة قريش (وهو والد السيدة أم سلمه رضى الله عنها) ، ماوصلت إليه حال القبائل ، أشار عليهم بأن يحكموا بينهم أول من يدخل عليهم من باب المسجد ، فرضوا وقبلوا.

وكان أول من دخل من باب المسجد هو الرسول الكريم صلى اللَّه عليه وسلم ، فلما رأوه قالوا :-"هذا الامين رضيناه ، هذا محمدا "
وكانت قريش تسمى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحى الأمين

فلما إنتهى إليهم أخبروه الخبر ، فبسط رداءه ثم أخذ الحجر ووضعه عليه ثم قال :
"لتأخذ كل قبيلة بطرف " ثم أمرهم برفعه ، فرفعوه جميعًا حتى وصلوا إلى مستوي وضعه فأخذه بيده الكريمة ووضعه موضعه وبنى عليه
وإزداد النبى صلى اللَّه عليه وسلم بهذا منزلة فوق منزلته وقدرًا إلى قدره ، وأصبح حديث قريش


سلسلة السيرة النبوية 🔻بناء الكعبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع