مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (185)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


08/06/2024 القراءات: 495  


-أميرة الصحف:
هذه قصيدة كان قد قالها الأستاذ عبدالله السالم بن المعلى الشنقيطي تحت عنوان:
(تحية إلى المجلة العلمية الرصينة: (الأحمدية) الصادرة عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي).
رستْ على الشاطئ الأدنى بقاربِها ... في رحلة العَودِ مِنْ إحدى تجارِبِها
أميرةُ الصحف تخطو بعد ما نزلتْ ... تواضعًا وهْي في عَليا مراتِبِها
في خلعةٍ أوغلتْ في الفنِّ دقتُها ... وقامةٍ قد تناهتْ في تناسُبِها
يُريكَ إشعاعُها أصباغَ بزّتها ... ووشيَها وجمالًا في تجاوُبِها
حتى كأنَّ شموعًا في غلالتها ... نمَّتْ عليها وشمسًا فوق حاجبِها
ولوحةً شعَّ فيها اللوحُ وافترشتْ ... كتابَها ريشةٌ في كفِّ كاتِبِها
###
ثمَّ انبرتْ في وجوه القوم "باحثة" ... عن بسمةٍ عند راضيها وعاتِبِها
تزورُ في كل سطرٍ مِنْ أجندتها ... وجهًا تلمَّسُ فيه قلبَ غائِبِها
تستكشفُ الصدقَ في كفَّيْ مُعانِقها ... وتلمحُ الحبَّ في عينَيْ مغاضِبِها
زارتْ لتعرِفَ ماذا في مُطارَحةٍ ... قد أعجبَ القومَ ممّا في حقائِبِها
زارتْ لتتركَ للأجيالِ بصمتَنا ... بوجنتيها وهذي مِنْ مناقِبِها
زارتْ لتعرضَ أفْقًا مِنْ حضارتِنا ... وما تعاقبَ فيه مِنْ كواكِبِها
حَيّى الجُموعُ الفتاةَ "الأحمديةَ" في ... تكريمِها بجُموعٍ مِنْ مراحِبِها
كلُّ الشفاهِ هتافاتٌ وزغردةٌ ... لولا النُّهى ووقارٌ في تخاطُبِها
###
"الأحمدية" ماذا أنتَ نائلُه ... منها وهل ترَكَ المُثِني لعائِبِها؟
اُنظرْ إلى وجهِها واخطبْ مودَّتَها ... فسوف عَنْ قلبِها ترضى وقالَبِها
حسناءُ مدَّ هواها ليلَ عاشقِها ... وقصَّر العجزُ عنها كفَّ خاطِبِها
"الأحمدية" نورٌ مِنْ هنا انطلقتْ ... أُولى سراياهُ في أُولى كتائِبِها
الأحمدية "سيفٌ" منذ سُلَّ هنا ... لمْ تُغْمَدِ البيضُ إلا في مضارِبِها
###
يا شمعةً قد أضاءتْ كلَّ حجرتِنا ... حتى أرَتْنا رُؤانا في جوانِبِها
يا مَنْ كَتبتِ بحبرِ النُّورِ قصتَنا ... على الليالي فصارتْ مِنْ عجائِبِها
كم دعوةِ ابنٍ إلى أمٍّ ستبعثُها ... ذكراكِ مِنْ بعدُ أو بنتٍ إلى أبِها
بنتَ الخليجِ ألا عطرٌ تمسُّ به ... بنتَ المحيطِ فتاةٌ مِنْ قرائِبِها؟
بنتَ الصباحِ ألا فجرٌ سيَهزمُ مِنْ ... مشارقِ الأرض ليلًا في مغارِبِها؟
###
سِيري على ذمَّة المولى مباركةً ... في رحلةٍ أمِنَتْ إدراكَ طالِبِها
سِيري على مدرج الرُّواد قافلةً ... شُهْبُ المجرة بعضٌ مِنْ نجائِبِها
مُرِّي على لبةِ الأيام كفَّ سنا ... تفري جيوبَ الليالي عن ترائِبِها
بُوركتِ مِنْ منتدىً رحبٍ ومأدبةٍ ... يُدْعى لها الجَفلى في دارِ آدِبِها
وحفلةٍ مِنْ وجوهِ الأدعياء صَفَتْ ... ومِنْ طُفيليِّ أقلامٍ وأشعَبِها
###
ومِشْعلًا للهُدى كُنْ أنتَ يا قلمًا ... يجلو الدروبَ مضيئًا في غياهِبِها
كُنْ مُمتعًا كُنْ أمينَ النقل مُنتقيًا ... كُنْ مُبدِعًا في متاهاتِ النُّهى نَبِها
وقُمْ على الرأسِ إجلالًا وتكرمةً ... للأحمديةِ واعكفْ في محارِبِها
أَمسِكْ بحبلِ هواها غيرَ مكترثٍ ... وألقِ حبلَ سواها فوقَ غارِبِها
وبحْ على صدرِها بالسرِّ منكَ وكُلْ ... مِنْ رزقِ ربِّك وامشِ في مناكِبِها
نبِّهْ بها كلَّ طفلٍ ضاعَ مِنْ يدهِ ... مفتاحُ بيتِ أبيه وهو ما أَبِها
خلِّصْ بها مِنْ سماديرِ الهوى أُممًا ... مغلوبةً تَتجارى خلفَ غالِبِها
اُكتبْ إليها على ما كانَ مِنْ جدلٍ ... في رأيِها واختلافٍ في مشارِبِها
مُسْتنجِزًا مِنْ أمانيها لواقعِها ... ومُسْتضِيئًا لآتيها بذاهِبِها
###
واذكرْ يَدَ الشيخِ "مكتومٍ" بما وَهبتْ ... فالأحمديةُ جزءٌ مِنْ مواهِبِها
فليحفظِ اللهُ "مكتومًا" و"إخوتَهُ" ... ممّا تُريه الليالي مِنْ نوائِبِها
وليهنأ الدارَ حَيّى اللهُ أُسرتَها ... ما قدَّمتهُ وحَيّى وجهَ صاحِبِها
تُجْبى لهم ثمراتُ العلمِ طازجةً ... فيَنتقونَ إلينا مِنْ أطايِبِها
فإن تكنْ خدمةُ الإسلامِ واجبةً ... فالدارُ -لا شكَّ- قد قامتْ بواجبِها
فما تُقاسُ على دارٍ وإنْ خَدَمَتْ ... ولا مكاتِبُها على مكاتِبِها
شتانَ ما بين دارٍ هيَ آهلةٌ ... مِنَ "الأنيسِ" ودارٍ لا أنيسَ بِها
***
-فائدة ثمينة من ابن التمين:
كتبَ إليَّ الشيخ محمد عبدالله ابن التمين من موريتانيا: "كنتُ الليلة (2/ 6/ 2024م) مع شيخ جليل هو بلا منازع خليلُ شنقيط على الأقل في هذا العصر، اسمه محمد الأمين بن أبّاهْ صاحب محظرة يدرس فيها كل متن خليل خلال السنة بطريقة المحظرة الموريتانية، مع ورعه ونسكه.
جرى الحديثُ في أباطحه حتى قال: قال الخليل بن أحمد: فهم سطرين خير من حفظ وقرين، ومذاكرة اثنين خير من هذين. فقلت: وما "هذين" هنا؟ قال: فهم سطرين وحفظ وقرين!
فحمدتُّ الله لما سبق من ذكري هذا في محادثة بيننا".
***
-السيد أحمد صقر:
حدثني الأخ الكريم د. بدوي عبدالصمد الطاهر قال: درّسنا الأستاذ السيد أحمد صقر مادة منهجية البحث في الدراسات العليا في جامعة ام القرى بمكة، وكان ضنينًا بالفائدة لا يقدمها إلا بشدة.
ومن وصاياه لنا: كلما رأيتم فائدة في أثناء المطالعة قيدوها في وريقة وارموها، وسيجتمع لكم من ذلك ما تنتفعون به.
وحضرتُ مناقشة رسالة كان مشرفًا عليها، وكان فيها أثرٌ استعصى على الطالب معناه، وكان الدكتور أحمد محمد نور سيف مناقشًا فبيَّنه له، ولم يُطل اغتنامًا للوقت وقال للطالب: لو تتبعتَ طرق الأثر لانكشف لك. فقال السيد أحمد: ما زال في نفسي من هذا شيء. وأظهر عدم رضاه عما سمع، عند ذلك أخرج د. أحمد محمد نور ورقة كان قد تتبع فيها الطرق والألفاظ وسردَها بالتفصيل، فما كان من السيد أحمد إلا أن قال: والله هذه المسألة أكبر من الطالبِ ومُشرفهِ.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع