رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (93)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
02/12/2023 القراءات: 708
منشور غير دقيق:
كتب بعضُ الفضلاء هذا المنشور:
"رُويَ عن العالم الجليل الشيخ الدكتور هاشم جميل العراقي أستاذ الفقه المقارن في الوطن العربي (حفظه الله) أنه أثناء فترة دراسته العليا في الأزهر الشريف، مرَّ بظروف مالية صعبة، وقرُب موعد الامتحانات، وطلب منه صاحب الشقة أن يخرج منها، فرجاه الشيخ أن يُمهله إلى حين أداء الامتحانات، فرفض المالك وأصرَّ على خروجه بعد أيام، وانقطعت عن الشيخ الحوالة المالية التي كانت ترده كل فترة من العراق.
يقول: فأصابني همٌّ عظيم وحزن أذهلني، وخرجتُ كالهائم على وجهي أسيرُ في دروب القاهرة حتى أذَّن المغرب، فدخلتُ إلى أحد المساجد القديمة لأصلي، وبعد أداء الصلاة قرأتُ هذه الأبيات مكتوبة على المحراب:
تَذَكَّر جَمِيْلِي مُذ خلقتُكَ نُطْفَةً ... وَلا تَنْسَ تَصْوِيرِي لشَخْصِكَ في الْحَشا
وَكُنْ وَاثِـقًا بِي في أُمُورِكَ كُلِّها ... سأَكْـفِيكَ مِنْهَا ما يُخافُ ويُخْـتَشَى
وَسَـلِّمْ لي الأمْرَ واعْـلَمْ بأنني ... أُصَرِّفُ أحْـكَامِـي وأَفْـعَلُ مَا أشا
يقول الشيخ هاشم : فتأثرتُ بالأبيات وانشرحَ صدري، وزال الهمُّ عن قلبي، ورجعتُ إلى الشقة وأنا مرتاح البال. وبعد دقائق دقَّ باب الشقة، فخرجتُ، فإذا بصاحب الشقة يقول لي: على راحتك؛ أكمل امتحاناتك ثم اخرج بعدها من الشقة!
فشكرتُه على ذلك. ثمَّ بعد ذلك بساعة تقريبًا اتصل بي أحدُهم يقول لي: لك حوالة مالية وردتنا قبل قليل من العراق.
يقول: فدهشتُ! وفي اليوم التالي قصدتُ المسجدَ الذي صليتُ فيه لأسأل مَن قائل الأبيات؟ فلم أجدها في المحراب! سألتُ الإمام والمؤذن والخادم عنها؛ كلهم قالوا لي: هل أنت مجنون؟ هذا المحراب منذ (ثلاثين) سنة لم يتغير ولا يوجد فيه هكذا أبيات! فسبحان مقلب القلوب والأبصار، ومحوِّل الأحوال".
هكذا كُتب ونُشر وشاع، والصواب في هذه الرواية ما يأتي:
"قال الشيخ الدكتور هاشم جميل حفظه الله: غادرت بغداد إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف، ولكن تأخر القبول قرابة العام بسبب معادلة الشهادات.
قال: فخرجتُ من السكن مرة، وأنا مهموم فسمعتُ قارئًا يقرأ قوله تعالى: (وتوكل على الحي الذي لا يموت)، ثم رأيتُ حافلة متجهة إلى مسجد السيدة نفيسة، وهناك صليت في المسجد ركعتين، وعندما نظرت إلى محراب المسجد رأيت قد نقش في زاوية منه هذان البيتان:
تذكَّرْ جميــلي مذ خلقتـُــك نطفــة ... ولا تنس تصويري ولطفي في الحشا
فسلِّــم إلـيَّ الأمر واعــــلم بأننـــي ... أدبــّر أحكامــي وأفعـــل ما أشـــــــا
قال: فحفظتهما، ثم عدت إلى البيت.
وقد يسَّر الله سبحانه تسوية الأمور، وأبلغنا باستئناف الدراسة في الأزهر. وبعد عشرة أعوام أنهيت دراستي في الأزهر، فذهبت للسلام على أستاذي العالم الأصولي الدكتور عبدالغني عبدالخالق رحمه الله، وكان يصلي في مسجد السيدة نفيسة، وكان أخوه إمام المسجد فالتقيته في المسجد.
ثم بحثت عن البيتين اللذين حفظتهما من قبل فلم أجدهما، فسألت عنهما الدكتور عبدالغني فقال: لا أعرف أي شيء مكتوب في المحراب! فلنتأكد من الإمام، فسألناه فقال: لقد توارثنا إمامة المسجد أبًا عن جد، ولم يكن في المحراب أي كتابة من شعر أو غيره!
***
الأنيس في العناوين:
من ذلك:
-نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس للعباس بن علي المكي (ت: 1180). المطبعة الوهبية في مصر (1293).
-الجليس الأنيس في تحريم الخندريس، تأليف محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت: 817) (مخطوط).
***
راع الخالق:
قال الإمام أبو الوفاء محمد بن محمد الأخسيكاثي (ت: 522):
ارحم أخيَّ عباد الله كلّهم … وانظر إليهم بعين اللطف والشفقهْ
وقّرْ كبيرهم وارحمْ صغيرهم … وراع في كلّ خلق وجهَ مَنْ خلقهْ
معجم الأدباء (6/ 2640).
***
نثر صار شعرًا:
كنتُ نشرتُ مقالًا بهذا العنوان، واليوم قرأتُ كلمة نشرها الشيخ ياسر نجار قال:
"سهو غريب جدًّا وقع في طبعة ألفية ابن معط. ضبطها وعلق عليها د عبداللطيف الخطيب ود سعد مصلوح، إذ زيد في أبياتها بيت برقم 691 وهو نثر، يبدو أنه قُصد أن يكون تعليقة، فأدخل سهوًا في المنظومة، وأعطي رقمًا! ونتج عن هذا الخلل الكبير خللٌ في عدة أبيات "الدرة الألفية" فهي في 1021 بيتًا مزدِوجًا، وليس 1022".
***
مراجع في التحقيق والبحث:
• تحقيق النصوص ونشرها لعبدالسلام هارون. صدرتْ طبعته الرابعة عن مكتبة الخانجي في القاهرة سنة (١٣97-١٩٧٧).
• أسس تحقيق التراث العربي ومناهجه، الذي وضعته لجنة رفيعة برئاسة الشيخ محمد بهجة الأثري في بغداد.
• ضبط النص والتعليق عليه للأستاذ بشار عواد معروف.
• اختيار النص: تقنين التفكير في التحقيق للأستاذين محمود مصري وفيصل الحفيان.
• دراسة المخطوطات الإسلامية بين اعتبارات المادة والبشر (أعمال المؤتمر الثاني لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي)، (١٤١٤-١٩٩٣).
• تحقيق مخطوطات علوم القرآن الكريم: الأصول والقواعد والمشكلات، وهو أعمال الدورة التدريبية العاشرة بمجال التحقيق، نظمها مركزُ دراسات المخطوطات الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بالتعاون مع دار الحديث الحسنية بالرباط عام (٢٠١٦).
• التحقيق النقدي للمخطوطات: التاريخ القواعد والمشكلات. (٢٠١٣).
• مدخل إلى تحقيق المخطوط العربي. مؤسسة الفرقان، ط١. (١٤٤٠-٢٠١٩).
• تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل للأستاذ عبدالله عسيلان. صدر عن النادي الأدبي بالمدينة المنورة سنة (١٤٢٦).
• قواعد تحقيق النصوص لإبراهيم بن عبدالعزيز اليحيى. صدرتْ طبعته الأولى عن دار المقتبس سنة (١٤٣٧-٢٠١٦).
• منهج البحث في الدراسات الإسلامية تأليفًا وتحقيقًا للأستاذ فاروق حمادة. صدرتْ طبعته الأولى عن دار القلم بدمشق سنة (١٤٢١-٢٠٠٠).
• أصول البحث وتحقيق المخطوطات في العلوم الإسلامية للأستاذ محيي هلال السرحان. ط١ (١٤٤٢-٢٠٢١).
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة