مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (122)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


09/01/2024 القراءات: 317  


لا بركة في الرديء:
(كنتُ أعجبُ من حرص ثلاثة من مشايخي الفضلاء على كلِّ ما هو جيدٌ ونفيسٌ من المأكل والمشرب وغيره، بالرغم من ضيق ذات اليد، وهم سادتي: عبدالمجيد القطان، وعبدالعزيز البوشي، ووصفي المسدي رحمهم الله جميعًا، ظنًّا لجهالاتي أنه بعيدٌ عن الزهد!
فوقعتُ على قصة للتابعي الجليل أبي قلابة:
"وقالَ أَيُّوبُ: رآني أَبُو قِلابةَ وقد اشْتَرَيتُ تَمْرًا رديئًا، فقال: أما علمتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَزَعَ مِنْ كُلِّ رَدِيءٍ بَرَكَتَهُ!"، ففهمتُ شيئًا مِنْ سرِّ صنيعهم رضي الله عنهم. وقد قيل قديمًا: لا تعترض فتنطرد!
د. عباس زغنون).
قلت: وكان الوالد هكذا، وقال عنه الشيخ نعسان الفرواتي: الأنيس يتنعم في بيته تنعم الملوك.
***
ختام "مقدمة بين يدي دراسة السيرة":
قلت هناك: "وأختمُ بهذه الغُرر:
يقول أحدُ الشعراء:
جاشت النفسُ بالهمومِ ولكنْ سكنتْ عندما نزلنا المَدينهْ
كيف لا تسكنُ النفوسُ ارتياحًا عند مَنْ أُنزلتْ عليه السَّكينهْ؟!(1)
وبعد: فهذه كلماتٌ بين يدي دراسة السِّيرة النبوية، والموضوعُ جديرٌ بالإطالة والتفصيل، والدراسة والتحرير، والسِّيرةُ النبويةُ مِنْ خير ما يهتمُّ به المسلمُ ويقبلُ عليه ويتوسعُ فيه، ففيها زادٌ إيمانيٌّ كبيرٌ، يعينه في شؤون حياته وشجونها، والله الموفقُ، وهو المستعان لا رب سواه".
______________
(1) مِنْ "أطلس السِّيرة النبوية" (ص: 5) ولم يُذكر القائل.
***
هدية كريمة:
أرسل إلي الأخ الكريم الشيخ الدكتور عمار الخالدي، من بغداد -مشكورًا مأجورًا- الكتب الآتية:
• مباحث في علم القراءات، الجزء الأول، تأليف: لجنة القراءات القرآنية.
• مباحث في علم القراءات، الجزء الثاني، تأليف: لجنة القراءات القرآنية.
• مباحث في علم القراءات، الجزء الثالث، تأليف: لجنة القراءات القرآنية.
• علوم القرآن الكريم: المختار من آداب حملة القرآن، إعداد وتنقيح: لجنة القراءات القرآنية.
• علوم القرآن الكريم: المختار من أحكام حملة القرآن الفقهية، إعداد وتنقيح: لجنة القراءات القرآنية.
• القراءات القرآنية برواية شعبة عن عاصم، إعداد: لجنة القراءات القرآنية.
• القراءات القرآنية برواية قالون عن نافع، إعداد: لجنة القراءات القرآنية.
• القراءات القرآنية: رواية ورش عن نافع، إعداد: لجنة القراءات القرآنية.
• القراءات القرآنية: قراءة الإمام ابن كثير، إعداد وتنقيح: لجنة القرآن الكريم وعلومه.
• الأحاديث الأربعين في فضل الرحمة والراحمين، تخريج الإمام ابن طولون الصالحي الدمشقي. تهذيب: د. عمار الخالدي. دار شمس الأندلس، بغداد، ط1 (1443-2022).
• سهام الإصابة في الدعوات المجابة للإمام جلال الدين السيوطي. تهذيب: د. عمار الخالدي، صدر عن مدرسة الحديث العراقية، ط1 (1445-2023م).
***
ابتسم:
يقول الشاعر اللبناني المهجري إيليا أبو ماضي (1306 - 1377 هـ = 1889 - 1957 م) -كما في "ديوانه" ط دار صادر (ص: 381-382)-:
قالَ: السماءُ كئيبةٌ! وتجهَّما … قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهُّمُ في السما!
قالَ: الصِّبا ولَّى! فقلتُ لهُ: ابتسمْ … لن يُرجعَ الأسفُ الصبِّا المتصرِّما
قالً: التي كانتْ سمائي في الهوى … صارتْ لنفسي في الغرامِ جهنَّما
خانتْ عهودي بعدما ملَّكتُها … قلبي، فكيف أُطيقُ أن أتبسَّما!
قلتُ: ابتسمْ واطربْ فلوْ قارنْتَها … قضَّيْتَ عمركَ كلَّه متألمَّا!
قالَ: التِّجارةُ في صراعٍ هائلٍ … مثلُ المسافرِ كاد يقتلهُ الظَّما
أو غادةٍ مسْلولةٍ محتاجةٍ … لدمٍ، وتنفُثُ كلمَّا لهثتْ دَمَا!
قلتُ: ابتسمْ، ما أنت جالبَ دائها … وشِفائها، فإذا ابتسمت فربَّما
أيكونُ غيرُك مجرمًا، وتبيتُ في … وجلٍ كأنك أنت صرت المُجْرما؟
قال: العِدى حولي علتْ صيحاتُهُمْ … أَأُسَرُّ والأعداءُ حولي في الحِمَى؟
قلتُ: ابتسمْ لم يطلبوك بذمِّهمْ … لو لم تَكُنْ منهمْ أجلَّ وأعظما!
قال: المواسمُ قد بدتْ أعلامُها … وتعرَّضتْ لي في الملابسِ والدُّمى
وعليَّ للأحبابِ فرضٌ لازمٌ … لكنّ كفِّي ليسَ تملكُ درهما
قلتُ: ابتسمْ يكفيك أنَّك لم تزلْ … حيًّا، ولستَ من الأحبَّةِ مُعدما!
قال الليالي: جرَّعتني علقما ... قلتُ: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعلَّ غيرَك إنْ رآك مرنِّما ... طرح الكآبة جانبًا وترنما
أتُراك تغنمُ بالتبرُّمِ درهمًا … أم أنت تخسرُ بالبشاشةِ مغنما؟
يا صاحِ لا خطرٌ على شفتيك أنْ … تتثلَّما، والوجهِ أنْ يتحطَّما
فاضحكْ فإنَّ الشّهْبَ تضحكُ والدّجى … متلاطِمٌ، ولذا نحبُّ الأنجُما!
قال: البشاشةُ ليس تُسعِدُ كائنًا … يأتي إلى الدنيا ويذهبُ مُرْغَما
قلت: ابتسمْ مادام بينك والردَّى … شبرٌ، فإنَّك بعدُ لنْ تتبسَّما
***
الإسلام نظيف:
جاء في «فيض القدير» (3/ 180):
«(الإسلام نظيف) أي نقي من الوسخ والدنس (فتنظفوا، فإنه ‌لا ‌يدخل ‌الجنة إلا نظيف) يحتمل النظافة الحسية، ويحتمل المعنوية، أي لا يدخلها إلا المطهر من دنس العيوب ووسخ الآثام، ومَن كان ملطخًا بذلك لا يدخلها حتى يطهر بالنيران، أو يدركه عفو الرحمن.
وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم وأكابر صحبه من الحرص على النظافة الحسية والمعنوية ما لا يُوصف.
وكان عمر إذا قدم مكة يطوف سككها فيقول: قموا فناءكم، فمرَّ بدار أبي سفيان فأمره، فقال: نعم حتى يجيء مهاتنا [كذا والصواب: مهاننا، المهان جمع ماهن وهو الخادم (اللسان)] الآن، فطاف فلم يره فعل، فأعاد وأعاد ثلاثًا فوضع الدرة بين أذنيه ضربًا، فقالت هند: لرُبَّ يوم لو ضربتَهُ لاقشعرَّ بطن مكة.
(طس) من حديث نعيم بن موزع عن هشام عن أبيه (عن عائشة) رضي الله عنها، قال الهيثمي: فيه نعيم بن موزع وهو ضعيف، قال ابن الجوزي: تفرد به نعيم، قال ابن عدي: وهو ضعيف يسرق الحديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال اهـ. ومِن ثَم ضعفه السخاوي وغيره».
وهذا الخبر عن عمر في مصادر منها: "منتقى من أخبار الأصمعي" للربعي (ص: 151). وفيه تتمة.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع