مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


هل أنت بسيط؟

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


20/07/2023 القراءات: 501  


هل أنت بسيط؟

البَسْطُ ضد القبض
وعليه
الانبساط ضد الانقباض

فإذا سُرَّ المرءُ (انبسط) وجهه فهو (منبسط)

وكذلك إذا سرَّه شيء فلك أن تقول:
بسطَ الخبرُ الرجلَ
فالخبر: باسطٌ
والرجل: بسيط أي: مبسوط

أما المرأة فلها الوصف نفسه بلا تاء تأنيث، أي تقول:
بسطَ الخبرُ المرأةَ فهي بسيطٌ (أي: مبسوطة)

لأن الوصف على وزن (فعيل) يصح للذكر والأنثى، كقول الله تعالى
(إن رحمت الله قريب من المحسنين)
وقوله:
(وما هي من الظالمين ببعيد)
ويصح للمفرد والمثنى والجمع، كقوله تعالى:
(وما قوم لوط منكم ببعيد)

وهذا جارٍ على ألسنة العامة وهو صحيح

وقد ورد في الأثر:
(وإِنه ليَبْسُطُني ما بسَطَك ويَقْبِضُني ما قبَضَك)
أَي:
يَسُرُّني ما سَرَّك ويسُوءُني ما ساءك.

وفي حديث فاطمة، رِضْوانُ اللّه عليها:
(يبسُطُني ما يبسُطُها)
أَي: يسُرُّني ما يسُرُّها

ويقال هذا أيضًا في من ينطلق لسانه:
رجل بَسِيطٌ: مُنْبَسِطٌ بلسانه

بسُط الرجلُ بساطةً: انطلق لسانه

وتقول ناصحًا:
ابسُط وجهك
أو:
ليكن وجهك بِسْطًا أو بُسْطًا
(بكسر الباء أو ضمها)

أي:
لا تعبِس وتقبض أساريرك وتقطّب جبينك

والانبساط هو الانطلاق وترك الاحتشام = ترك الحياء والانقباض عن الناس

س: ذكرتَ أن (البسيط) هو (المبسوط) فهل سمّى العرب (المسرور) (المبسوط) كما يحدث في زمننا هذا ليصح لنا قول ذلك؟

ج: الصفة على وزن (فعيل) هنا بمعنى (مفعول) مثل (قتيل ومقتول)، وكذلك جاء الفعل (بسطني) و(يبسطني) فاشتقاق اسم الفاعل (باسط) واسم المفعول (مبسوط) من هذا قياسي لا بأس فيه.
فقولك (المبسوط) صحيح قياسًا، لكن الأفصح أن تقول كما قال العرب (بسيط) أو تُكثر منه إذا راوحت بين اللفظين، لأن في هذا إحياءًا للمعنى الصحيح لكلمة (بسيط) الذي أُميتَ باستعمال خاطئ.


هل أنت بسيط؟


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع