مدونة دكتور/ معتز احمد رفاعي زارع


آلية الصنعة العلمية عند الأئمة

دكتور/ معتز احمد رفاعي زارع | Moataz Ahmed Rfaye Zarea


06/02/2024 القراءات: 94  


[آلية الصنعة العلمية عند الأئمة]
هناك الكثير والكثير من الألقاب العلمية والنياشين والأوسمة المرسومة على أغلفة بعض كتب المتأخرين في غير محلها تمامًا، ولقد لقت التواتر المعرفي عبر أغلفة الكتب عن طريق بوابة التقليد في الرسم لا عن طريق بوابة النقد العلمي المعتبر؛ لذا أقول وبكل ثقة إثبات الصنعات العلمية للأئمة من أهم الطرق الموصولة إلى الوقوف على حقائق الصنعة العلمية للأئمة وبالأخص عند السادة المتأخرين.
ولسائل أن يسأل:
س: ما الفائدة من طرق مثل هذه الأبحاث ؟
الجواب: ليست فائدة واحدة؛ بل هي مجموعة من الفوائد أذكر واحدة منها فقط هنا للتنبيه؛ ألا وهي:
✍️ احفظها عني: [الاعتبار العلمي لا يتأتى إلا من الصنعة العلمية]؛ بمعنى: أن قول الإمام في مسألة خاصة بفن -ما- أو علم -ما- لا اعتبار له في المسألة إلا إذا ثبتت صنعته في هذا العلم الذي تنتمي إليه المسألة.
مثال تطبيقي: أنت -كمتخصص- أمامك مسألة وتريد أن تزيل النزاع فيها -مثلًا- أو ترجح أو تثبت الاتفاق أو الجمهرة أو الإجماع أو أو أو، فأعملت الإحصاء العلمي في الأئمة الذين قالوا بكذا؛ فالإحصاء هذا لا يصح إن لم يكن واحته خالصة بأهل الصنعة فقط؛ بمعنى آخر أن هذا القول غير معتبر إن لم يكن صاحبه من أهل الصنعة هذه واحدة.
الثانية:- انتبه لها جيدًا وتكمن في: جعل الإمام من أهل الصنعة لا يتأتى من قول (الأقران) أو قول (التلامذة) أو قول (الأشياخ) فيه، ولا من كثرة تصانيفه في الفنون عامة أو الفن خاصة؛ بل كل هذا يعد شذرات ذهبية مساعدة فقط أما الأساس فيكمن في إثبات الصنعة العلمية له ولو كتب تصنيفًا واحدًا ولو لم يقل عنه أحدٌ قط ...
✍️ من هنا أقول: إياك أيها المتخصص المتين أن تغتر بالألقاب المنفوشة والمرسومة على أغلفة الكتب عند المتأخرين والتي تناقلت إلى المعاصرين ايضًا -كقولهم المحدث والمفسر والفقيه والسيري والمؤرخ ...الخ- إلا بعد إثباتها عن طريق دراسة علمية مُحكمة تنافست فيها القرائن والبراهين الساطعة على ذلك، أما التلقين والترديد والبغبغائية المتواترة عبر العصور المتأخرة فهذا لا يعرفه البحث العلمي المحكم والرصين.
-------------------------------
حاشية: لا يعي هذا الكلام إلا أهل المناهج الذين اختلطت أنفاسهم بأنفاس الأئمة ومصنفاتهم وغرقوا في مناهجهم ومواردهم وإثبات صنعاتهم، فإن تعجبت لهذا الكلام فضع لسانك في فيك فهو يكفيك، ثم تعلم فهذا العلم لا يتأتي من وراء الشاشات، ولا بالتسطيح، ولا بالسعي وراء الأشياخ الذين لا يعرفون اليمين من الشمال في هذا أصلًا، وحتى أزيل عنك عقدة (الدال) أقول أيضًا لا يعرف هذا الكلام السواد الأعظم من أساتذة الجامعات فسوادهم من أهل الاختصاص السطحي؛ بل تصل لهذه الدرر بضياع النظر وفناء العمر والوقت في التدقيق والتحقيق في كتب الجهابذة ومعاشرة الأئمة معاشرة تامة حتى يخاطبك الإمام في حلمك وفي يقظتك من ولعك به وكثرة مصافحة عينك لخطه ورسمه وكلمه واستنباط مغازيه ...
وما دون ذلك ثقافة أسميها ثقافة المتخصصين وهذا بلاء عظيم في الساحة العلمية نبت منذ عهد متأخري المتأخرين حيث القرن التاسع والعاشر الهجري الى المعاصرين الآن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وهو الفتاح العليم.
#د_معـتز_السِّـيري_المنـهاجي


الصنعة العلمية - الأئمة المتقدمين والمتأخرين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع