مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (41)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


21/03/2024 القراءات: 469  


التوبة
المسلم في هذه الحياة معرض للوقوع في المخالفات، وارتكاب الذنوب والسيئات وكثرة الهفوات وهذا أمر لا يكاد يخلو منه أحد، ولذلك شرع الاستغفار والتوبة من الذنوب، قال عليه الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم" رواه مسلم
لكن المسلم إذا ذكّر تذكّر، وإذا وعظ اتعظ، ولم يصر على ذنوبه ومعاصيه، لاسيما وهو يسمع آيات الله تتلى عليه في صلواته، وتكثر قراءة القرآن في هذا الشهر العظيم، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هذه الآيات التي فيها الوعد والوعيد، فيرق فؤاده، ويعود إلى صوابه، وهو يسمع ما أعده الله تعالى للعصاة والمجرمين، والطغاة والمتكبرين من عظيم العذاب، وأليم العقاب، {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [سورة الحج، الآيات (19-22) ] .
فيرغم نفسه على الإقلاع عن الذنوب، ويعزم على التوبة، ويندم على ما بدر منه من خلل وتقصير، ويتردد على مسامعه النداء الإلهي له، ويسمعه من الإمام وهو يقرأ الآية في صلاة التراويح، فيزداد عزما وتصميما، على التوبة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [سورة التحريم، الآية (8) ] .
روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس مغربها"، رواه مسلم.
فالله تعالى لطيف بعباده، عفو غفور، إذا رأى إقبال عبده عليه، قبل منه وتجاوز عنه، قال صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك، إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح" رواه مسلم.
فتب إلى الله تعالى أيها المقصر والمفرط في جنب الله، فأنت في شهر رمضان، شهر التوبة والغفران، عسى أن تفوز برضا الرحمن، وتسعد سعادة أبدية في نعيم الجنان.


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (41)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع