رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (162)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
04/03/2024 القراءات: 528
-السيوطي والحنفية:
• للجلال:
-عمدة المتعقّب في الرد على المتعصّب. في واقعة وقعتْ مع شمس الدين الأمشاطي قاضي الحنفية. ذكرَه لنفسه في كتابه "التحدث بنعمة الله" (ص: 147). ثم لم يعد لذكره في رسالته "فهرست مؤلفاتي" التي ضمَّتْ مؤلفاته المرتضاة.
-التعليقة المنيفة على مسند أبي حنيفة. وهي على رواية ابن خسرو البلخي، ولم يتكلم إلا على (12) حديثًا، من أصل (1270)، فهو مِن كتبه غير الكاملة، وقد صرح الداودي بهذا في "ترجمته" (ص: 108). وليته كمل.
-تبييض الصحيفة بمناقب الإمام أبي حنيفة. ولي عنه مقال مفرد.
وهذان ذكرهما في "فهرست مؤلفاتي".
-الجواب المصيب عن اعتراض الخطيب.
-والسهم المصيب في نحر الخطيب.
وليس المقصود الخطيب البغدادي، إنما هو رجل في عصره.
• وكان لعلماء حنفيين أثرٌ كبيرٌ في تكوينه، فمن شيوخه الذين أخذ عنهم:
-الشيخ محمد بن موسى السيرامي الحنفي. قرأ عليه صحيح مسلم، والكثير من "المغني في أصول فقه الحنفية"، و"شرح العقائد" للشيخ سعد الدين. ثم خرج أحاديث هذا الكتاب الأخير.
-الشيخ محمد بن سعد المرزباني الحنفي.
-الشيخ سيف الدين محمد بن محمد الحنفي محقق الديار المصرية.
-الشيخ أحمد بن محمد الشُّمُنِّي الحنفي.
-الشيخ محمد بن سليمان الكافِـيَجي الحنفي.
وغيرهم.
وقد قال في ترجمة الأخير: "شيخنا العلامة أستاذ الأستاذين محيي الدين أبو عبدالله الكافيجي الحنفي ... كان الشيخ إمامًا كبيرًا في المعقولات كلها: الكلام، وأصول اللغة، والنحو والتصريف والإعراب، والمعاني والبيان، والجدل والمنطق والفلسفة، والهيئة؛ بحيث لا يشق أحد غباره في شيء من هذه العلوم، وله اليد الحسنة في الفقه والتفسير والنظر في علوم الحديث، وألف فيه.
وأما تصانيفه في العلوم العقلية فلا تحصى، بحيث إني سألتُه أن يسمي لي جميعها لأكتبها في ترجمته، فقال: لا أقدر على ذلك. قال: ولي مؤلفات كثيرة أنسيتُها فلا أعرف الآن أسماءها. وأكثر تآليف الشيخ مختصرات ... لزمتُه أربع عشرة سنة، فما جئتُه من مرة إلا وسمعتُ منه من التحقيقات والعجائب ما لم أسمعه قبل ذلك، قال لي يوما: أعربْ: "زيد قائم" فقلتُ: قد صرنا في مقام الصغار ونُسأل عن هذا! فقال لي: في "زيد قائم" مئة وثلاثة عشر بحثًا، فقلتُ: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها، فأخرج لي "تذكرته" فكتبتُها منها. وما كنتُ أعدُّ الشيخ إلا والدًا بعد والدي، لكثرة ما له عليَّ من الشفقة والإفادة، وكان يذكر أن بينه وبين والدي صداقة تامة، وأن والدي كان منصفًا له، بخلاف أكثر أهل مصر» .
وللشيخ فضلٌ عليه في الوظائف كذلك.
-ومن اختياراته التي تتعلق بالحنفية ما يلي:
قال تلميذه الداودي في "ترجمته" (ص: 199): "مسألة: هل العبرةُ في الاقتداءِ بنية الإمامِ أو بنية المأمومِ؟ وجهان:
أصحُّهما عند الشيخينِ أنَّ العِبرةَ بنية المأمومِ، فلو صلى خلفَ حنفيٍّ مسَّ فرجَهُ لم تصح صلاتُهُ خلفَه، ولو صلى خلفَ حنفيٍّ افتصد صحَّتْ صلاتهُ خلفَهُ.
والوجه الثاني: أنَّ العِبرة بنيةِ الإمامِ، فلو صلى الشافعيُّ خلفَ حنفيٍّ مسَّ فرجَهُ صحتْ صلاتهُ أو خلفَ حنفيٍّ افتصدَ لم تصح. واختار صاحبُ الترجمةِ [السيوطي] هذا الوجهَ، وأنَّ كل مَنْ صلى صلاةً صحيحةً في معتقدهِ صحَّت الصلاةُ خلفَهُ.
واختار هذا أيضاً الحافظُ ابن حجر، واستدلَّ له بأنَّ الصحابةَ -رضي الله عنهم- كانوا مختلفي الاجتهاد في الفروعِ، وكان بعضُهم يصلِّي خلفَ بعضٍ من غيرِ نكيرٍ".
-ومن اختياراته وليستْ من المذهبِ كما قال الداودي في "ترجمته" (ص: 201):
"اختار أنَّ الحائضَ إذا انقطعَ حيضُها لا يتوقفُ حلُّ وطئها على الغسلِ. وهذا لم يقُلْ به أحدٌ من أهلِ المذهبِ، وقد بسطَ الاستدلالَ عليه في حواشي الروضة".
وهو مذهب الحنفية على تفصيل.
***
-سهمان:
وُجه إلى الخطيب البغدادي سهمان هما:
-السهم المصيب في الرد على الخطيب، وذلك فيما شنع به على أبي حنيفة للملك المعظم شرف الدين أبي العزائم عيسى بن أبي بكر بن أيوب.
-السهم المصيب في كبد الخطيب للجمال عبدالرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي، وذلك فيما شنع به على أحمد بن حنبل.
وهما مرويان، وممن رواهما الروداني في «صلة الخلف بموصول السلف» (ص: 268).
***
-الهادوية والحنفية:
أخبرني الأخ الكريم الفاضل البحاثة الشيخ الدكتور بلال البحر مكاتبة قال:
"سمعتُ شيخنا القاضي محمد بن اسماعيل العمراني في صنعاء يقول: إن موافقة مذهب الهادوية الزيدية للحنفية أكثر من موافقة الحنابلة لهم. وذكرَ من أسبابه أن الإمام الهادي لما حضرته الوفاة أمر أصحابه أن يقلدوا أبا حنيفة في الفروع التي لا يجدون له قولًا فيها ولا يتمكنون من تخريج حكمها على أصوله.
وسمعتُ أن بالجامعة المعروفة الآن بالجامعة العراقية رسالة لبعض الطلبة اليمانيين في المسائل التي اتفق عليها الهادوية والحنفية".
***
-فتوى ابن حجر في أبي حنيفة:
سُئل الحافظ ابن حجر عما ذكره النسائي في "الضعفاء والمتروكين" عن أبي حنيفة رضي الله عنه من أنه ليس يقوى في الحديث، وهو كثير الغلط والخطأ على قلة روايته، هل هو صحيح، وهل وافقه على هذا أحد من أئمة المحدثين أم لا؟
فأجاب: "النسائي من أئمة الحديث، والذي قاله إنما هو بحسب ما ظهر له وأداه إليه اجتهاده، وليس كل أحد يؤخذ بجميع قوله. وقد وافق النسائي على مطلق القول في الإمام جماعة من المحدثين، واستوعب الخطيب في ترجمته من "تاريخه" أقاويلهم، وفيها ما يقبل وما يرد.
وقد اعتذر عن الإمام بأنه كان يرى أنه لا يحدث إلا بما حفظه منذ سمعه إلى أن أداه، فلهذا قلت الزواية عنه، وصارت روايته قليلة بالنسبة لذلك، وإلا فهو في نفس الأمر كثير الرواية.
وفي الجملة، ترك الخوض في مثل هذا أولى، فإن الإمام وأمثاله ممن قفزوا القنطرة، فما صار يؤثر في أحد منهم قول أحد، بل هم في الدرجة التي رفعهم الله تعالى إليها من كونهم متبوعين مقتدى بهم، فليعتمد هذا، والله ولي التوفيق".
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة