مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (91)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


18/11/2023 القراءات: 751  


لم يبل:
حدثنا الشيخ الدكتور أحمد الحداد قال: حدثني حسام ابن الشيخ علي محمد عثمان الضبع أنهم فتحوا مكان دفنه بعد أربع سنوات؛ لدفن زوجته، فوجدوه كما هو لم يتغير منه شيء.
قال: وكان رجلًا عابدًا ذاكرًا. وأضاف الدكتور محمد القرشي أنه كان من مجابي الدعوة.
وقد عمل الشيخُ الضبعُ في دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدُبي، وشارك في تأليف كتاب: "مختصر في فقه العبادات على مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي" مع القاضي أحمدنا ولد محمد، والشيخ مليجي علي غانم، رحمهم الله تعالى. وقد طبع مرارًا.
وثَمَّ تعريفٌ به في أول كتاب "الفتاوى الشرعية" الصادر عن دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري (1/ 55)، وفيه أنه عمل في الدائرة مِن سنة (1989) إلى سنة (2002) حيث استقال لمرضه وكبر سنه، وأنه تُوفي سنة (2004).
***
الكناش:
كتبتُ في الحلقة (71) من رؤوس أقلام: "المبادرة بالتدوين"، وفيها: "وأنا أقول دائمًا: ما كتبناه ربحناه، وما سوَّفناه فقدناه".
فقال الشيخ أبو شعبة محمد بن أحمد زغير (من مراكش) معلقًا: "جميل، بارك الله فيكم شيخنا، فما كُتب وُجد، وما تُرك فُقد، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قيدوا العلم بالكتاب)، ومما سمعتُ من الشيخ الدكتور عبدالباري الأنصار عن أبيه الشيخ حماد رحمه الله أنه كان يقول:
لابد للطالب مِن كناشِ ... يكتبُ فيه راكبًا وماشي".
***
أسبوع الإمام الطبري:
تعقد دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ندوة دينية بعنوان «أسبوع الإمام ابن جرير الطبري» يوم الاثنين 20 نوفمبر الجاري، ضمن الأسبوع الثقافي السنوي، وذلك في مقر الدائرة بمنطقة الممزر.
وقال محمد ميحد السويدي مدير إدارة التثقيف والتوجيه الديني: إن «الأسبوع الثقافي السنوي» يتناول أحد أعلام الدين في مختلف الاختصاصات، ويتم تعريف الحضور بأهم المعلومات التي تتعلق بهذه الشخصية من خلال التطرق لسيرته العلمية ومؤلفاته وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، بهدف بيان فضل العلم وأهله من أئمة الإسلام الذين شيدوا صرح الحضارة الإسلامية بإسهاماتهم العلمية الرائدة. وعرض نماذج من هذه الإسهامات في شتى أبواب العلم والمعرفة. وأضاف أنه سيتم التطرق إلى (التكوين العلمي للإمام ابن جرير)، و(منهجه في التفسير)، و(جهوده في القراءات القرآنية)، مع المداخلات والأسئلة من أهل العلم والمختصين.
قلتُ: وكنا عقدنا مجلسًا لـ "تفسير" الطبري، ومجلسًا لكتابه "تهذيب الآثار"، والحمد لله.
***
ما كان قلبي حاضرًا!
قال السراج في «مصارع العشاق» (1/ 90):
"أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أنشدني قاضي القضاة أبو عبدالله الحسين بن علي بن جعفر بن ماكولا لأبي بكر ‌الخوارزمي الطبري -من طبرية الشام- من تشبيب قصيدة في الصاحب أبي القاسم عباد:
يَفُلُّ غدًا جيشُ النَّوى عسكرَ اللِّقا … فرَأيكَ في سَحّ الدموعِ مُوفَّقا
ولمّا رأيْتُ الإلفَ يَعْزِمُ للنّوى … عزَمتُ على الأجفانِ أن تَتَرقرقا
وخُذ حجّتي في ترْكِ جِسميَ سالمًا … وقلبي، ومِن حقَّيِهما أن يُخَرَّقا
يدي ضَعُفَتْ عن أن تُخَرّقَ جيبَها … وما كان قلبي حاضرًا فيَمُزَقا".
***
خبر في غير موضعه:
قال الزَّبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (10 /355)، (شرح بيان حال القبر)، وقد ذَكر الحسن المثنى بن الحسن السبط:"وكان عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه، فلما قُتل عبدالرحمن توارى الحسنُ حتى مات". وكانت وفاة الحسن في زمن الوليد بن عبدالملك، وعمره خمس وثلاثون سنة. وكنت كتبتُ عن ابن الأشعث ولم أر هذا الخبر عنه!
***
الفتوى الجماعية:
قال الحافظُ الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 471): " حدثنا علي بن الحسن [أو: حفص] العسقلاني قال: حدَّثنا أبو عبدالرحمن عبدالله بن المبارك قال: كان فقهاءُ أهل المدينة الذين كانوا يصدرون عن رأيهم سبعة:
سعيد بن المسيب. وسليمان بن يسار. وسالم بن عبدالله. والقاسم بن محمد. وعروة بن الزبير. وعُبيد الله بن عُتبة. وخارجة بن زيد بن ثابت.
وكانوا إذا جاءتهم المسألة دخلوا جميعًا فنظروا فيها، ولا يقضي القاضي حتى ترفع إليهم، فينظرون فيها فيصدرون".
***
تخميس أبيات معين الدين محمد بن محمود الغزنوي النيسابوري:
خمّس الأخ الكريم الشيخ الفاضل الدكتور ربيع كوكة -وفقه الله- أبيات معين الدين النيسابوري السابقة فقال:
إذا أسيرُ إلى الخيراتِ تُتْبِعني ... دنياي في الفتنِ الصماءِ تُقبِعني
وما مُقامي إذا بالشّرِّ تُطبِعني ... (لكسرةٌ مِن جشيب الخبز تُشبعني
وشربةٌ مِن قراح الماء ترويني)
أطاولُ الحسن في الأعمال تبتُرُني ... وأجهد النفس في سعيي فتفتُرُني
ولستُ أشغل بالي وهي تقتُرُني ... (وخرقةٌ مِن جريش الثوب تسترُني
حيًّا وإنْ متُّ تكفيني لتكفيني)
لا آلُ في العمر وقتًا فيه مجتهدا ... إلا إليه جعلتُ الهمَّ منتهدا
ولا أبالي أكان الدرب ممتهدا ... (ولا أُردَّدُ في الأبواب مضطَهدا
كما يُردَّدُ ثورٌ في الفدادينِ)
لأسعينَّ إلى مرضاتِ بارئها ... وأقطعنَّ وصالًا من حبائلها
وأصرف العمْر في دفعٍ غوائلها ... (لأجعلنَّ ولاياتٍ فُتِنتُ بها
فداءَ عرضيَ والدنيا فدا دِيني)
***
الرَّي لا الرِّي:
قال الأخ الكريم الشيخ بلال البحر: سمعتُ الشيخ الواعظ المحبَّب إلى قلوب الناس، فتحي الصافي الدمشقي رحمه الله، يذكر في موعظته أننا لم نأتِ للدنيا لأجل الطعام والشراب والنوم، بل للعبادة والتزود من الخير.
ثم استطرد فذكر الإمام محمد بن الحسن الشيباني وذكر فضله وأنه على فضله مات بــ (الرِّي) كذا قاله بالكسر، وأنه بكى وهو يُحتضر فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: إذا سألني ربي: ما الذي أقدمك عليَّ؟ ماذا أقول بالرِّي!
والظاهر أنه تصحَّف عليه فظن أنه الشرب، وإنما المقصود الرَّي بالفتح البلد المعروف، والنسبة إليه الرازي، فإن محمد بن الحسن رحمه الله قدمه مع الرشيد فمات به.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع