مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ﴾
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
26/01/2024 القراءات: 467
﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ﴾ [النساء: 128]
كلمة «بعلها» هنا معناها زوجها؛ ولكن لماذا قال: بعلها ولم يقل: زوجها؟
كلمة زوج تعني الاندماج والاختلاط والحب والإغراء والإثارة، وأصل كلمة زوج من الفعل زاج الذي يعني اختلط واندمج وأغرى.
والآية كما هو ملاحظ في السياق تتحدَّث عن النشوز والإعراض والمشاكل، تتحدَّث عن عدمية التوافُق والانسجام وانعدام الاختلاط والتراضي بالحُبِّ والتفاهُم؛ ولهذا تم الإعراض عن لفظ «زوجها» ليحل محله لفظ «بعلها» المناسب لسياق هذه الآية.
وكلمة بعل في اللغة تستخدم للنبات الذي يستغني عن ماء المطر والاكتفاء برطوبة الأرض والندى.
والبعل الناشز المعرضة عن رغبات الزوج تُشْبِه إلى حَدٍّ كبير النبتة التي استغنت عن مطر السماء، واكتفت بالرطوبة الطبيعية؛ ولذلك فقد جُعِل التبعُّل وسيلةً لجَذْب الزوج إلى زوجته المتبعِّلة، فهو وسيلةٌ لاكتمال سِرِّ الزوجية بإظهار الحُسْن والجمال والحُبِّ، قال الله تعالى: ﴿ قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ [هود: 72]؛ لأنها لم تعد قادرةً هي وزوجها على الإيفاء التام بمتطلبات الزواج والفِراش، استعيض بكلمة «بَعْلي» التي تُناسِب الحال والمآل.
والله أعلم.
﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ﴾
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع