مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(18)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


30/03/2023 القراءات: 218  


ويسن أن يكون فطره على رطب ، فإن عدم فتمر ، فإن عدم فماء ، لما ورد عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله  يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء ، وعن سلمان بن عامر الضبي قال : قال رسول الله  : « إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور » .
والفطر قبل صلاة المغرب أفضل ، لحديث أنس - رضي الله عنه - قال : ( ما رأيت رسول الله  يصلي حتى يفطر ، ولو شربة ماء ) .

ويستحب قول الصائم عند فطره :
اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت سبحانك وبحمدك اللهم تقبل مني إنك أنت السميع العليم . لما ورد عن معاذ بن زهرة : أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال : « ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله » ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « للصائم عند فطره دعوة لا ترد » . ولحديثي ابن
عباس وأنس - رضي الله عنهما - قالا : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : « اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا ، اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم » .
وعن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال : أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ ، فقال : « أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة » .
وعلى الإنسان أن يجتهد أن يكون فطره على حلال وأن يحذر أن يكون على حرام ، فإن أكل الحرام من جملة موانع قبول الدعاء ، فقد ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ﴾ ، وقال : ﴿ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ﴾ ، - ثم ذكر الرجل يطيل السفر - أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ويقول : يا رب يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له » .
وفي الحديث : « ألا إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع ألا يأكل إلا طيبا فليفعل » . الحديث .
ومن آداب الدعاء أن يكون من صميم القلب فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أنه لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه وأن يكون دعائه في السراء والضراء » .
فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء وأن يكون بالتضرع بالرغبة والرهبة » . قال الله تعالى : ﴿ ادعوا ربكم تضرعا وخفية ﴾ ، وقال : ﴿ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ﴾ ، وقال في حق يونس عليه السلام : ﴿ فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾ وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله والصلاة على نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
روى الترمذي وغيره عن فضالة بن عبيد قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا إذ دخل رجل فصلى فقال : اللهم اغفر لي وارحمني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عجلت أيها المصلي إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل علي ثم ادعه » . قال ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « أيها المصلي ادع تجب » .
وعن عمر قال : إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم وأن يخفى الدعاء . قال الحسن : بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا وإن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس ، وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس ، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار ما يشعرون به ، ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم وذلك أن الله يقول : ﴿ ادعوا ربكم تضرعا وخفية ﴾ وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا رضي فعله فقال : ﴿ إذ نادى ربه نداء خفيا ﴾ .
اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم ألهمنا شكرك آناء الليل والنهار ، وثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(18)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع