مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
سلسلة السيرة النبوية 🔻 وفاة أبو طالب والسيدة خديجة رضي الله عنها
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
09/02/2023 القراءات: 528
سلسلة السيرة النبوية
🔻 وفاة أبو طالب والسيدة خديجة رضي الله عنها
ألح المرض بأبي طالب، فلم يلبث أن وافته المنية، وكانت وفاته في رجب سنة عشر من النبوة، بعد الخروج من الشعب بستة أشهر. وقيل: توفي في رمضان قبل وفاة خديجة رضي الله عنها بثلاثة أيام.
وفي الصحيح عن المسيب: أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقال: (أي عم، قل: لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله )
فقال أبو طالب : لوﻻ أن تعيرني بها قريش ، يقولون إنما حمله عليها الجزع ،لأقررت بها عينك
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأستغفرن لك ما لم أنه عنـه)، فـنزلت:{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة:113] ونزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56].
ولا حاجة إلى بيان ما كان عليه أبو طالب من الحياطة والمنع، فقد كان الحصن الذي احتمت به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء، ولكنه بقى على ملة الأشياخ من أجداده، فلم يفلح كل الفلاح.
ففي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال للنبى صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "هو في ضَحْضَاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"
وعن أبي سعيد الخدرى أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر عنده عمه ، فقال: "لعله تنفعه شفاعتى يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه ،يغلي منه دماغه" البخاري ومسلم
وبعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين أو بثلاثة أيام ، على اختلاف القولين ، توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وكانت وفاتها في شهر رمضان في السنة العاشرة من النبوة، ولها خمس وستون سنة على أشهر الأقوال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك في الخمسين من عمره.
إن خديجة رضي الله عنها ، كانت من نعم الله الجليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقيت معه ربع قرن تحن عليه ساعة قلقه، وتؤازره في أحرج أوقاته، وتعينه على إبلاغ رسالته، وتشاركه في مغارم الجهاد المر،وتواسيه بنفسها ومالها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها : "آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتنى إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء "
ابن كثير
وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: "يا رسول الله ، هـذه خديجة قـد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقـرأ عليها السلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ."
وقعت هاتان الحادثتان المؤلمتان خلال أيام معدودة، فاهتزت مشاعر الحزن والألم في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه. فإنهم تجرأوا عليه وكاشفوه بالنكال والأذى بعد موت أبي طالب، فازداد غمًا على غم، حتى يئس منهم، وخرج إلى الطائف رجـاء أن يستجيبوا لدعوتـه، أو يؤووه وينصـروه على قومــه، فلم يـر مـن يؤوى ولم يـر ناصرًا، بل آذوه أشد الأذى، ونالوا منه ما لم ينله قومـه.
قال ابن إسحاق: لما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع به في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابًا، ودخل بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها: (لا تبكى يابنية، فإن الله مانع أباك). قال: ويقول بين ذلك: (ما نالت منى قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب).
صحيح مرسل
ولأجل توالى مثل هذه الآلام في هذا العام سمى العلماء المتأخرين هذا العام بعام الحزن، وعرف به في السيرة والتاريخ ،ولكن لم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى هذا العام بعام الحزن ولا أحد من الصحابة رضوان الله عليهم
ولنا لقاء متجدد بإذن اللَّه..
سلسلة السيرة النبوية 🔻 وفاة أبو طالب والسيدة خديجة رضي الله عنها
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة