مدونة مريم فيلالي


الشيخ الغزالي وتفسيراته لأسباب تراجع المسلمين

مريم فيلالي | meriem filali


08/01/2023 القراءات: 462  


أسباب التراجع الحضاري للمسلمين
أ-الانشغال بالصورة عن الحقيقة: كإطلاق اللحية وجعله أساس الدين وركن الإيمان وإعلان الحرب على من يحلقون لحاهم
ب-الانشغال بالشكل: ويسمي الغزالي هاذ الصنف بالأمم الطفلة ووسمه بالطفولي لأن الأطفال يقلدون الآباء في حركات الصلاة ركوع وسجود دون فهم أنها اتصال بخالق الوجود واستمداد الرشد والعون منه وإعلان العبودية له ومعاهدته على العيش وفق شريعته، ويرى الغزالي أن الإسلام لا يمثل زيا معينا أو تقليدا خاصا بجنس من الأجناس، ويعالج الغزالي هاته الآفة بتركيز الاهتمام على توضيح مفهوم الإسلام الصحيح فهو دين بحاث عن الحقيقة حقيقة الحياة والدين، فالأمم الطفلة تقلد في الشكل ولا تقلد في الحقيقة كالطفل يقلد حركات والده في الصلاة دون فهم مغزاها من النهي عن الفحشاء والمنكر
ج-العصبية المذهبية: تمزق المسلمين فرقا ومذاهب موجود منذ وفاته صلى الله عليه وسلم لكن ما يثير استغراب الغزالي هو التعصب المذهبي في فروع الفقه فقديما في المجتمع الإسلامي كان الوقت الواحد تصلي فيه عدة جماعات المالكية والأحناف والشافعية، ويرى الغزالي أن أتباع محمد بن عبد الوهاب رفضوا هدا الوضع وجعلوا المسلمين جماعة واحدة، ويشير الغزالي إلى أن التعصب للفرعيات آخذ الآن صورة قد يكون فيها شيء من السوء من ذلك تحريم أشياء على الناس بحكم اجتهاد فقهي، فيرد الغزالي بأن الاجتهاد الفقهي لا يمكن أن يكون إلزاما للآخرين
د- الجهل والتطرف في مفهوم العقيدة والحرية في الإسلام: والإسلام يفرق بين الأخطاء الخلقية والعلمية ففي الأخطاء العلمية في فهم النص الإسلامي مأجور المجتهد الحاكم فكذلك الأمم قد تختلف آراؤها في قضايا كثيرة لكنها في قضاياها الكبرى التي تجمعها تنطلق في وجهة واحدة وهذا لا يضيرها، إنما تهلك الأمم عندما يحاول صغار العقل أن يفرضوا أوهامهم وآراءهم على الآخرين مثل ما ينشره المتزمتون عن عدم الأخذ بالحضارة الأوروبية لأنها كافرة مما أعطى انطباعا بأن الإسلام يعادي التقدم والتطور، ويستغرب الغزالي أن يتصور مسلم أن التقدم الصناعي أو الارتقاء الحضاري المعاصر هو نوع من الكفر، كون الحضارة الأوروبية تعتمد على أصول إنسانية حسنة، لأنها قامت على النظر في الكون، واستعمال قواه في خدمة الإنسان كاختراع الطائرة فالحضارة الأوروبية مشت بالعالم حيث وقف المسلمون فإن الأمة الإسلامية قادت العالم بالعلم والمسلمين استطاعوا دخول القسطنطينية بفضل تفوقهم الصناعي والحضاري فجعلوا للسفن بكرا تمشي بها على الأرض
ه-الخلط بين الدين والتقاليد: في هذا الشأن يعطي لنا الخطأ الذي وقع فيه المسلمون عبر التاريخ فيقول (قد تكون تقاليد المجتمع صورة مطابقة أو مقاربة لتعاليم الإسلام، وذاك ما وقع إجمالا في القرن الأول الهجري، وتقاليد المسلمين خلال التاريخ الطويل لا يمكن اعتبارها صورة دقيقة لتوجيهات السماء، إن هذه التقاليد فد تنحرف قليلا ، وقد يذهب بها الانحراف إلى أن تكون تشويها للإسلام أو ميلا شديدا عن منهجه، ومنه تقاليد المسلمين غير تعاليم الإسلام)
د-ممارسة العبادات بطريقة مغلوطة: (الاعتكاف، الزكاة، النظافة): الاعتكاف في مساجد أو منزل أو جبل يرى الغزالي أن الدين عبادات كثيرة منوعة تقوم على تنظيم المجتمع وعلى تزكية النفس، كذلك يعيد الغزالي الاعتبار للزكاة لاتقاء الصراع الطبقي فالشح الذي جعل في بعض البلاد الفقراء يقاتلون الذين شحوا بأموالهم، والإسلام قاتل مانعي الزكاة حتى يمنع هده المأساة وأمر بأن تخرج الزكاة، وحد الزكاة أن تسلم للفقير العاجز أما القادر والسليم بدنيا فعليه بالعمل،يرى الغزالي عدم النظافة جريمة سواء في البدن أو المحيط والإسلام بني على النظافة، ويصف الغزالي أن المواطن الذي تكون ملابسه وبيته نظيف ويلوث الشارع فلا يوجد عنده إحساس بالانتماء، فهذا الإنسان ضيق الأفق ولم تكتمل فيه الفضيلة
المرجع: مريم فيلالي، منهج الشيخ الغزالي في الاستنهاض الحضاري للأمة الإسلامية، مجلة المعيار، جامعة الأمير عبد القادر ، الجزائر


منهج الشيخ الغزالي ، الاستنهاض الحضاري، الأمة الإسلامية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع