مدونة مريم فيلالي


التعليم الافتراضي وقت الازمات

مريم فيلالي | meriem filali


25/07/2020 القراءات: 3390  



التعليم الافتراضي الالكتروني، أو التعليم عن بعد، قضية تشغل الرأي العام والعالمي في الفترة الأخيرة، لكنها لاقت جدلا بصورة أكبر في الوطن العربي والإسلامي والدول النامية، فهي غير معتادة ولم تندمج بعد مع هذا النوع من التعليم، في ظل بيئة تعاني من ضعف التكنولوجيا، بحكم أنها تستوردها فهي لا تملك إلا فتات التكنولوجيا. وتتميز هاته الدول بعدم التوزيع العادل بين الدول عموما وطبقات المجتمع خصوصا، لآليات وأدوات التكنولوجيا. إضافة إلى عدم قدرة فئة كبيرة على تسيير التكنولوجيا وأدواتها ومواقع السوشل ميديا-مواقع التواصل الاجتماعي- وقلة ورداءة مواقع التعليم الالكتروني في الدول النامية وقلة سرعة الأنترنيت بهاته الدول. بينما الدول المتقدمة والمتمكنة ممارسة لهاذ النوع من التعليم بحكم أنهم يستخدمون العديد من المنصات والمواقع وقدرتهم الفائقة على إنشاء المواقع وتسييرها. بالإضافة إلى جودة هاته المواقع واستخداماتهم الكثيرة واليومية لمواقع الكترونية متعددة الخدمات، فثقافة الالكترونيات والمواقع متأصلة عندهم على مستوى محيطهم الاجتماعي أو مستوى الأفراد. فهاته المداخلة هي طرح لقراءات بين ثنائيات جدلية (الدول النامية ومنهم دول الشرق الأوسط الذين لم يهضموا التعليم الافتراضي أو التعليم عن بعد والدول المتقدمة التي لم يشكل التعليم عن بعد مشكلة رئيسية عندهم بحكم أنهم صناع هاذ النوع من التعليم). الثنائيات الجدلية الموالية تتمثل في (التعليم الافتراضي في دول الشرق الأوسط بين مؤيدين لهاذ النمط من التعليم والمعارضين والرافضين له).
ولأجل ذلك أردت من خلال هاته المداخلة تقديم قراءات متعددة تقوم بتحليل هاذ الموضوع وتقديم أكثر من وجهة نظر لموضوع التعليم الافتراضي وبخاصة وقت الأزمات مثل ما شهدته الفترة الأخيرة من الوباء العالمي الموسوم بكورونا-كوفيد-19-، حيث تم غلق الجامعات والمؤسسات العامة والخاصة ومنع المواطنين عالميا من التجوال بحكم تقليل عدد الوفيات والخسائر الناجمة في هاته الأزمة، وهنا كان التعليم الافتراضي ضرورة لابد منها لاستمرار عملية التعليم وحفظ وثبات النظام التعليمي، حتى لا تضيع سنة دراسية على الطلبة بحكم امتداد مدة هذا الوباء.


التعليم الافتراضي، التكنولوجيا، كوفيد -19 (الأزمة الأنموذج)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


جزيت عنا خيراً لما تفضلت به أ. مريم فيلالي - بالنسبة للطرح الذي قمت به نساند وجهة نظرك بأن هنالك عدم تغطية شاملة من قبل شبكات الاتصالات، إضافة لعدم توفر البنية التحتية لشبكات الاتصالات لتقديم خدمة جيدة للعملاء.


شكرا جزيلا أستاذة مريم على هذه المداخلة، في الحقيقة أتيت على جوانب عديدة للموضوع، إلا أني أتساءل؛ ما الفئة العمرية التي يصلح معها مثل هذا النمط من التعليم (التعليم عن بعد)؟ ونحن نعرف أن التعليم يهدف إلى تغيير السلوك، فالتعليم عن بعد يفتقر إلى هذه الخاصية، فيبقى مجرد حشو للمعومات، أقول خاصة الطبقة الناشئة؛ من 6 سنوات إلى 17 سنة. أما فوق ذلك خاصة المرحلة الجامعية فقد يكون الأصلح لها هذا النمط من التعليم.


اجابةالأستاذ، قاسم فعلا الفئة العمرية ضرورية خاصة بالعالم العربي -لأن معظم الدول الأجنبية لديها نوعاما رقابة إلكترونية، بالإضافة أن المواقع تحتاج لتأكيد السن فالطفال والمراهقين لديهم مواقع خاصة بفئتهم العمرية- فالعالم العربي يغيب عنه الرقابة عموما بل الأسوأ الرقابة الأسرية -مثل التحدي الذي راج بين الأطفال من سن 11 -14 عبر برنامج tik tok يقوم الأطفال بشنق أنفسهم مابين ثانية إلى دقيقة وثلاثين ثانية، مات طفل مصري سنه 13 وهو يقوم بالتحدي- الخلاصة ، أن التعليم بعد مازال لم يرقى بعد بالوطن العربي وهو ليس مجرد حشو معلومات ، لو تلاحظ مثلا الجامعة المفتوحة أو جامعة موناش بأستراليا -وهنا أتحدث عن خبرة بتصفح الدورات التعليمية بهاتين الجامعتين- تجد أن هذا النوع من التعليم يفوق التعليم الكلاسيكي ، الأستاذ المحاضر يلقي الدرس بعدها هناك أسئلة وتحديات بين الطلبة تجعلك تفكر بديناميكية حقا، والأساتذة يضعون أسئلة بسيطة لكن افجابة عميقة قد تبقى تعيد قراءة السؤال عددا من المرات وأثناء الإفجابة تقع في أقل الاحتمالات التي تضعها برأسك المسألة قضية وعي وطني ووعي فردي واستراتيجيات معينة فقط، وشكرا للطرح.


شكرا جزيلا أستاذ برير الرضي . بالفعل هي مسألة توفر بنية تحتية بالوطن العربي لكنها مسألة غير ثابتة يمكن تجاوزها وتحسينها