مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


الحث على الزواج والنهي عن العزبة (1)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


06/12/2022 القراءات: 489  


وقال  : (( من تزوج فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي )) . رواه الطبراني في الأوسط وقال  : (( من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح )) . رواه البيهقي في السنن الكبري وقال  : (( أيما رجل تزوج في حداثة سنه عج شيطانه يا ويله عصم دينه )) . رواه أبو يعلى في مسنده .
وقال  : (( ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف )) . رواه الترمذي والنسائي وغيرهما بإسناد صحيح .
وقال  لعكاف بن وداعة الهلالي : (( ألك زوجة يا عكاف )) ؟ قال : لا . قال : (( ولا جارية )) ؟ قال : ولا جارية . قال : (( وأنت موسر بخير )) ؟ قال : وأنا موسر بخير . قال : (( أنت إذا من إخوان الشياطين لو كنت من النصارى كنت من رهبانهم إن سنتنا شراركم عزابكم وأرذل موتاكم عزابكم أبا الشيطان تمرسون ؟! ما للشيطان سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجون أولئك المطهرون المبرؤن من الخنا ويحك يا عكاف إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكرفس )) .

قال له بشر بن عطية : من كرفس يا رسول الله ؟ قال : (( رجل يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاثمائة عام يصوم النهار ويقوم الليل ثم إنه كفر بالله بسبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة ثم استدركه الله ببعض ما كان منه فتاب عليه ويحك يا عكاف تزوج وإلا فأنت من المدبرين )) . قال : زوجني يا رسول الله . قال : (( زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري )) . رواه أحمد وأبو يعلى في مسنده .
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : لو لم يبق من عمري إلا عشرة أيام أحببت أن أتزوج حتى لا ألقي الله عزبا وتزوج الإمام أحمد رضي الله عنه في اليوم الثاني من وفاة امرأته وقال : أكره أن أبيت عزبا وقال عليه الصلاة والسلام : (( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها برته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله )) . رواه ابن ماجة .
وقال عمر رضي الله عنه : إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله نسمة تسبحه وتذكره وقال  : (( دعوا الحسناء العاقر وتزوجوا السوداء الولود فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة )) . رواه الطبراني والأمر للندب .
وقال عمر : تكثروا من العيال فإنكم لا تدرون بمن ترزقون وقال  : (( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم )) . رواه ابن ماجة والنسائي وقال  : (( لا تطلق النساء إلا من ريبة إن الله تعالى لا يحب الذواقين ولا الذوقات )) . والذواق الكثير النكاح والطلاق من دون عذر شرعي والذواقة التي كل من أخذها تتسبب لفراقه لأجل التزوج بغيره هذا والله أعلم معناهما .
ومن الأسباب الرئيسية لتوقف كثير من الشباب عن الزواج ثقل المهور

والتبذير السخيف في الطرق التي غير شرعية وسبب ذلك موافقة سحفاء العقول في تصرفاتهم .
فالعاقل إذا جاءه من يرضى دينه وعقله ما يغتر بالزخارف وينخدع بالبهارج الكاذبة ويحذو حذاء المسرفين بل ينقاد لعقله الراجح ودينه الحق وتعاليمه السامية ويرضى بالميسور إذا كان له السلطة التامة علي أهله ، وإن كان من المستضعفين فيحاول بالتي هي أحسن فإن عجز فليس له والله إلا الصبر والرضا بما قدره الله وقضاه في هذا الزمن الذي انحط أهله وسيطرت فيه النساء على الرجال وصار الأكثر من الرجال عند أهليهم وأولادهم بمنزلة الخادم الحقير ومع ذلك فهو حارس وخادم محقور ومحامي للأموال التي ستؤول إليهم ولا شكر منهم ولا ثناء . والله المستعان وعليه التكلان .
قال أبو وداعة : كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياما فلما جئته قال : أين كنت ؟ قلت : توفيت زوجتي فاشتغلت بها . فقال : هلا أخبرتنا فشهدناها فلما أردت أن أقوم قال : هل أحدثت امرأة غيرها ؟ فقلت : يرحمك الله ومن

يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة . قال : إن فعلت تفعل ؟ قلت : نعم ثم حمد الله وصلى على النبي  وزوجني ابنته على درهمين .
وفي مساء ذلك اليوم إذا بالباب يقرع فقلت : من هذا ؟ فقال : سعيد ففكرت في كل إنسان أعرفه اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير منذ أربعين سنة إلا ما بين بيته والمسجد فقمت وفتحت الباب وإذا سعيد بن المسيب فظننت أنه بدا له فقلت : فما تأمرني ؟ قال : رأيتك رجلا عزبا فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه زوجتك فإذا هي قائمة خلفه في طوله ثم دفعها ورد الباب . فالله دره من عالم .
اسمع يا من سول له الشيطان وأملى له فأحدث بدعا بيوتا للأعراس صادم بها الأمر بتخفيف الصداق والحث على تكثير الأمة نسأل الله العافية وهذه البيوت تؤجر بإجارات باهضة فيما يبلغنا يعجز الفقير عن تحصيل أجرتها فضلا عن الصداق الذي سيدفعه وقد بلغنا أن أجرتها ثلاثة آلاف أو أربعة نسأل الله السلامة والعافية مما بلي به من أحدثوها أو ساعدوا على إحداثها أو استأجروها فشجعوا من أحثوها كم عرقلن عن الزواج من فقراء متعففين نسأل الله الحي القيوم العلي العظيم أن يوفق ولات الأمر لإزالتها اللهم صلي على محمد وآله وسلم .
فحذر يا من من الله عليه بعدم إحداثها أو المشاركة فيها أو الإعانة عليها بقول أو فعل وأكثر من قول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلوا به وانصح عنها من يقبل منك من أقارب وأصحاب واحذر الحضور فيها فتكون ممن يشجع على البدعة المحرمة .
وثقل المهور ينشأ عنه التزوج بالأجنبيات وهذا من أكبر الأضرار على الأمة ومن أعظم الأسباب لكساد بنات الوكن لأنه يكسد واحدة ويأتي بأخرى تحمله في كل زيارة مهرا جديدا ويبعد أن تتفق الطباع بينهما وإن حصل أولاد ثم فراق فأعظم به من ضرر .

يتبع إن شاء الله.


الحث على الزواج والنهي عن العزبة (1)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع