مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (154)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


25/02/2024 القراءات: 276  


من كتب المناقب:
-مناقب أبي حنيفة وتلاميذه أبي يوسف ومحمد تأليف: محرم بن محمد الزيلي القسطموني (كان حيًّا سنة 1010)، تحقيق: محمد أديب الجادر، دار المكتبي، دمشق، ط1(441-2020).
-الدر المنظم في مناقب الإمام الأعظم تأليف: نوح أفندي بن مصطفى الرومي (ت: 1070)، تحقيق: محمد المشهداني، وأحمد الجبوري، دار الرياحين، بيروت، ط1(1438-2017)..
***
-الشيخ الدبان والمذهبان:
كان شيخنا الشيخ عبدالكريم الدَّبَان يدرِّس المذهبين: الشافعي والحنفي، وقد درَّس في المذهب الحنفي "الهداية"، ولخص كتاب "نصب الراية" لهذا السبب، قال في مقدمة كتابه "ملخص نصب الراية":
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد، وعلى آله وصحبه.
وبعد: فإنَّ كتاب (الهداية) من المراجع المهمّة في الفقه الحنفي. صنّفه الإمام علي بن أبي بكر المرغيناني المتوفّى سنة 593. وعليه شروح كثيرة، منها:
(النهاية) لحُسام الدين الصِّغْنَاقِي. و(الفوائد) لحميد الدين الضرير. و(معراج الدّراية) لقوام الدين الكاكي. و(غاية البيان) لقوام الدين أمير كاتب الأَتْقَاني. و(الغاية) لأبي العباس السُّروجِي. و(فتح القدير) لابن الهُمام. و(البناية) لبدر الدين العَيْني. و(العناية) لأكمل الدين البابَرْتي. ولم أطّلعْ إلّا على الثلاثة الأخيرة.
وقد أورد صاحبُ (الهداية) قرابةَ ألفِ حديثٍ ولم يذكرْ تخريجها، شأنُه في ذلك شأنُ كثيرٍ من معاصريه ومَنْ قبلَهم وبعدَهم. وقد صنّفَ جماعة كتبًا في تخريج أحاديث (الهداية)، وأشهر تلك الكتب وأوسعُها كتاب (نصب الراية) للإمام المحقِّق عبدالله بن يوسف الزَّيْلَعي المتوفّى سنة 762.
كنتُ قد ألزمتُ نفسي -فيما أكتبُ أو أقرّرُ أثناء الدّرس- أن لا أورد حديثًا نبويًّا إلّا ذكرتُ تخريجَه بإيجاز، بأنْ أذكرَ مصدرَه وما قيل فيه مِنْ تجريح أو تعديل.
وعندما قمتُ بتدريس كتاب (الهداية) لبعض إخواني الطّلبة كنتُ أراجع (نصب الراية)، وأحضِّرُ تلخيصًا لتخريج الأحاديث التي تردُ في كلّ درس. ومعلومٌ عند الدّارسين أنّ في (نصب الراية) استيعابًا واستطرادًا وذكرًا لأقوال مخالفيه في المذهب، مع المقارنة أحيانًا. والطّلابُ الآن يكتفون بمعرفة مَنْ خرَّج هذا الحديث، وماذا قيل فيه بصورة موجزة، لذلك لخّصتُ الكتاب المذكور.
وبعد الانتهاء من مُسوَّدته كتبت هذه المقدّمة. وأرى لزامًا عَلَيَّ أن أذكرَ ما يلي:
1- اعتمدتُ على ما يقول الزَّيْلَعي وما ينقله، فلم أراجع المصادر التي استقى منها إلّا نادرًا. على أنّ بعضَها لم أقف عليه، وبعضها لا يزال مخطوطًا، أو مطبوعًا لكنّه قليل الوجود.
2- اتّبعتُه فيما إذا قال عن حديثٍ إنّه غريبٌ أو غريبٌ جدًّا أو نحو ذلك.
3- لم أذكرْ إلّا ما أورده صاحبُ (الهداية) على أنّه حديثٌ نبويٌّ –قوليّ أو فعليّ أو تقريريّ-، فلم أتعرضْ لما أورده الزَّيْلَعي مِنْ آثار وأقوال، اللهم إلّا في حالات قليلة ولسببٍ اقتضى ذلك.
4- اكتفيتُ من السند بذكر الصحابي، إلّا في بعض المواطن التي تقتضي التعقيبَ على الرّواة، كما لو قيل: إنّ هذا لم يسمعْ مِنْ هذا أو لم يُدْرِكه.
وفي الختام أحمدُ اللهَ على عونه، وأسأله تعالى أنْ ينفع بهذا المختصر مَنْ هم أمثالي من طلبة العلم.
كما أسأله تعالى أن يُيسّر لبعض أهل العلم التعقيبَ على ما ذكرتُهُ، فإنّ السكوتَ عن الخطأ مذمومٌ، وإصلاحَ الخللِ واجبٌ، والكمالُ لله وحده، وهو يتولّى الصالحين.
أواخر رمضان سنة 1407".
***
تاريخ المذهب ومصطلحاته:
لكل مذهبٍ تاريخ، وله مصطلحات وخصائص، ولعلمائه طبقات، ومن الضروري جدًّا لكل منتمٍ إلى مذهب معرفة هذا التاريخ وما يتعلق به.
والمذهب الحنفي هناك: "المذهب الحنفي: مراحله وطبقاته، ضوابطه ومصطلحاته، خصائصه ومؤلفاته" لأحمد بن محمد نصير الدين النقيب.
ومِن قبلُ هناك: "الطراز المذهب في ترجيح الصحيح من المذهب" للشيخ محمد بدر الدين الشهاوي المصري (كان حيًّا سنة 961)، حققه الأخ الشيخ أبو البركات حق النبي السندي، و"شرح عقود رسم المفتي" لابن عابدين.
وينفع في المذاهب الأربعة كتابُ: "محاضرات في تاريخ الفقه الإسلامي" للشيخ وهبي سليمان غاوجي.
وينفع في هذا كتبُ المداخل إلى الفقه.
***
طبقات الحنفية:
ما الكتب المؤلفة في طبقات الحنفية؟
هي كثيرة، ومَن أراد الوقوف على ما ألِّف في ذلك فلينظر كتاب: "التأليف في الطبقات في التراث العربي" الذي ألفه بالفرنسية الدكتور إبراهيم حفصي، وترجمه وقدم له وعلق عليه الأستاذ الدكتور محمد خير البقاعي، (ص: 70-78).
وصدر من قريب: "البدور المضية في تراجم الحنفية" تأليف: محمد حفظ الرحمن الكُمِلَّائي، في (23) جزءًا.
ومن آخر ما طبع من ذلك: "الغرف العلية في تراجم متأخري الحنفية" لابن طولون الدمشقي (ت: 953)، صدر عن مركز البحوث الإسلامية في إستانبول، بتحقيق: علي السيد عبداللطيف، ومراجعة الدكتور محمد فاتح قايا وتصحيحه، وهو في ثلاثة مجلدات. وفيه فوائد كثيرة.
ومن الكتب النافعة في ذلك: كتاب "كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار" تأليف الإمام محمود بن سليمان الكفوي المتوفى سنة (990). وهو مرتب على الأعصار والطبقات، وهو الذي اختصره الشيخ عبدالحي اللكنوي في كتابه "الفوائد البهية في تراجم الحنفية"، وقد رتبه على حروف المعجم! ففات بذلك مقصد مهم من مقاصد الترتيب على الأعصار والطبقات، والترتيبُ على الحروف شأن الفهارس لا شأن التواريخ. وعلى أية حال ففي "الفوائد البهية" فوائد بهية حقًّا، وقد كَتَبَ عليه "التعليقات السنية على الفوائد البهية" فزاد بهاؤه.
هذه كلمة عاجلة في طبقات الحنفية، ويحسن تأليفُ كتابٍ خاصٍّ فيها، يستقصيها ويبين ما لها وما عليها.
***
أواخر حنفية العراق:
من أواخرهم:
الشيخ جلال الحنفي، وليس له كتاب في الفقه، لكن له فتاوى في الطلاق، لم تطبع.
والدكتور محمد محروس العلقبند، ومن كتبه: "الإيضاح والبيان الظهوري على التسهيل الضروري لمسائل القدوري للشيخ محمد عاشق إلهي البرني (قسم العبادات)".
ومن جيل الشباب ثائر الحنفي، وباسم الحنفي، وذاكر الحنفي.


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع