مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (145)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


12/02/2024 القراءات: 530  


يا عالمَ السر:
أخبرني الأستاذ عبدالستار الشيخ مكاتبةً قال:
كان صلحاءُ دمشق يقولون في مجالسهم صباحًا:
أصبحتُ لله ضيفًا ... واللهُ للضيف يُغني
أحسنتُ بالله ظني ... أنْ يكشفَ السوء عني
يا عالمَ السرِّ مني ... لا تهتك السترَ عني
***
البحر:
الجلوس أمامَ البحر في الليل يُوحي للإنسان بمشاعر لا يمكن تأطيرُها... بين رهبة البحر وهيبة الليل يسبحُ القلب في الأشواق والأحلام والآمال.
دبي: الأربعاء (7 من ربيع الأول سنة 1419 = 1/ 7/ 1998م).
يوميات (1998م).
***
الشعور بالآخرين:
ذهبتُ إلى المكتبة العامة في منطقة الراس في دبي، ونظرتُ في "ديوان" الشريف الرضي، ونقلتُ منه هذه الأبيات الجميلة في الشعور بالآخرين:
ما سَرَّني أنني أحوي الغنى وبدا ... في كفِ جاريَ إعسارٌ وإقتارُ
وأنَّ لي نُصرةً مِنْ كلِّ حادثةٍ ... وما له مِنْ صروفِ الدهر نصارُ
وأنني بالغٌ مِنْ عيشتي وطرًا ... وليس تُقضى له ما عاش أوطارُ
لا باركَ اللهُ في وادي اللئامِ ولا ... سالتْ به عند جدبِ العامِ أمطارُ
دبي: الأربعاء (28 من ربيع الأول سنة 1419 = 22/ 7/ 1998م).
***
من لطائف المشايخ:
حكى لنا الشيخُ شاه جيهان الأفغاني قال: سأل هنديٌّ أفغانيًّا عن عمره فقال: ثلاثون. وبعد سنواتٍ سأله فقال: ثلاثون؟ قال: كيف هذا؟ فقال له: الأفغاني كلمتُه واحدةٌ!
وبهذا السياق حكى لنا الشيخ الدكتور أحمد الحداد أن الشيخ محمد حبو حبيب كان إذا سُئل عن عمره -وهو في الستين- قال: ثلاثون. فإذا عجبوا من جوابه قال لهم: أنتم تحسبون الليالي؟
***
مصنَّفات الهنود في التزكية:
قال الشيخ عبدالحي الحسني في كتابه "الثقافة الاسلامية في الهند" (ص: 187): "أمّا مصنَّفات أهل الهند في التصوف والسلوك:
فمنها: ما هو الشروح والحواشي على كتب القدماء.
ومنها: ما هو في الحقائق والمعارف.
ومنها: ما هو في السلوك.
ومنها: ما هو في المكتوبات والملفوظات.
ومنها: ما هو في الأدعية والأذكار".
***
إلهام الشاطبي:
قال العلامة أبو شامة في "إبراز المعاني" (1/ 8). : "حكى لنا بعضُ أصحابنا أنه سمع بعضَ الشيوخ المعاصرين للشاطبي يقول: لمتُهُ في نظمه لها؛ لقصور الأفهام عن دركها، فقال لي: يا سيدي هذه يقيّضُ الله لها فتى يُبيّنُها".
من "الضابطية للشاطبية اللامية" للملا علي القاري (ص: 30)،
***
أهمية معرفة الأسرار الإلهية:
قال بعضُ العلماء: "وتعيَّنَ على كل مَن امتدَّ في العلم باعُه، وعظُم به نفعُه وانتفاعُه، وكان ممن أقامه الله لبيان الحجة على خلقهِ، والمنافحةِ عن دينه بإزهاقِ باطله وإبرازِ حقه، أنْ يستكثر من الاطلاع على الأسرار الربانية، وما أودَعَه الله في المخلوقات الجسمانية والروحانية، حتى لا يجد أهلُ العناد لتعجيزه [سبيلا](1)، ولا لآلهيته تخجيلًا، فتسلم الأمةُ المحمديةُ من وصمة التنقيص"(2).
(1) زدتُّها الآن، ولا أدري أهي ساقطة من الأصل، أو مِن نقلي.
(2) نقلتُ هذا النص سنة (2013)، ولم أدوّن اسم المصدر!
***
إضافة على "كتب ومقالات في المراقد والمجنات":
يُضاف على مقالي هذا:
-إعلام السائلين عمَّنْ أُقبر بمصر مِن صحابة سيد المرسلين، للمؤرخ حسن قاسم الكوهن (ت: 1974م)، (تحقيقات واستنتاجات عمَّن أقبر من الصحابة بمسجد الفتح المعروف بـ: مسجد سيدي عقبة بالقرافة الكبرى). اعتنى به أحمد جمعة عبدالحميد، وجواد جاسم الجنابي، دار الإحسان، ط1 (2021م).
-ضوع الزرنب في مرقد السيدة زينب، تأليف: د. بلال فيصل البحر، دار الصالح.
-لواقح الأزهار الندية فيمَنْ تولى وأُقبر من القضاة والعُدول وغيرهما بهذه الحضرة الإدريسية، [مدينة فاس] تأليف: محمد بن عبدالكبير بن هاشم الكتاني (ت: 1362)، تحقيق: محمد العمراني، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، ط1 (2022م).
-مشاهد الصفا في المدفونين بمصر مِنْ آل المصطفى صلى الله عليه وسلم، تأليف: مصطفى بن محمد الصفوي القلعاوي، تحقيق: د. علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1(1422-2002م).
***
من أدعية السد أحمد الرفاعي:
اللهم أطلقْ ألسنتنا بذكرك، وطهرْ قلوبنا ممّا سواك، وروحْ أرواحنا بنسيم قربك، واملأ أسرارنا بمحبتك، واطوِ ضمائرنا بنية الخير للعباد، وألِّفْ أنفسنا بعلمك، واملأ صدورنا بتعظيمك، وحيِّزْ كليتنا إلى جنابك، وحسِّنْ أسرارنا معك، واجعلنا ممن يأخذُ ما صفا، ويدع الكدرَ، ويعرفُ قدر العافية، ويشكرُ عليها، ويرضى بك كفيلًا لتكون له وكيلًا، ووفقنا لتعظيم عظمتك، وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، تباركتَ وتعاليتَ يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت.
جلاء الصدا في سيرة إمام الهدى لابن جلال اللاري.
***
طرفة:
سُئل شيخنا الشيخ عبدالكريم المدرس رحمه الله- عن رجلٍ قال لإمامه في الصلاة: بارك الله فيك. فما حكم صلاته؟ فقال: كان على الإمام أن يقول له: بطلتْ صلاتك. وضحك، ثم حكى لنا عن ثلاثةٍ مرَّتْ أمامَهم هرةٌ وهم يصلون فقال أولُهم: بست (يطردها)، وقال الثاني: لا تتكلمْ في الصلاة فتبطل صلاتك. وقال الثالث: الحمد لله أنا لم أتكلم!
***
صل على محمد:
حدَّثنا السيد تاج الدين بن السيد أمجد آل غلام الرفاعي السامرائي أن أحد المحبين الثقات رأى والده السيد أمجد بعد وفاته -وكان كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في حياته- فسأله عن حاله فقال: أتاني الملكان فسـألاني: مَنْ ربك؟ فقلت: اللهم صل على محمد، فقالا: نسألك مَنْ ربك فتقول: اللهم صل على محمد؟ فقلتُ: اللهم صل على محمد، فقالا: مَنْ نبيك؟ فقلت: اللهم صل على محمد، فقالا: ما دينك؟ فقلت: اللهم صلِّ على محمد. فانصرفا راضيين!
***
ما فعل صغيرة:
قال السبكي في ترجمة ابن الصلاح في «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 327):
«قال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه، وله مشاركة في فنون عدة.
وذكر غيرُه أن ابن الصلاح قال: ‌ما ‌فعلتُ ‌صغيرة في عمري قط. وهذا فضلٌ من الله عليه عظيم»!
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع