مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي
كرسي اليونسكو في جامعة الموصل وبناء السلام
د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi
18/06/2023 القراءات: 579
كرسي اليونسكو في جامعة الموصل وبناء السلام
تم إطلاق برنامج توأمة الجامعات والكراسي الجامعية لليونسكو، عام 1992، والذي يضم أكثر من 700 مؤسسة في 116 دولة، لتعزيز التعاون الدولي بين الجامعات وإقامة الشبكات لتعزيز القدرات المؤسسية من خلال تبادل المعرفة والعمل التعاوني. يدعم البرنامج إنشاء كراسي اليونسكو وشبكات في المجالات ذات الأولوية الرئيسية المتعلقة بمجالات اختصاص اليونسكو - أي في مجالات التربية والعلوم الطبيعية والاجتماعية والثقافة والاتصال. ومن خلال هذه الشبكة، تقوم مؤسسات التعليم العالي والبحث في جميع أنحاء العالم بتجميع مواردها، البشرية والمادية، لمواجهة التحديات الملحة والمساهمة في تنمية مجتمعاتها. في العديد من الحالات، تعمل الشبكات والكراسي كباحثين وبنائين بين الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية والبحث وصنع السياسات. لقد أثبتت فائدتها في تزويد القرارات السياسة بالمعلومات اللازمة، وإنشاء مبادرات تعليمية جديدة، وتوليد الابتكار من خلال البحث والمساهمة في إثراء البرامج الجامعية الحالية مع تعزيز التنوع الثقافي. في المناطق التي تفتقر إلى الخبرة، تطورت الكراسي والشبكات إلى أعمدة من التميز والابتكار على المستوى الإقليمي أو دون الإقليمي. كما أنها تسهم في تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب.
ويرتكز البرنامج على فكرة التضامن الأكاديمي التي تعد ضرورية لتحريك عملية من شأنها أن تفضي إلى بناء حلقات وصل فيما بين مؤسسات العلم والتعليم العالي على امتداد العالم وهناك تركيز خاص على بناء مثل هذه الصلات فيما بين مؤسسات التعليم العالي في البلدان النامية (تعاون الجنوب مع الجنوب)، نظراً لأن أهمية هذا الأمر تعرضت للإهمال في الماضي. ومع أن هذا البرنامج أريد له في البدء أن يقدّم الدعم الشامل للتعليم العالي في البلدان النامية وبلدان أوروبا الوسطى والشرقية، فإنه تمحور حول الدراسات العليا والبحث حيث تبدو الصلات الدولية ضرورية جداً في هذا المجال، نظراً لأن الفجوة واسعة بين الأنظمة والمؤسسات في البلدان المصنعة وبين مثيلاتها في البلدان النامية. ولذا فإن وضع برنامج استحداث الكراسي العلمية برعاية اليونسكو في الجامعات ومؤسسات البحث العلمي والتعليم العالي تطبيقاً لقرار المؤتمر العام لليونسكو الصادر عن دورته السادسة والعشرين في عام 1991م وقد عزز هذا التوجه المؤتمر العالمي حول التعليم العالي والذي عقد في هذه المنظمة عام 1998م والذي دعا إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال التعليم العالي. إن برنامج كراسي اليونسكو يشكل الأداة الرئيسية لمنظمة اليونسكو في سعيها لتحسين التعاون الدولي وتطويره في مجال التعليم العالي. وبينما يحتفظ البرنامج بخصوصيته كبرنامج تنمية من خلال توجيه التعاون فيما بين الجامعات للتجاوب بشكل رئيسي مع حاجات البلدان النامية، فإنه يستند إلى الخبرة الشاملة المكتسبة في مجال التعاون الدولي على مستوى التعليم العالي والحراك الأكاديمي. وكذلك يعمل على حشد أكبر عدد ممكن من المشاركين في تطبيقاته، وعلى إقامة صلات مع غيره من البرامج والفعاليات التي تتجه نحو أهداف مشابهة. وفي هذا المسعى تتجه اليونسكو، بوصفها الوكالة المتخصصة للأمم المتحدة في التعليم والعلم والثقافة والاتصالات، إلى أن تأخذ دوراً حافزا، وأن تعمل بتعاون وثيق مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، ومع المنظمات الأكاديمية والعلمية غير الحكومية، وفوق ذلك كله مع مؤسسات التعليم العالي المعنية وتبذل اليونسكو جهوداً خاصة لتأمين دعم مالي لهذا البرنامج من قبل الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، ومن مختلف الوكالات المانحة والتنموية وكذلك من مؤسسات القطاع الاقتصادي الخاصة والعامة. ويشمل برنامج كراسي اليونسكو نطاقاً واسعاً من النشاطات بدءاً من التطوير الوظيفي والمؤسسي وانتقالاً إلى التعليم والتدريب في مجالات مختلفة، ثم إلى دعم المكتبات والمخابر. وهذا يستدعي اعتماد طرق عمل بالغة المرونة. إذ أن هذه المرونة تتيح لمؤسسات التعليم العالي أن تناقش وتقر وتؤسس أنماط النشاطات وطرق العمل المناسبة للمشروعات المختلفة في إطار هذا البرنامج والمبدأ الذي يرتكز عليه هذا البرنامج هو الشراكة الأصيلة المتساوية بين مؤسسات التعليم العالي التي تتولى مشروعات متنوعة في إطار البرنامج مصحوبة باحترام كامل لاستقلال الجامعة وللحرية.
وبناء على ذلك تقرر تقديم المساعدة بغرض دعم إنشاء مراكز علمية متطورة عالية في البلدان النامية وغيرها وذلك عن طريق استحداث كراسي اليونسكو، وكل ذلك جاء نتيجة انتباه تلك المنظمة إلى أهمية التعليم العالي في العالم الجديد حيث أن النمو الاجتماعي والاقتصادي يتطلب معارف متزايدة كما أنه يحتاج إلى كفاءات ذات قدرات متميزة خصوصاً أننا نعلم أن لحاق الدول النامية بركب الصناعة والتطور وتحررها من التبعية التقنية والعلمية يحتاج إلى قيام تلك الدول بإنشاء مؤسساتها البحثية والعلمية الخاصة بها وإعدادها لبرامج الدراسات العليا والبحث العلمي مما ينعكس إيجاباً على جني ثمار التقدم العلمي وفهم التقنيات المتطورة الحديثة والإفادة منها لذلك فإن اليونسكو تولي هذا الموضوع اهتمامها من خلال استحداث برنامج كراسي اليونسكو والذي يولي أهمية كبرى لتوطين التقنية عن طريق النقل السريع للمعارف والتقنية ودعم تطور مؤسسات البحث العلمي والتعليم العالي في البلدان المختلفة.
كرسي اليونسكو، جامعة الموصل، بناء السلام
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة