رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (194)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
01/07/2024 القراءات: 604
-صنعانيات:
أنشدني الأديب الأريب البحاثة القدير الشيخ محمد بن علي بن عبّاد حُميسان الصنعاني فتح الله عليه، وجعله من المقبولين لديه، فقال:
(من ذكرياتي مع الشعر)
حين كنتُ في الثانوية العامة حاولتُ مجاراة البيتين الشهيرين المنسوبين لإمامنا الشافعي رحمه الله تعالى، وهما:
شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلمْ بأنَّ العلمَ نورٌ ... ونورُ الله لا يُؤتاه عاصي
فقلت:
أُخيَّ إذا أردتَّ العلم فاسمعْ ... نصائح لات عنها مِن مناصِ
سلامة نيةٍ، وبصدق عزمٍ ... وعقل للفوائد ذي اقتناصِ
وتبكير إلى العلماء واجعلْ ... هواك من المعاصي في خلاصِ
وتدعو الله أن تزداد علمًا ... فإن الله ملّاك النواصي
بتقوى الله ترقى للمعالي ... ولن ترقى إذا ما كنتَ عاصي
وأنشدني فقال:
(مجاراة للإمامين العظيمين)
قال إمامنا الشافعي - رحمه الله تعالى-:
أحبُّ الصالحين ولستُ منهم ... وأرجـو أن أنـال بهم شفاعـه
وأكره مَن تجارته المعاصي ... وإنْ كنا سواء في البضاعه
فقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى -فيما قيل-:
تحبُّ الصالحين وأنت منهم ... رفيق القوم يلحق بالجماعه
وتكره مَن بضاعته المعاصي ... حماك الله مِن تلك البضاعـه
فقلتُ:
على قبريكما الرحمات تترا ... ويُهمى غيثها في كل ساعهْ
فقد كنتم لهذا الدين حصنًا ... تردون الحوادث في براعـهْ
وكنتم قدوة الطـلاب علمـًا ... وأخـلاقًا وإخلاصًا وطاعـهْ
لـكم منّـا المـحـبـة ثــم إنّــا ... لنرجو أنْ ننال بها الشفاعهْ
وأنشدني فقال:
(الخصال الموجبة لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في المآل):
روينا عن الغُرِّ أهـل الأَثـَرْ ... نصوصًا جيادًا كعقد الدّررْ
بـأنْ خِـصَــالًا تُـــرَقّـي إلى ... جــوار المُشَـفّـعِ في المُسْتَقَرْ
فَقـُلْ: كـافــل لليتـيــم اتـّقَى ... وأرمــلــة حسنــُهـا كالقــمرْ
تـعاف الـزواج فأيتــامُـها ... صغار فتصبر خوف الضرَرْ
ومَن للبنات أو الأخوات ... ولو كُنَّ ثنتين آوى وبَرّْ
كذا مكثر للسّجود ومَن ... شجاهُ الهوى للنّبِيّ الأَغَرْ
فهام اشتياقًا فكلُّ امْرىءٍ ... معْ مَن أَحَبَّ كما في الخَبَرْ
وزدْ أحسن النّاس في عِشْرَةٍ ... فأخلاقُهُ كعَبير الزَهَرْ
وأولى الأنام بخير الورى ... كثيرُ الصلاة لخير البَشَرْ
فصلى الإله على المصطفى ... سراج الهدى ما تهامى المطر
وآلٍ وصحبٍ ومَن سار في ... بَياضِ المَحَجّةِ يقفو الأثرْ
2021م.
وأنشدني فقال:
(منظومة عِقد الماس في بيان خيار الناس)
يقولُ راجي رَحمةِ الجوادِ ... محمدٌ نَجْل عليْ عبَّادِ
الحمدُ للإلهِ بارئ الأنامْ ... مُعطي العطايا الباهِرات والجِسامْ
ثمَّ الصلاةُ والسَّلامُ أبدَا ... ما درَّتِ الغمامُ أو طيرٌ شدَا
على النَّبِيْ وآلِهِ وصحبهِ ... وكلِّ مَن قد انضوى في حِزْبهِ
وبعدُ إنَّ هذه أبياتُ ... حاوية لِما روى الثِّقاتُ
عنِ النَّبِيْ في وصْفِ خيرِ الناسِ ... سمَّيتُها منظومَ عِقْدِ الماسِ
فأوَّلُ الصِّفات مَنْ تعلَّما ... قراءةَ القرآنِ ثمَّ علَّما
وأحسَنُ الأنامِ خُلْقًا وقَضا ... فاحفظ هُدِيتَ يا أخي نِلتَ الرِّضا
ومَن بجاهليَّةٍ مِن الخِيارْ ... فزادَ في الإسلام بالفِقهِ اقتدارْ
وهذهِ الأربعُ في البُخارِي ... المَورِدِ العذبِ الزُّلالِ الجارِي
باقِي الصفاتِ قد حوَتْها عَشَرَهْ ... مِن الأحاديثِ بُدور نَيِّرَهْ
مَن كان بين النَّاس يُرجى خَيْرُهْ ... أنعِمْ به، كذاك يوقَى شَرُّهْ
وخيرُهم لأهلهِ وصاحبِهْ ... وجارِهِ، فمثلُه يُعْتَزُّ بِهْ
وأكثرُ الأنامِ نفعًا للعبادْ ... طوبى لَه حازَ الفخارَ والرَّشادْ
كذا الَّذي للناسِ يُطعم الطَّعامْ ... ويَبتَدِي مَنْ يَلْتَقيهِ بالسلامْ
كذلك الذي لَه عُمْرٌ يَطولْ ... وأَحْسَنَ السَّيْرَ ففازَ بالقَبولْ
ورجل في فتنةٍ شَدَّ العِنانْ ... على عدوِّ اللهِ يُشهِرُ السِّنانْ
ومَنْ يلينُ مَنكِباه في الصَّلاهْ ... ورجلٌ مُعتزلٌ يُرضِي الإلَهْ
مؤديًا فروضَه فِي بادِيَهْ ... مُعتَبِرًا مِنَ القُرون الخالِيَهْ
وهذهِ الفواكِهُ الدَّوانِي ... صحَّ بها الإسنادُ والمعاني
ومَنْ إذا رُؤِيْ فيُذْكرُ الإلَهْ ... لِسَمْتِهِ جلَّ إلهي في عُلاهْ
وآخرُ الآثارِ صادِقُ اللِّسانْ ... وقلبه مَخمومٌ اي صافِي الجَنانْ
وبَعْدَه مَنْ يَشْنأ الدُّنيا ومَنْ ... يُحِبُّ أُخراه وذو خُلْقٍ حَسَنْ
رواهما لنا بغَيْرِ مَيْنِ ... محمدُ بنُ ماجَةَ القزويني
أيضًا رَوى لنا الحديثَ الثانِي ... البيهقِي في شُعَبِ الإيمانِ
والحمدُ لله على حُسْنِ الخِتامْ ... ثُمَّ الصَّلاةُ بعدَه مع السلامْ
على النبيِّ المُجتبى وآلِهِ ... وصَحْبهِ وتابعي مِنْوالِهِ
وأنشدني:
حططتُّ على بـاب الكريـم رواحلي ... ونـاديتُ يا ربــاه يـا سـامع النـجـوى
ويـا منـتـهى الآمـال يـا غـايـة المنى ... ويا منجد المضطر إنْ دهمَتْ بلوى
أتـيــتُ بـــأوزار ثــقـــالٍ تــهــدنــي ... ينـوء ولا يقـوى على بعضهـا رضوى
أجــرُّ ثـيــاب الــذُّلِّ نـحـوك تـائبــًا ... كئيبـًا كليـم القلب لا أطعم السلوى
فـلا تـأخــذنِّـي بـالــذي أنــا أهـلُــه ... فيفرح إبليسُ الخسيسُ بمـا أغـوى
ولـكن فـعـامـلنـي بـمـا أنت أهـلُـــه ... فأنت تحـبُّ المَـنَّ والصفح والعفـوَ
وأنشدني:
على عتبات الأربعين
لِومضة البرق مِن صنعاء في الظُلَمِ ... ذكرتَ ربعًا قريبَ السفحِ مِنْ نُقُمِ؟!
أم ضربةٍ من لحاظ الريم قد قطعتْ ... منك الفؤاد فكم أودتْ بكلِّ كَمِي؟!
الفاترات جفونًا دونما مرضٍ ... والملحقات صحاح الصلد بالسقم
قد عشتَ دهرًا بروض الحب ملتهيًا ... والنرجس النجل مذكى شوقك العَرِمِ
إن مال غصنٌ على غصنٍ تذوبُ هوى ... أو زار طيفُ كحيلِ الطرف لم تنمِ
واليوم بُلِّغْتَ سن الأربعين فدع ... عنك التصابيَ والبس بِزَّةَ النَّدَمِ
وصاحب العزمَ في كل الأمور تفز ... واهجر ذنوبَك وامزج مقلة بدمِ
2 من ذي الحجة 1439.
و(نقم) جبل مطل على صنعاء.
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة