مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (195)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


02/07/2024 القراءات: 467  


-مجلس بالمنظومة الرحبية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى
وبعدُ: فقد عقدتْ (إدارةُ التثقيف والتوجيه الديني) في (دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي) مجلسًا عن بُعد قرأتُ فيه منظومة "بغية الباحث عن جُمل المَوارث" المعروفة بـ(المنظومة الرَّحْبية) للعلامة الشيخ موفق الدين محمد بن علي الرَّحْبي الشافعي (497-577) بتمامها، وسمعها عددٌ من الفضلاء والفضليات، وأجزتُ لهم روايتها عني، ومنهم: "................................"
وأنا أرويها إجازةً عن شيخنا الشيخ محمد ياسين الفاداني الشافعي، والشيخ محمد بوخبزة التطواني المالكي، والشيخ عبدالرحمن الكتاني المالكي، ثلاثتهم عن الشيخ محمد عبدالحي الكتاني، عن الشيخ عبدالله السُّكري الدمشقي، عن الشيخ عبدالرحمن الكزبري، عن الشيخ مصطفى الرحمتي، عن الشيخ عبدالغني النابلسي، عن الشيخ نجم الدين الغزي، عن والده الشيخ بدر الدين الغزي، عن الحافظ السيوطي قال: أنبأني محمد بن مقبل، عن الحافظ أبي بكر ابن المحب، عن أبي نصر ابن الشيرازي، أنبأنا شهاب الدين عمر بن محمد السُّهروردي في كتابه، أنبأنا الناظمُ سماعًا عليه.
وأرويها عن الشيخ الفاداني، عن الشيخ محمد علي المالكي، عن شيخه السيد بكري، عن أحمد زيني دحلان، عن عثمان بن حسن الدمياطي، عن عبدالله الشرقاوي، عن أحمد بن عبدالفتاح الملَّوي، عن أحمد بن محمد النخلي، عن المنلا إبراهيم بن حسن الكوراني، عن عبدالقادر بن مصطفى الصفوري، عن صفي الدين أحمد بن محمد العَجِل اليمني، عن الإمام يحيى بن مُكْرَم الطبري، عن الحافظ عبدالعزيز بن الحافظ عمر بن فهد، نا قاضي القضاة البرهان إبراهيم بن علي بن ظهيرة القرشي المكي، نبأنا المسند شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي، عن الخطيب فتح الدين محمد بن محمد الميدومي، نبأنا الإمام قطب الدين محمد بن أحمد القسطلاني، عن الإمام السُّهرروري، نا ناظمها.
وكتب: عبدالحكيم بن محمد الأنيس لطف الله به.
دُبَي: ضحى يوم الثلاثاء (26/ 12/ 1445) = (20/ 6 / 2024م)
ملحوظة: كانت القراءة في نسخة (الجامع للمتون العلمية)، مدار الوطن للنشر، الرياض، ط 4 (1427- 2006).
***
-مقترح بحثي في التفسير:
توجد نقول عن تفسير أبي طالب الثعلبي -أو التغلبي أو الطنزي-، فحبذا جمعها والبحث عن هذا التفسير وترجمة صاحبه. وهذا نصٌّ من تلك النصوص:
قال السيوطي في «الإكليل في استنباط التنزيل» (1/ 291 -292): «قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فيه الإرشاد إلى تقديم الخضوع والتذلل على طلب الحاجة.
قال ‌أبو ‌طالب الثعلبي في "تفسيره": وقد جمعَ في هذه الآية إبطالَ الجبر والقدر معًا؛ لأنه وصفَ عباده بأنهم يعبدون، فأثبتَ لهم كسبًا، وعلَّمهم الاستعانة، ولو كان العبد مستطيعًا قبل الفعل لما احتاج إلى الاستعانة، فنفى عنهم القدرة، فهو كقوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} نفى الخلقَ وأثبت الكسبَ.
قال: وسائرُ آيات السور على مناقضة قواعد المعتزلة؛ لأنه بدأ بالتسمية وإن جُعل الاسم زائدًا فمعناه: بالله كانت الكائنات أولًا، فكذلك الآن، لأنَّ العبد إذا كان خالقًا لكسبه مستطيعًا له لم يكن للاستعانة بالاسم معنى. ثم علَّمهم حمدَه، وقد قبَّح سيرة مَن أحبَّ أنْ يُحمد بما لم يفعل، فدلَّ على أنه الفعّالُ لكل شيء، ثم أمرَهم بالاستعانة وسؤال الهداية، وعلى زعمهم لا حاجةَ إليها ولا إلى سؤال الهدى لأنه قد هداهم بالدعوة وبيان الأدلة، وليس الهدى على زعمهم خلق المعرفة، ففاتحةُ الكتاب شاهدةٌ عليهم».
تنبيه: النص في نسخة (المكتبة الشاملة) من "الإكليل" فيه نقص وأخطاء. وهذا نقلتُه من طبعة دار الأندلس الخضراء في جدة بتحقيق: د. عامر بن علي العرابي.
***
-حرص الطبري على أبناء المسلمين:
قال أبو بكر ابن كامل:
جئتُ الى أبي جعفر الطبري قبل المغرب ومعي ابني أبو رفاعة، وهو شديد العلة، فوجدتُّ تحت مصلاه «كتاب فردوس الحكمة» لعلي بن ربن الطبري سماعًا له، فمددتُّ يدي لأنظره، فأخذه ودفعه إلى الجارية، وقال لي: هذا ابنُك؟
قلتُ: نعم.
قال: ما اسمُه؟
قلتُ: عبدالغني.
قال: أغناه الله، وبأي شيءٍ كنيته؟
قلتُ: بأبي رفاعة، قال: رفعه الله، أفلكَ غيرُه؟
قلتُ: نعم أصغر منه.
قال: وما اسمُه؟
قلتُ: عبدالوهاب أبو يعلى.
قال: أعلاه الله، لقد اخترتَ الكُنى والأسماء.
ثم قال لي: كم لهذا سنة؟
قلتُ: تسع سنين.
قال: لمَ لمْ تسمعه مني شيئًا؟
قلتُ: كرهتُ صغرَه وقلة أدبه.
فقال لي: حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وصليتُ بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبتُ الحديث وأنا ابن تسع سنين، ورأى لي أبي في النوم أنني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معي مخلاة مملوءة حجارة وأنا أرمي بين يديه، فقال له المعبِّر: إنه إنْ كبرَ نصحَ في دينه وذبَّ عن شريعته، فحرص أبي على معونتي على طلب العلم وأنا حينئذ صبيٌّ صغيرٌ.
معجم الأدباء (6/ 2446).
***
-من مكتبة السيوطي:
يوجد في المكتبة السليمانية مخطوط بعنوان: كتاب الأيام والليالي والشهور عن الفراء يحيى بن زكريا رضي الله عنه وأرضاه برقم (1903)، وعليه تملكٌ بخط السيوطي، نصه: في نوبة الفقير عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي.
نشَرَ صورتَه الأخ الكريم ضياء الدين جعرير.
وهذا الكتاب من مصادر السيوطي في مؤلفاته، نقل عنه مرارًا في كتابه "المزهر"، وفي حاشيته على البيضاوي: "نواهد الأفكار".
ومكتبة السيوطي بيعتْ بعد وفاته. أما مؤلفاته فبقيتْ محفوظة، وكان القائم عليها تلميذه الداودي.
وفي «بغية الوعاة» (1/ 157): «وللقزويني من التصانيف: تلخيص المفتاح في المعاني والبيان، وهو من أجل المختصرات فيه، وقد ‌ملكتُه بخطه الحسن المليح».
وفيه (1/ 517): «ولابن أم قاسم: ... شرح الاستعاذة والبسملة؛ كراس ‌ملكتُه بخطه».
وقد ينصُّ على رؤية كتاب بخط مؤلِّفه، ولكن هذا لا يعني التملك.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع