مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


فقه الطهارة 4-آداب قضاء الحاجة

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


11/08/2023 القراءات: 242  


فقه الطهارة 4-آداب قضاء الحاجة
آداب قضاء الحاجة

النعمة في خروج الأذى من الجسم :
قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه : يا ابن آدم إن غرتك قوتك فلم استحكمت فيك شهوتك …أولك نطفة مذرة ،وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين هذا وذاك تحمل في جوفك العذرة !!!
مذرة أي فاسدة والمقصود أن يحقر الإنسان نفسه .

ولما دخل ابن السماك على هارون الرشيد قال عظني وكان بين يدي الرشيد طعاماً …
فقال يا أمير المؤمنين أرأيت إن غصت هذه اللقمة في حلقك بكم تفتديها ؟
قال :بنصف ملكي ، قال : فإن حصرت (الإمساك ) فلم تستطع إخراجها ؟
قال : بنصف ملكي الآخر ، فقال يا أمير المؤمنين فلا تغترن بملك يضيع بين شرقة وعذرة !!!

كم تكون فاتورة نعمة التبول؟

رجـل بلغ من العمـر سبعين عـاما ،عـانى من مشكلة عـدم التبـول لعدة أيام ،
وبعد ازديـاد الألم زار طبيـب وأقتـرح عليـه أن يعمل عمليـة في المثـانة ، ووافق الرجـل على الفـور للتخـلص من الألم الكبير الناتج عن احتباس البول …
وبعد نجـاح العمليـة حضـر الدكتـور إلى المريـض وأعطاه بعض الأدوية وكتـب له الخـروج مع فـاتـورة المستشفى ، وعندمـا نظـر لها الرجـل بدأ في البكـاء..
فقـال له الطبيب: إذا كانت الفـاتورة باهظـة السعـر عليـك فمن الممكن أن نعمـل لك تخفيـض ينـاسبك !!!
قـال الرجـل: ليس هذا ما يبكيني؛ ما يبكيني هو أن الله أعطاني نعمـة التبـول سبعين عـام ولم يرسـل لي فـاتورة مقـابل ذلـك !!!
كم أنت كريـم يا الله..تنعم على عبـادك ولا نـدرك نعمــك إلا بعد أن نفقـدها ..!

آداب قضاء الحاجة:

1- أن لا يستصحب ما فيه اسم الله

إلا إن خيف عليه الضياع ، وقد شدد كثير من العلماء في المصحف لئلا يتعرض للنجاسة ،إلا إذا خشي ضياعه أو سرقته ، وأما إذا نسي ودخل به فلا شيء عليه أما من كان معه مثلا أذكار أو أدعية ونحوه فطالما أنها في جيبه مأمونة من النجاسة فلا حرج .

أما الأشرطة والأقراص المضغوطة (CD)فليست كالمصاحف ، لأنها ليس فيها كتابة ، غاية ما هنالك أن ذبذبات معينة موجودة فيها إذا مرت بالجهاز المعين ظهر الصوت ، فلذلك يدخل بها ولا إشكال في ذلك .

كذلك ما انتشر في الآونة الأخيرة من أجهزة إلكترونية كالجوال والآي فون والآي باد وغيرها فلا يحرم إدخالها إلى الخلاء لأنها ليس لها حكم المصحف ، ولو بعد تسجيل القرآن داخلها ، لأنه صوت داخلي مخفيٌّ وليس بكتابة ظاهرة .

2 – الاستتار عن الناس :

فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يغتسل بالبراز بلا إزار فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر.)صححه الألباني

وعن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال : ( احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك فقال الرجل يكون مع الرجل قال إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل قلت والرجل يكون خاليا قال فالله أحق أن يستحيا منه ) رواه الترمذي وحسنه وجد بهز اسمه معاوية بن حيدة .

3 – الجهر بالتسمية والاستعاذة عند الدخول :

لحديث أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) رواه الجماعة

( الخبث ) بضم الباء جمع خبيث ، و ( الخبائث ) جمع خبيثة ، والمراد ذكران الشياطين وإناثهم .

4- يقدم رجله اليسرى عند الدخول واليمنى عند الخروج
ولكن ليس هناك دليل صحيح صريح في هذه- المسألة وخاصة أن قضاء الحاجة في زمانه صلى الله عليه وسلم لم تكن في مبنى(حمام )إنما كان في الصحراء ؛ وإنما هي قاعدة اتفق العلماء عليها وهي تقديم اليمين في الأمور الفاضلة واليسرى للأمور المكروهة ، وقد ذكرها النووي وغيره كما في شرح مسلم لحديث عائشة قالت : (كانت يد الرسول اليمنى لطهوره وطعامه وكانت يده اليسرى لخلاءه وما كان من الأذى ) رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح

وكان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره كله

وحديث ” إذا انتعل أحدكم فليبدأ بيمينه وإذا انتزع فليبدأ بشماله ” رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة

فهذه الأحاديث تدل على القاعدة وهي أن اليمين للتكريم والشمال لما سوى ذلك .

5 – كراهية ذكر الله أثناء قضاء الحاجة :

ذكر النووي أن كراهة الكلام ومنه الذكر كراهة تنزيه لا تحريم ، وحكى ابن المنذر الكراهة عن ابن عباس وعطاء ،وقال ابن سيرين والنخعي لا بأس به،وقال ابن المنذر ترك الذكر أحب إلي ولا أؤثم من ذكر.
فيكره لمن يقضي حاجته أن يرد سلاما أو يجيب مؤذنا ، فإن عطس أثناء ذلك حمد الله في نفسه ولا يحرك به لسانه ، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما ( أن رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه ) رواه الجماعة إلا البخاري .وفي رواية قال (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)
وقال ابن القيم في الوابل الصيب ص162: قالت عائشة : «كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه» ولم تستثن حالة من حالة، وهذا يدل على أنه كان يذكر ربه تعالى في حال طهارته وجنابته.
وأما في حال التخلي، فلم يكن يشاهده أحد يحكي عنه، ولكن شرع لأمته من الأذكار قبل التخلي وبعده ما يدل على مزيد الأعتناء بالذكر، وأنه لا يُخَّلُ به عند قضاء الحاجة وبعدها، وكذلك شرع للأمة من الذكر عند الجماع أن يقول أحدهم «بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ما رزقتنا».
وأما عند نفس قضاء الحاجة، وجماع الأهل فلا ريب أنه لا يكره بالقلب؛ لأنه لا بد لقلبه من ذكر، ولا يمكنه صرف قلبه عن ذكر من هو أحب إليه، فلو كلف القلب نسيانه لكان تكليفه بالمحال كما قال القائل :
يراد من القلب نسيانكم *** وتأبى الطباع على الناقل


فقه الطهارة 4-آداب قضاء الحاجة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع