مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (19)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


08/03/2024 القراءات: 295  


العمرة في رمضان
رمضان شهر مبارك، وموسم عظيم يتنافس فيه المؤمنون، يتقربون فيه بالأعمال الصالحات، يرجون ثواب الله ومغفرته، ويبتهلون إلى الله تعالى أن يفيض عليهم رضوانه ورحمته.
وتتنوع فيه الأعمال الصالحة من نافلة وصدقة وصلة، وذكر وتلاوة لكتاب الله تعالى.
ومنها الاعتمار في هذا الشهر الكريم، فالعمرة من أفضل ما يتقرب به إلى الله تعال، فإن المسلم إذا أداها بنية صادقة وقصد خالص لله تعالى، وأتم أركانها وواجباتها وشروطها، كانت سببا في مغفرة صغائر ذنوبه، وحط سيئاته، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما" متفق عليه، وحث عليه الصلاة والسلام أمته على الإكثار منها، فقال "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة". رواه ابن خزيمة في صحيحه.
والعمرة في شهر رمضان لها مزية خاصة، فإن ثوابها وأجرها أعظم من الثواب والأجر في غيره، فقد روت أم معقل رضي الله عنها، قالت: "لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، ورجع منها، قال لي: يا أم معقل، ما منعك أن تخرجي معنا؟ قأخبرتة بعذرها، فقال عليه الصلاة والسلام: "فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة معي" ". رواه مسلم.
فبين عليه الصلاة والسلام، أن أجر العمرة في رمضان، يتضاعف ويزداد وكأن من أتى بها في هذا الشهر الكريم، رافق المصطفى عليه الصلاة والسلام في حجته، وذلك من حيث الأجر والثواب.
أما وقد يسَّر الله السفر إلى مكة، والذهاب إليها، فإنه لا ينبغي للمسلم أن يتقاعس عن هذا العمل الجليل، بل عليه أن يحرص على اغتنام أجر العمر؟ وثوابها، لكن ينبغي لمن أراد الذهاب إليها أن لا يكون ذلك على حساب أمر واجب عليه مكلف به، فإنا نشاهد بعض الناس يغيب عن عمله، ويهمل ويفرط فيه، أو يترك أولاده وأهله ومن استرعاه الله عليهم، فيضيعون لعدم وجود القيم عليهم، والراعي لشؤونهم، فقد يترك الأولاد شعائر دينهم الواجبة عليهم من الصيام والصلاة ونحوهما، لغياب والدهم أو وليَّهم الذي يحثهم عليها، ويراقبهم في أدائها، فلا بد من مراعاة ذلك عند الرغبة في الذهاب إلى العمرة.
ومما ينبغي التنبيه عليه هنا، أن بعض النساء قد يسافرن لأداء العمرة، دون أن يكون معهن أحد من محارمهن! وهذه مخالفة شرعية، وعمل حرمه الإسلام، إذ يجب على المرأة أن يرافقها في أسفارها كلها محرم يحميها ويصونها ويحفظ كرامتها، قال عليه الصلاة والسلام: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، فقال رجل: يا رسول الله، إن امرأتي انطلقت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: "انطلق فحج مع امرأتك"". متفق عليه.


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (19)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع